تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بيرس يلتقي سرا عريقات ويطلب: ارفعوا المقاطعة عن نتنياهو

 

      
          رئيس اسرائيل  شمعون بيرس التقى الاسبوع الماضي سرا المسؤول عن ملف المفاوضات في منظمة التحرير وفي السلطة الفلسطينية صائب عريقات، في محاولة لممارسة الضغط على رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) للموافقة على لقاء رئيس الوزراء  الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع القادم واستئناف المسيرة السياسية. بيرس وضع نتنياهو في صورة تفاصيل اللقاء.
          في هذه المرحلة يرفض عباس لقاء نتنياهو ويطالبه بان يعلن عن تجميد مطلق للبناء في المستوطنات بما في ذلك شرقي القدس. اما بيرس فيعمل في الاسابيع الاخيرة محاولا مساعدة نتنياهو في اتصالاته من أجل السماح باستئناف المفاوضات. وفي لقائه مع عريقات شدد بيرس على أنه يجب عمل كل شيء لاستئناف المفاوضات حتى نهاية الشهر. وقال بيرس لعريقات: "محظور اضاعة الفرصة. اطلب اليك أن تقول ذلك لابو مازن".
على خلفية مصاعب عقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الامريكي براك اوباما، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عقد الرئيس شمعون بيرس الاسبوع الماضي لقاءا سريا مع مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات. وكان هدف اللقاء ممارسة الضغط على رئيس السلطة للموافقة على لقاء نتنياهو واستئناف المفاوضات السياسية.
          ويعمل بيرس منذ بضعة أسابيع كي يساعد نتنياهو مع الادارة الامريكية ومع كبار رجالات السلطة الفلسطينية من أجل السماح باستئناف المفاوضات. وحسب مصدرين سياسيين في القدس وكذا حسب دبلوماسيين أجانب، ففي الاسبوع الماضي دعا بيرس اليه عريقات الذي أصبح مقربا على نحو خاص من ابو مازن ومسؤول بالحصر عن الاتصالات السياسية مع اسرائيل ومع الولايات المتحدة.
          مكانة عريقات "رفعت"، بعد أن اطاح عباس بأحمد قريع (ابو علاء) من منصبه قبل بضعة اشهر على خلفية صراعات سياسية في فتح. واذا ما استؤنفت المفاوضات فسيقف عريقات على رأس الفريق الفلسطيني للمحادثات.
          ووصل عريقات سرا الى مقر الرئيس في القدس والتقى على مدى نحو ساعتين بالرئيس بيرس. وشدد بيرس في اللقاء بانه يجب عمل كل شيء من أجل استئناف المفاوضات السياسية حتى نهاية الشهر. "محظور اضاعة هذه الفرصة"، قال بيرس لعريقات. "أطلب اليك أن تقول ذلك لابو مازن. عليه أن يأتي للقاء في الامم المتحدة". واضاف بيرس بانه "مع أنه توجد خلافات في الرأي في موضوع المستوطنات وفي مواضيع اخرى ولكنها ستحل. الامر الاهم الان هو استئناف المحادثات السياسية في اقرب وقت ممكن".
          وعرض بيرس على عريقات أفكاره حول صيغة التقدم السياسي المحتملة. ويعتقد بيرس بانه يمكن تحقيق اتفاق في عدة مواضيه في غضون وقت قصير، مع التشديد على مسألة الحدود. في مواضيع اخرى كالقدس واللاجئين يجب اقامة فرق عمل تبحث فيها على مدى الزمن. بيرس وضع نتنياهو في صورة اللقاء. ورفض مقر الرئيس التطرق الى التفاصيل.
          واليوم يلتقي نتنياهو المبعوث الامريكي جورج ميتشل. ويبدي نتنياهو استعداده لتجميد جزئي فقط للبناء لمدة ستة أشهر فقط، ولكن الادارة الامريكية تطالب بتجميد على مدى سنة على الاقل. والتقدير هو أن الطرفين سيتساومان على تجميد لمدة تسعة اشهر. بعد اللقاء مع نتنياهو يسافر ميتشل الى رام الله وسيلتقي عباس في محاولة لاقناعه حضور القمة الثلاثية.
          في الايام الاخيرة نقل مسؤولون امريكيون كبار رسائل لاسرائيل تتضمن طلبا بتخفيف حدة الموقف بالنسبة للاستيطان واطلاق تصريحات تسمح للفلسطينيين "بالنزول عن الشجرة" والوصول الى القمة الثلاثية في الامم المتحدة. عقد القمة أمر حرج بالنسبة للادارة الامريكية من أجل عرض انجاز أول وربما وحيد حتى الان في السياسة الخارجية لاوباما.
          وأول أمس تناول نتنياهو في جلسة وزراء الليكود لقاءه القريب مع ميتشل وشدد على أنه لا يوجد بعد اتفاق مع الامريكيين في موضوع المستوطنات. ومع ذلك قال نتنياهو ان "المستوطنات هي فقط جزء من المحادثات، ولكن الموضوع الجوهري هو اطار المفاوضات".
          وسئل نتنياهو من وزير المواصلات اسرائيل كاتس اذا كانت اسرائيل تعهدت بجدول زمني من سنتين لانهاء المفاوضات واجاب بانه في المحادثات مع الامريكيين قال الاخيرون انهم لا يفاجئوا اسرائيل بخطط سياسية غير منسقة. "في كل الاحوال، لن اوافق على الدخول في محادثات سياسية نتائجها محددة ومعروفة مسبقا"، كما قال نتنياهو، "من أجل هذا توجد مفاوضات ونحن مستعدون لان نشرع فيها على الفور".
          وأمس ظهر نتنياهو في لجنة الخارجية والامن في الكنيست وقال ان عقد اللقاء الثلاثي في الامم المتحدة ليس مؤكدا. "لم يتفق على شيء بالنسبة للقاء مع ابو مازن". وتطرق نتنياهو الى الاتصالات بالنسبة لتجميد البناء في المستوطنات وشدد على أن الحديث يدور عن "تقليص البناء فقط" وليس واضحا بعد لكم من الوقت .
          وشدد نتنياهو على ان الفلسطينيين هم الذين يعرقلون بدء المفاوضات و "يصلبون مواقفهم". وحسب اقواله، تنفذ اسرائيل تسهيلات هامة ولكن الجواب الفلسطيني كان عرضا للمواقف المتطرفة في مؤتمر فتح قبل بضعة اسابيع.

 

 
                                                                                                                       صحيفة هآرتس15/9/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.