الرئيس الامريكي براك اوباما أعلن أمس الغاء النية لنصب منظومة دفاعية ضد الصواريخ على اراضي بولندا وتشيكيا. وفي جهاز الامن في اسرائيل يقدرون بان الان ستعزز ساحات البحر المتوسط والبحر الاحمر بسفن آيجس لاعتراض الصواريخ البالستية. وقال أمس مصدر أمني كبير ان "هذه ستكون قفزة درجة في الدفاع عن سماء اسرائيل".
القرار السابق لنشر منظومة دفاعية ضد الصواريخ على ارضي بولندا وتشيكيا والذي اتخذ في عهد بوش واثار غضبا شديدا في روسيا كان يرمي الى الدفاع ضد هجوم ايراني محتمل. وشرح اوباما قائلا ان "القرار الجديد يقوم على أساس تقديرات استخبارية جديدة بالنسبة لبرنامج الصواريخ الايراني والذي يتركز الان على الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى".
"الرئيس بوش كان محقا بالنسبة للتهديد الكبير الذي نشأ عن خطة الصواريخ البالستية لايران"، قال اوباما في بداية حديثه متناولا القرار الذي اتخذ في العام 2007 بنصب عشر منظومات لاعتراض الصواريخ على اراضي بولندا ورادار اخر على اراضي تشيكيا. غير أن ذات التقدير، كما شدد اوباما في السياق اصبح في الاشهر الاخيرة غير ذي صلة. وحسب الرئيس، فانه اذا تركز التهديد في الماضي على التخوف من الصواريخ بعيدة المدى فان "التقديرات الاستخبارية الاخيرة عندنا تركز الان اساسا على التهديد الناشيء عن الصواريخ الايرانية على المدى القصير والمتوسط".
هذا وسينطلق البرنامج الجديد على عدة مراحل ابتداء من العام 2011 حين سترابط ثلاث سفن مختلفة في البحر البلطيقي والبحر الاسود وعلى متنها منظومات دفاعية ضد الصواريخ. في المرحلة الثانية، بعد اربع سنوات من ذلك ستنصب منظومات صواريخ حديثة من طراز اس ام 3 في اراضي دول مختلفة في اوروبا. في هذا السياق اشار نائب قائد الجيش الامريكي الجنرال جيمز كرترايت بان الولايات المتحدة تفكر في أن تدرج في المنظومة الجديدة صواريخ أجنبية، بما في ذلك منظومة حيتس الاسرائيلية.
وكان من المهم لاوباما مثلما هو لكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية التشديد امس بان الحديث لا يدور عن خطوة ترمي الى مصالحة الحكم الروسي، الذي أعرب في السنوات الثلاث الاخيرة عن معارضة حادة لـ "التغلغل" الامريكي الى شرق اوروبا. وشدد اوباما قائلا: "الاهتمام الواضح والاساس لدينا موجه لتهديد الصواريخ الايرانية وهذا ايضا ما يقبع في اساس قرار اليوم". اما الناطق بلسان وزارة الدفاع الامريكية جيف مورال فقال ان "لا صلة لهذا القرار باي شكل لروسيا وهو على صلة وثيقة بايران".
غير أنه يبدو ان ليس الجميع تأثروا بالكلمات الحادة التي اعتبرت تغطية على تراجع آخر من جانب اوباما وانبطاحا، مثلما انتقد كثيرون امس، امام طهران وموسكو. "يدور الحديث عن قرار خطير"، عقب أمس عضو الكونغرس الجمهوري جون كيل. "هذا قرار يعيدنا الى عهد الحرب الباردة".
اما في روسيا بالمقابل فرحبوا بالقرار وعقب امس الناطق بلسان الخارجية الروسية اندريه نسترنكو بان "تغيير القرار بنصب منظومة دفاعية ضد الصواريخ في شرقي اوروبا هو اشارة ايجابية. هذا انتصار للمنطق".
وفي اسرائيل ايضا استقبلوا بعطف بيان اوباما. والتوقع هو أن الان ستنخرط اسرائيل في منظومة الدفاع الامريكية ضد هجوم صاروخي. وقال مصدر امني كبير أمس: "في هذه المرحلة يتحدث الامريكيون عن امكانية خلق منظومة واحدة تتضمن حيتس 2 وفي المرحلة المستقبلية حيتس 3 الى منظومة آيجس التي تحملها سفن صواريخ الاسطول الامريكي. تقديرنا هو ان الولايات المتحدة ستعزز عدد سفن الصواريخ التي تحمل آيجس في البحر المتوسط وفي ساحة البحر الاحمر كجزء من الانتشار المتجدد".
صحيفة معاريف 18/9/2009
