تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

في اللقاء المخزي ..عباس يصافح ليبرمان "سيدي وزير الخارجية"

مصدر الصورة
SNS

 يصف الصحفي الاسرائيلي كاتب المقال لقاء الامس بين عباس واوباما ونتنياهو بأنه لقاء مخجل وفارغ المضمون ويتابع القول:

أحد مسؤولي الادارةالامريكية قال لي أمس ان الرئيس اوباما استدعى الطرفين كي يصرخ عليها، كي يوضح ان الزمن ينفد، وان عليهما ان يتخذا الخطوات اللازمة لفتح وتسريع المفاوضات.
اذا كانت هذه هي الرسالة، فانها لم تستوعب. لا لان زعماء اسرائيل ليسوا أذكياء: بل لانهم اذكياء اكثر مما ينبغي. اذا كنا سنحاكم الامور حسب ما قاله لنا نتنياهو، باراك وليبرمان بعد اللقاء، فان احساسهم كان معاكسا: فقد شعروا بانهم تلقوا ربتة امريكية على الكتف.
القمة الثلاثية عقدت في قاعة قديمة في الطابق الثالث من فندق ولدروف استوريا. وبدت الغرفة كقاعة رقص في قصر اوروبي قديم نقل بكامله الى امريكا. جدران من الخشب، مظهر ضخم، مروحة فاخرة تتدلى من السقف. اما السقف نفسه فيا ويلي مليء برسومات الحوريات العاريات كيوم مولدهن. وعلى طول الحائط نصب الامريكيون أربعة اعلام: العلم الامريكي، وبين علم اسرائيل وعلم فلسطين علم امريكي ثانٍ كسور فاصل.
عندما دخل الفلسطينيون الى القاعة، تجاوزوا عن عمد ليبرمان وصافحوا- وهذا ايضا عن عمد- باراك الذي جلس الى جانب ليبرمان. وكانت اللعبة جيدة للجميع: للكبار الفلسطينيين الذين لم يكن بوسعهم ان يسمحوا لانفسهم بان تلتقط صورهم وهي تمسك يد الرجل الوحيد في حكومة اسرائيل الذي يفهم العربية؛ لليبرمان، الذي خرج رجلا، على الاقل في نظر نفسه، ولباراك الذي أخذ يحتل مكان شمعون بيرس كرجل لكل زمان ولكل جانب.
بعد ذلك عندما صرفت الكاميرات، صافح ابو مازن ليبرمان وقال له: "سيدي وزير الخارجية". "قلت له"، روى ليبرمان لنا بعد ذلك، نحن المراسلين من اسرائيل، "قلت له: لماذا تتوجه الي بشكل رسمي، فنحن جيران".
عندما روى ذلك احمر وجهه من شدة الضحك. ضحك ايضا نتنياهو وباراك وحاشيتيهما. لا ريب عندي أن في نوكاديم ايضا، المستوطنة التي يسكن فيها ليبرمان، ضحكوا. الدعابة هي جانبهم القوي.
سألت نتنياهو بعد اللقاء اذا كانت الاجواء فيه وديه. "كانت طيبة"، قال. وهو مقتنع بان الفلسطينيين يفهمون الان بان من الافضل لهم الا يشترطوا استئناف المسيرة بتجميد الاستيطان. مطلب التجميد مات. ومحله يتحدث اوباما عن "كبح جماح" البناء في المستوطنات. "انا افهم الانجليزية"، يقول نتنياهو. "كبح الجماح والتجميد هما كلمتان مختلفتان". نتنياهو كان راضيا على نحو خاص من أن اوباما تخلى عن مطلب التجميد دون أن يطلب مقابلا من اسرائيل. نتنياهو لم يعرف مسبقا عن هذا التغيير.
حيال مطلب تجميد الاستيطان الذي يفترض بالفلسطينيين أن يسحبوه عرض نتنياهو مقترحا من جانبه: اسرائيل لن تحاسب ابو مازن على القرارات الصعبة لمؤتمر م.ت.ف في بيت لحم. الطرفان سيبدآن صفحة جديدة.
واشتكى ليبرمان من خطوة فلسطينية اخرى: الدعوى التي رفعته السلطة الفلسطينية ضد اسرائيل الى المحكمة الدولية في لاهاي على خلفية الاتهامات بالمس بالمدنيين في حملة "رصاص مصهور" وقال ان "سحب الدعوى ستكون خطوة بناء ثقة". اما ابو مازن فلم يعقب.
بعد اللقاء، بينما كان يجلس بين ليبرمان وباراك قال نتنياهو انه حقق الاهم بالنسبة لحكومته، انجازا فريدا من نوعه "يعبر عن جوهر الوحدة في الجمهور الاسرائيلي".
كان على حق في كلامه. يخيل أن في هذه اللحظة معظم الاسرائيليين يتعاطون مع الاتصالات السياسية بذات المخاوف التي تميز حكومتهم. وهم يريدون استئناف المسيرة لانهم يخشون ما سيحصل اذا لم تكن هناك مسيرة، ولكنهم لا يؤمنون لا بالاتفاق ولا بامكانية تطبيقه.
السؤال هو هل دور الزعيم هو ان يعكس رأي الاغلبية ام ان يقودها. ابو مازن هو مثال على ذلك: نحن الاسرائيليين نتوقع منه أن يقود الفلسطينيين الى تنازلات يرفضها معظم ابناء شعبه رفضا باتا. نتنياهو ذكر أمس على مسامعنا زعيمين عربيين تصرفا على هذا النحو: السادات والحسين. وهو لم يقل انه سيأخذ قدوة من السادات ومن الحسين، فقط ابو مازن.
وكما أوضحت لي امس مصادر امريكية، لا يوجد، حتى بعد القمة أمس، ضمانة في أن تبدأ المفاوضات. المفاوضات على المفاوضات ستتواصل مع عودة الفريق الاسرائيلي الى واشنطن منذ هذا الاسبوع.
في هذه الاثناء، لما كان تجميد الاستيطان شطب عن جدول الاعمال، فقد نفدت الامال ببوادر طيبة تجاه اسرائيل من جانب دول عربية مؤيدة لامريكا. موظف في الادارة تحدثت معه أمس شدد على ان الموافقة العربية على بادرات طيبة اشترطت بالتجميد ولما كانت حكومة اسرائيل ترفض الاعلان عن التجميد، فلن تكون بادرات طيبة.
نتنياهو يمكنه ان يشعر بانه حقق ذلك: نفض عنه الضغط الامريكي، اجتاز القمة ويمكنه أن يعود الى الديار بسلام. "لا منتصرين ولا مهزومين"، قال أمس بسخاء المنتصر. يجدر به أن يتذكر الدرس الذي يعلمه الشرق الاوسط لكل منتصريه: في هذه المنطقة المنتصر في المدى القصير يكون مهزوما في المدى البعيد. في النهاية لا يكون منتصرون ومهزومون – فقط مهزومون.
                                                  صحيفة يديعوت 23/9/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.