طردت روسيا من أراضيها دبلوماسيا إسرائيليا رفيع المستوى بعد أن اتهمته بالتجسس، وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها السلطات الروسية على مثل هذه الخطوة ضد دبلوماسيين إسرائيليين منذ سنوات طويلة.
ويعمل الدبلوماسي الإسرائيلي كقنصل رئيسي مسؤول عن منظمة «نتيف» التي اشتهرت في الماضي بأنها الذراع الاستخباراتي لـ«الهجرة» اليهودية الروسية إلى إسرائيل.
واعترفت الصحافة الإسرائيلية بعودة الدبلوماسي الإسرائيلي المطرود شموئيل بولشيك قبل ثلاثة أيام إلى إسرائيل بعد أن أمهلته السلطات الروسية خمسة أيام لمغادرة أراضيها.
وأعلنت موسكو أن بولشـيك خالف الاتفاقيات الدولية والتفاهمات بين البلدين وعمل للتجسس وجمع المعلومات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اندري نستيرنكو إن بولشيك أوقف في "24 الشهر الماضي في موسكو بعد ضبطه بالجرم المشهود".
ومن المعلوم أن منظمة «نتيف» كانت في الماضي جهازا رسميا من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مخصصا للعمل في دول أوروبا الشرقية بذريعة تشجيع «الهجرة» اليهودية.
وقبل حوالى أسبوع أوقف جهاز الأمن الفدرالي الروسي بولشيك، البالغ من العمر 58 عاما، أثناء اجتماع كان يعقده خارج مكتبه. وتم التحقيق معه لكنه لم يعتقل بسبب حيازته جواز سفر دبلوماسيا وتمتعه بالحصانة ولكن تم الطلب إليه مغادرة روسيا.
وحاولت السلطات الإسرائيلية منع إبعاد بولشيك ومارست ضغوطا شديدة على موسكو مهددة بخطوات عقابية ولكن من دون جدوى فتم التوصل إلى تفاهم حول هذه المسألة بألا يتم الطرد بشكل مباشر وإنما بعد توجيه كتاب للخارجية الإسرائيلية يتم فيه إعلان بولشيك "شخصية غير مرغوب فيها" على الأراضي الروسية.
وتتناقض عملية طرد الدبلوماسي مع الأجواء التي تشيعها الخارجية الإسرائيلية حول ازدهار العلاقات والتعاون مع روسيا في الأشهر الأخيرة. فالإبعاد جاء بعد يوم واحد من مغادرة وفد إسرائيلي رفيع المستوى لموسكو وبعد زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وزيارة سرية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وثمة أحاديث عن زيارة مرتقبة يقوم بها نتنياهو لموسكو قبل نهاية العام الحالي، كما أنه وصل إلى إسرائيل أمس الأول نائب رئيس الحكومة الروسية فيكتور زوبكوف في زيارة رسمية.
