بعد القمة الثلاثية في نيويورك، يصل هذا المساء المبعوث جورج ميتشيل الى الشرق الاوسط لجولة محادثات اخرى. غير أنه سيجد رئيسا لسلطة فلسطينية علق في حرج بعد ان اوقف تقرير غولدستون واضطرابات في القدس في ضوء البناء في شرقي المدينة، وتوتر أمني متصاعد في الضفة الغربية وغزة. كل هذه، تضعف الفرصة لاستئناف المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.
رغم ذلك، في القدس يعتقدون بانه يحتمل اختراق وانه سيكون ممكنا التغلب على العراقيل والاعلان قريبا عن استئناف المفاوضات. مسؤولون كبار في الساحة السياسية يقولون ان هناك احتمال بان يتم الاعلان عن استئناف المفاوضات بعد زيارة ميتشيل الحالية.
وكرس الرئيس اوباما لهذه الجولة من المحادثات بين ميتشيل واسرائيل والفلسطينيين اسبوعين فقط. في 18 تشرين الاول، سترفع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تقريرا للرئيس يجمل التقدم في المسيرة. وغدا سيلتقي ميتشيل وزير الدفاع ايهود باراك. وسيحاول الرجلان جسر الفوارق المتبقية. يوم الجمعة يلتقي المبعوث رئيس الوزراء نتنياهو كي يثبت التفاهمات المتحققة.
الامريكيون، الذين عملوا خلف الكواليس على مساعدة اسرائيل على صد تقرير غولدستون من الوصول الى البحث في مؤسسات الامم المتحدة يطالبون الان اسرائيل باظهار مزيد من المرونة بالنسبة للمسيرة السياسية. وتعترف محافل سياسية في القدس بان الامريكيين طلبوا من اسرائيل تعزيز ابو مازن الذي تلقى ضربة شديدة وضعف في الشارع الفلسطيني حين تراجع عن مطالبته الامم المتحدة تبني تقرير غولدستون.
ميتشيل يصل
والمقصود هو أنه بعد أن صرح رئيس الوزراء نتنياهو بان تبني تقرير غولدستون سيمس باستئناف المسيرة السياسية، سيتعين عليه أن يثبت بانه مستعد لان يخفف حدة موقفه وان يوفر لابو مازن السلم للنزول عن الشجرة التي تسلق اليها حين أعلن عن شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات.
وبالفعل، حاليا، يتمترس الفلسطينيون في مواقفهم بانهم لن يستأنفوا المحادثات الى أن تعلن اسرائيل عن تجميد مطلق للبناء في المستوطنات وفي شرقي القدس. الاضطرابات في الحرم تجعل من الصعب اكثر على ابو مازن الذي يتعرض على أي حال ايضا لانتقاد جماهيري كبير للتراجع عن موقفه هذا.
في ضوء الانتقاد الشديد الذي تلقاه، يفكر ابو مازن باستئناف التأييد لتقرير غولدستون ومطالبة الامم المتحدة بتبني استنتاجاته. في القدس يعربون عن انتقاد شديد لسلوك ممثلي وزارة الخارجية في جنيف، الذين احرجوا رئيس السلطة الفلسطينية بعد أن سارعوا الى وسائل الاعلام مع النبأ بان الفلسطينيين سحبوا الاقتراح للامم المتحدة. "سلوك المندوبين الذين ركضوا الى وسائل الاعلام فور تراجع الفلسطينيين من اجل عزو الخطوة لهم والتبجح بها الحقوا ضررا سياسيا عميقا"، قال مصدر سياسي كبير في اسرائيل . "كان على مندوبو اسرائيل في الامم المتحدة ان يضبطوا انفسهم ولكنهم عملوا بتسرع واضروا بابو مازن شديد الضرر".
اساس الانتقاد موجه للسفير الاسرائيلي في الامم المتحدة روني لشنو ياعر، الذي سارع الى اللقاءات مع الصحافة. وزارة الخارجية رفضت التعقيب على ذلك.
رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات قال ان السلطة الفلسطينية تعتزم اتخاذ سلسلة من الخطوات، القانونية والسياسية كي تجلب اسرائيل الى المحاكمة على جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة. كما أوضح بان ابو مازن يعتزم الكشف عن كل التفاصيل حول تأجيل البحث في تقرير غولدستون
معاريف7/10/2009
