تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اسرائيل ترد شروط الولايات المتحدة لقمة سلام

 

الرئيس براك اوباما لا يتخلى. الولايات المتحدة تضغط على اسرائيل للموافقة على عقد مؤتمر قمة بعد نحو شهر، على اساس التزام اسرائيلي بتحقيق اتفاق واقامة دولة فلسطينية في غضون سنتين، وكذا استعداد اسرائيلي لانسحاب واسع من مناطقالضفة الغربية. حسب الخطة الامريكية، بعد القمة تبدأ محادثات مكثفة بين اسرائيل والفلسطينيين على التسوية الدائمة.
          وافادت مصادر سياسية بان اسرائيل لا تقبل المطالب الامريكية ولكنها أكدت بأنه بهدف منح فرصة لاستئناف المسيرة السلمية ستوافق اسرائيل على تجميد مؤقت للمستوطنات لفترة زمنية تتراوح بين ستة اشهر وسنة. ومع ذلك، ترفض اسرائيل الطلب الفلسطيني بان ينطبق تجميد البناء على شرقي القدس ايضا.
          ولما كان عدم التوافق في كثير من النقاط، والاصرار على التعديلات تأتي من الطرف الاسرائيلي والطرف الفلسطيني على حد سواء، فان كل ذوي الامر يوضحون بان من الصعب التقدير متى ستستأنف المفاوضات (الاتصالات بين الطرفين توقفت في اذار من هذا العام مع نهاية ولاية ايهود اولمرت كرئيس للوزراء). بهدف جسر الفجوات ودفع استئناف المفاوضات الى الامام فان عضوي الطاقم المفاوض المكلف من رئيس الوزراء، المحامي اسحق مولكو والعميد مايك هيرتسوغ سافرا الى واشنطن أول امس وسيلتقي الرجلان هناك مع المبعوث الخاص جورج ميتشيل وفريقه. وبالتوازي يتواجد في واشنطن ايضا ممثلو ابو مازن. في هذه الاثناء تكثر  الاسرار بالنسبة للتوافقات بين الطرفين، سواء بشأن الاعلان ومضمونه أم بشأن مسار المحادثات وطريقة سيرها. المسائل التي تبقى مفتوحة هي هل سيتخلى الفلسطينيون عن مطلبهم بالحدود في خطوط 1967؟ وهل سيوافقون على مطالب نتنياهو بالاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية؟ وهل القيادة الفلسطينية ستعلن أن في نهاية النزاع لن تكون لها مطالب اضافية؟ وماذا سيكون الموقف من مسائل– القدس واللاجئين. اضافة الى ذلك فان مسألة دور المحافل الدولية – الاوروبية وغيرها مثل الروس – يلفه الغموض. رغم أن مبدئيا في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي  ايضا يؤكدون بانهم توصلوا الى تفاهمات بشأن البناء في المستوطنات، ليس واضحا بعد ما هي مدة التجميد (ستة اشهر، تسعة أشهر أم سنة) وماذا سيحصل في نهاية هذه الفترة.
          "اكثر من حلف استراتيجي"
          اوباما من ناحيته بعث أمس بتهنئة مسجلة بمناسبة افتتاح مؤتمر الرئيس الثاني في القدس، وفي توجهه الى اسرائيل قال انه "يمكن الوصول الى وضع راهن متفق عليه او التصدي للتحديات. مثلكم، اؤمن بان الان هو الزمن للعمل. علينا جميعا أن نقوم بدورنا في المسؤولية... تاريخ اسرائيل يثبت لنا انه يمكن التغلب على المستحيل". واوضح الرئيس الامريكي بان الصداقة بين واشنطن والقدس هي "اكثر من حلف استراتيجي"، وشدد على ان الشعب الامريكي والشعب الاسرائيلي يتشاركان في الايمان في أن الدول الديمقراطية يمكنها أن تغير المستقبل.
          رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي القى كلمة في مستهل المؤتمر، دعا رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن: "قل الحقيقة لشعبك واريهم الطريق الحقيقية للسلام". وحسب نتنياهو، فان "الكثيرين يعتقدون بان تحقيق السلام مع الفلسطينيين هو مهمة متعذرة. اما أنا فلا اشاركهم هذا الرأي. اعتقد أن السلام مع الفلسطينيين ممكن ولكن هذا يحتاج الى زعامة وشجاعة، من الجانبين. وعليه، فاني أدعو اليوم ابو مازن، أن قُد شعبك نحو السلام. قل لشعبك بانه حان الوقت لانهاء هذا النزاع مرة واحدة والى الابد. قل لشعبك انه حان الوقت لان يعيش الشعبان بسلام وأمن الواحد الى جانب الاخر".
          وأوضح نتنياهو بانه اتخذ هو الخطوة اللازمة حين أعلن في خطاب بار ايلان عن موافقته على دولة فلسطينية مجردة. واوضح نتنياهو: "لا اطلب منك شيئا لم اطلبه من نفسي. قبل بضعة اشهر القيت خطابا لشعبي، قلت فيه الحقيقة بالنسبة للسلام. الحاجة الى السلام والطريق الى السلام. الان حان دورك".
          مسؤول كبير في مكتب ابو مازن عقب امس على تصريحات نتنياهو وقال ان "مواقفنا بشأن استئناف المفاوضات واضحة ومعروفة. نتنياهو يتحدث عن السلام لغرض العلاقات العامة فقط. الفلسطينيون لا يطرحون شروطا لاستئناف المحادثات. من يطرح شروطا هو نتنياهو نفسه، الذي يواصل البناء في المستوطنات وفي شرقي القدس".
                                                                                صحيفة اسرائيل اليوم 21/10/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.