تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ماذا جرى في لقاءاوباما-نتنياهو ؟؟؟

 

          "كيف كان الحديث بين اوباما ونتنياهو؟" سأل أمس السناتور عظيم النفوذ كارل لفين وزير الدفاع  الاسرائيلي ايهود باراك في لقاء بينهما في تلة الكابيتول. "يمكنني أن اشهد فقط على القسم الاول من اللقاء الذي شاركت فيه"، اجاب باراك لفين الذي يترأس لجنة القوات المسلحة. "الحديث كان ايجابيا. قلنا للرئيس اننا جديين ومستعدين لان ندفع الثمن في كل ما يتعلق بالحلول الوسط والتنازلات في المفاوضات مع الفلسطينيين".
          حين خرج نتنياهو من الغرفة البيضاوية في البيت الابيض بعد ساعة واربعين دقيقة مع الرئيس اوباما انتظره مستشاروه في الغرفة التي تحمل اسم روزفيلت لسماع ما سيقوله. وحسب شهادة بعضهم بدا "متوترا، وكانت شفتاه مشدودتين، وبالاساس – لم يعد معتدا". البيت الابيض لم ينشر صورة عن اللقاء كما هو متبع في مثل هذه الحالات، واكتفى ببيان قصير من 51 كلمة. ولم يكن في البيان أي كلمة عن الصداقة قديمة السنين بين الولايات المتحدة واسرائيل، بل تبليغ قصير عن انتقاد اللقاء وقول بان "الولايات المتحدة ملتزمة بأمن اسرائيل".
        
        اوباما نظف الطاولة
         
               ليس صدفة أن قرر نتنياهو الغاء الاستعراضات التي خطط لها بعد اللقاء الليلي. وحاول الرئيس الامريكي تربية نتنياهو والايضاح له جيدا بان ثقافة "الركض لتبليغ الشباب"، هذه الثقافة الاسرائيلية غير مقبولة من ناحيته. وترك اوباما لنتنياهو أن يفهم بانه اذا كان معنيا بان يبني علاقات ثقة فمن المجدي له جدا أن يحافظ على الكتمان، والا يخلق عناوين رئيسة اساسها "جئت، احتللت وانتصرت". وفهم نتنياهو التلميح شديد الوضوح: وهكذا، عندما سئل أمس قبل أن يغادر الولايات المتحدة في طريقه الى اوروبا، حرص نتنياهو على الحفاظ على الغموض في كل ما يتعلق بمضمون لقائه مع الرئيس الامريكي. "كان لنا حديث جد ايجابي"، قال ولم يفصل.
          يمكن ان نفترض بان حتى المستشارين المقربين جدا لنتنياهو لم يشركهم في ما قيل ثنائيا بينه وبين اوباما. في احاديث مع وزراء كبار بعد بضع ساعات من اللقاء، حرص نتنياهو على عدم التوسع في ما قيل في اللقاء، غير ما نشر حتى الان: "لقاء جيد وايجابي". لا ريب أنه لم يغب عنه ان هذه المحادثات كان لها مستمعون آخرون. ما قيل ثنائيا استوعب بان حاليا من الافضل له أن يحتفظ به لنفسه. كما أن مستشاري اوباما حرصوا على ان يتبنوا مبدأ الصمت. وفي كلمته أمام منتدى الطوائف اليهودية، استخدم رام عمانويل، رئيس فريق البيت الابيض الذي ارسل للخطابة بدلا من اوباما، اختار هو ايضا ان يجمل اللقاء بانه "ايجابي".
          لن يكون تخمينا منفلت العقال التقدير بان اوباما لم يسمع نتنياهو فقط اقوالا "طيبة وايجابية". حسب مصادر في واشنطن، سعى اوباما الى تنظيف الطاولة من اقوال اشكالية نسبت لنتنياهو وبلغت مسامعه. ومن شبه اليقين ان اوباما اقترح على نتنياهو أن يبث الرعب فيه وان يسمع آذان الاسرائيليين والامريكيين التقدير بان "الولايات المتحدة ليست فقط البيت الابيض، وان لاسرائيل روافع قوة قادرة على ان تلي ذراع حتى من يجلس في البيت الابيض". بعض من مستشاري اوباما رووا له بانه في الولاية الاولى لنتنياهو كرئيس وزراء هدد في فترات الازمة مع الرئيس كلينتون بانه قادر على "احراق واشنطن" وتجنيد اصدقاء اسرائيل في الكونغرس وفي اوساط جموع مستهدفة اخرى ممن يؤيدوها دون تحفظ.
          تواجد وزير الدفاع ايهود باراك في واشنطن ساعد نتنياهو على ازالة "الدم الفاسد" الذي تراكم في قنوات الحوار بين مكتب رئيس الوزراء والبيت الابيض. ويعتبر باراك في واشنطن شخصية ايجابية يبذل كل ما في وسعه للتأثير على نتنياهو للاقدام على خطوات عملية تحرك المفاوضات مع الفلسطينيين.
          "اوباما يستحق اكثر"
          كما هو متوقع، فانه مما يمكن أن يفهم عن اللقاء، فان الجانب الاسرائيلي يفضل التشديد على الوعود التي اطلقها اوباما في المسائل المتعلقة بالضغط على ايران والاستعداد الامريكي لتزويد اسرائيل بمنظومات دفاعية متطورة للغاية في اطار استعداداتها للتصدي للتهديد الايراني. اما في الجانب الامريكي فيفضلون الحديث عن المطالب التي طرحها اوباما في الموضوع الفلسطيني: تحرير مكثف للسجناء الفلسطينيين كبادرة طيبة لتعزيز ابو مازن. نتنياهو يتردد: فمن جهة حماس تطالب اثمانا باهظة لقاء تحرير جلعاد شليت هو غير مستعد لان يدفعها، ومن جهة اخرى يجد نفسه مطالبا بتحرير مئات السجناء لتحسين مكانة ابو مازن في الضفة. "لا يهم ما نفعله"، قال باحباط عميق احد مستشاري نتنياهو، "هذه الادارة حددت بيبي هدفا ولن تتخلى عن هذا الهدف الى ان تسقطه". محافل مقربة من الادارة الامريكية ترفض هذا القول رفضا باتا. اوباما، كما يقولون، يريد أن ينجح، وان يسجل انجازا في الشرق الاوسط. نتنياهو يمكنه ان يساعده".
بشكل عام، الرئيس اوباما ومستشاروه المقربون يشعرون بان الاسرائيليين يظلمونه. "حقيقة أن معظم الاسرائيليين غير راضين عن اوباما ومعدلات التأييد له في اسرائيل تبلغ 4 في المائة، غير مبررة"، قال لباراك السناتور كارل لفين، المقرب جدا من البيت الابيض. الرئيس لا يستحق هذا وهو الذي يواصل المصادقة على كل طلباتكم في مجال المساعدات الامنية والاستعداد لتزويدكم بكل منظومات السلاح التي تريدون.
 
                                                                                                               صحيفة يديعوت 11/11/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.