تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هآرتس تصف نتنياهو بالمشعوذ لانه لا يريد السلام مع سورية

 

 
 
          لنفرض ان بنيامين نتنياهو كان رئيس الحكومة في 1977 بدل مناحيم بيغن. أكان يسير في الطريق نفسها؟ الى اتفاق سلام مع مصر مرورا بكامب ديفيد؟ وبالتخلي عن جميع مستوطنات رفح والانسحاب حتى آخر ملمتر من سيناء؟ والتوقيع على حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية؟ أكان يقتلع جميع مستوطناتنا وراء الحدود في مواجهة عنيفة مع مؤيدي أرض اسرائيل الكاملة؟ أكان يستجيب لاملاءات الرئيس كارتر ويعرض تنازلاته، ولا سيما ازالة المستوطنات، على الكنيست ويؤيد السلام مع دولة قتلت منا نحوا من 3000 جندي في حرب يوم الغفران؟
          الجواب بالنفي بطبيعة الامر. فمجرد التفكير في امكان كهذا كان يجعل بيبي يعرق في النهار ويحلم كوابيس في الليل. الجميع يمجدون ويمتدحون اسحاق رابين كرجل سلام؛ لكن الحقيقة هي ان رجل الحيروت بيغن هو الذي مهد طريق رجل العمل رابين لتبني اتفاق اوسلو والسعي الى اتفاق السلام الثاني مع المملكة الاردنية. عندما كان شعار انتخابات اريئيل شارون "شارون فقط سيأتي للسلام" قال له مستشارو الاعلام عنده، انه اذا لم يحقق وعده فقد ينهي حياته المهنية. وفّى حقا بوعده اكثر مما توقعوا عندما استقر رأيه على ان يزيل بالقوة 25 مستوطنة كخطوة اولى لايقاظ الشعب من حلم ارض اسرائيل الكاملة.
          على حسب التمرد الذي حاول بيبي ان يقوده على شارون في تلك الفترة، ووجد نفسه في الليكود مع اثني عشرة نائبا، كان ابوه البروفيسور بنتسيون على حق عندما قال، ان بيبي ربما يلائم ان يكون وزير خارجية لكنه ليس مؤهلا لتولي  رئاسة الحكومة. كمن هزم بخزي وعاد الى رئاسة الحكومة بسبب خطأ تسيبي لفني، عاد مع الحيل التي كانت عنده ذات مرة.
          بعد ان اسمع في خطبة بار ايلان فقرة واحدة تثير الامل ("دولتان لشعبين") نجح بيبي في ان يمحو سريعا اثر كلامه باشتراط شروط، واصرار في شأن استمرار البناء في المناطق، ولا سيما نجاحه في اغضاب الادارة الامريكية.
          بيبي، مثل بيبي، يفعل كل شيء لتزجية الوقت. فهو يكثر الحديث الى ايهود باراك، لكنه يفعل ذلك ايضا مع دانييل بن سيمون وتسيبي حوتوبلي، ويتجه الى الرئيس الاسد بدعوة "تعال نصنع السلام". يعلم الجميع ما هي شروط الاسد التي لا تتغير: انها الحصول على الجولان كاملا .
 اسرّ بيبي بهذه الدعوة الى شمعون بيرس في الاساس، الذي يعلن هذه المرة من جنوب افريقيا ان بيبي مستعد لتنازلات وان له خططا جدية لتقديم السلام. كانت عمتي تقول عندما لم تكن تصدق شخصا ما: "ليعش هكذا عبدالناصر".
      أنواجه كارثة؟ يسأل رازي بركاي في اذاعة الجيش الاسرائيلي البروفيسورة انيتا شابيرا. وتجيب ان العقل يقول اننا مقبلون على هرج، لكن القلب يقول ان الامر سيكون على ما يرام. "قالوا هذا ايضا في وارسو في 1939"، قالت ليس بعد تلك المقابلة. يعلم بيبي ان الاسد يريد ارضه كاملة .
لكن" نتنياهو "يضلل جميع طالبي السلام بقوله انه مستعد لمفاوضة سورية "بغير شروط سابقة".
          ولما كنت قد تساءلت ماذا كان يحدث لو كان بيبي رئيس حكومة في 1977، فمن المهم ان أسأل الان: لماذا نكرر الخطأ الذي فعلناه آنذاك، عندما لم نستجب لتلميحات السادات وتهديداته التي سبقت حرب يوم الغفران – وهي انه ان لم يكن سلام فسيكون مستعدا للتضحية بمليون جندي ليعيد الارض لنفسه؟ أكان يجب حقا ان يسفك دم كثير الى هذا الحد لاحراز ذلك السلام؟ يوجد ثمن لتسوية سلام مع سورية، لكن اليس افضل احرازها وان يدفع عوضا منها الان قبل ان تدفع سورية الى حرب .
          اللغز غير المحلول هو: اذا كان بيبي مترددا الى هذا الحد؟ فكيف تجيب استطلاعات الرأي سؤال من أشد ملاءمة لرئاسة الحكومة بـ: 43 في المائة لبيبي قياسا بـ 5 في المائة لباراك؟ تفسير ذلك ان الجمهورالاسرائيلي  اشد ميلا الى اليمين وان الليكود اشد تطرفا. أعد نتنياهو لنفسه قائمة حيل وخدع لتزجية الوقت. يعمل الفلسطينيون في مصلحته عندما يهددون بأنهم سيعلنون دولة فلسطينية من طرف واحد، تكون وصفة لحل مفروض او لانتفاضة ثالثة .
         
ما تزال الشمس تشرق في هذه الاثناء، والوزراء طائرون، ورفوف المجامع التجارية مليئة، والمطاعم مزدحمة والمتدينون الحريديون يحتلون القدس.
 
                                                                            هآرتس17/11/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.