صفقة شليت قبيل الحسم: أمس اجتمع "محفل السباعية" (مجلس وزاري اسرائيلي يضم سبعة وزراء)لما لا يقل عن ثلاث مرات في مداولات في مصير الجندي شاليت – واستمرت آخر جلسة حتى منتصف الليل. في المرة الاولى اجتمع المحفل في وقت مبكر في الصباح وذلك بعد أن تلقى الوزراء ايهود باراك، موشيه يعلون، بيني بيغن، ايلي يشاي وافيغدور ليبرمان دعوة في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس من مكتب رئيس الوزراءالاسرائيلي . في ساعات الظهيرة، بعد جلسة الحكومة الاسرائيلية اجتمعوا مرة أخرى. وفي المرة الثالثة اجتمعوا عند الساعة الثامنة مساء في جلسة متوترة تواصلت حتى الليل. ووصل الى هذا اللقاء رئيس الاركان غابي اشكنازي. ويعتبر ضمه الى الاجتماع ذا أهمية لانه يؤيد صفقة تحرير شليت.
وقال مصدر سياسي اسرائيلي كبير أمس ان الحسم في موضوع تنفيذ الصفقة موجود بيدي بنيامين نتنياهو.الذي "بدلا من أن يحسم يدخل بفرائص لينة" قال المصدر الكبير. بتعبير آخر، نتنياهو لا يسارع الى تحقيق الصفقة التي اساسها تحرير مئات السجناء الفلسطينيين مقابل تحرير شليت. اساس معارضة نتنياهو موجهة لطلب حماس تحرير سجناء "ثقيلين" الى الضفة الغربية . في معارضته هذه يقف نتنياهو في خط واحد مع موقف المخابرات والموساد، ويعتقدون بانه لا يجب تحرير سجناء كهؤلاء الى الضفة الغربية خشية المس بامن اسرائيل. وقال أمس "أنا مستعد للسير بعيدا في صفقة شليت، ولكني لن احرر سجناء قتلة !!!!.
وحسب ذات المصدر السياسي، فان رئيس الوزراءالاسرائيلي قلق من أنه لا يوجد اجماع في منتدى السباعية حيث تنقسم الاراء هناك في الوسط تماما. فقد عارض ثلاثة وزراء صيغة الصفقة الحالية وهم: يعلون، ليبرمان وبيغن. ويعلون هو الاشد معارضة بين الثلاثة. وأمامهم ثلاثة وزراء يعتقدون بانه يجب اعطاء ضوء اخضر للصفقة واعادة شليت الى الديار. وهم: باراك، مريدور ويشاي. نتنياهو، في مثل هذا الواقع، يصبح محطم التوازن صوته يحسم الى هنا او هناك. هذا واقع غير مريح لرئيس الوزراء. "هكذا تختبر زعامة رئيس وزراء"، قال امس مصدر سياسي اسرائيلي كبير مطلع على تفاصيل الصفقة وقال أمس انه اذا أيد بيغن او يعلون صيغة الصفقة سيكون سهلا على نتنياهو أكثر ان يأمر الوسيط الالماني الذي ينتظر رد حكومة اسرائيل بان يتقدم.
المجلس الوزاري المصغر سيقرر
من المهم الاشارة في هذا السياق الى أن القرار الرسمي في شأن الصفقة لن يتخذ في محفل السباعية بل في المجلس الوزاري السياسي – الامني وفي الحكومةالاسرائيلية . وزراء في المجلس الوزاري قالوا أمس ان على رئيس الوزراء ان يطرح على البحث في المجلس الوزاري صيغة الصفقة والا يترك الامور في السباعية". وحسب وزير كبير في المجلس الوزاري فانه "على الحسم أن يتم لدى وزراء المجلس الوزاري والمسؤولية عن الصفقة هي شاملة على كل وزراء الحكومة وليس على رئيس الوزراء وحده.". ومع ذلك، فانه اذا طرح نتنياهو الصفقة على الحكومة وطلب تأييد الوزراء التقدير هو أنه ستكون لها اغلبية كبيرة – وزراء العمل، شاس، جزء من وزراء الليكود وجزء من وزراء اسرائيل بيتا سيصوتون الى جانبها.
عائلة شليت بذلت امس جهودا جبارة في محاولة للتأثير على نتنياهو واقناعه لاعطاء ضوء اخضر لصفقة تحرير ابنها المخطوف. افيفا شليت زارت أمس سارة نتنياهو والتقت بها ثنائيا في منزل رئيس الوزراء.
