تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لعبة محاكاة أكاديمية تنتصر فيها إيران على إسرائيل

 
قام معهد ابحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب INSS ببحث موضوع الصراع الإقليمي الإسرائيلي - الإيراني وتوابعه وموقف المجتمع الدولي عن طريق "لعبة محاكاة أكاديمية " SIMULATION،  وكانت النتيجة النهائية ضمن "لعبة المحاكاة الأكاديمية" قد اشارت الى أنه ضمن الظروف الحالية، والأوضاع الدولية القائمة، وموقف المجتمع الدولي والدول الكبرى، فألمرجح أنه في حال نشوب حرب بين إسرائيل وإيران فالأخيرة "إيران" ستنتصر على إسرائيل .
ويشار الى أن "لعبة المحاكاة الأكاديمية " الهدف منها تصوير الواقع القائم ومحاكاة توجهات الأطراف المختلفة ضمن الإمكانيات القائمة لديها، وبالتالي توقع ما يمكن أن يحدث من سيناريوهات مختلفة بالنسبة للموضوع الإيراني. وكانت الدكتورة الباحثة بجامعة تل أبيب إميلي لانداو قد أعدت موضوع "لعبة المحاكاة الأكاديمية" وأدارت اللعبة التي إستهلك التحضير لها فترة غير قصيرة، وبالتالي أيضاً واكبت "لعبة المحاكاة الأكاديمية" منذ بدايتها وحتى النتائج النهائية حيث أن اللعبة إستمرت لعدة أيام  لمنح اللاعبين فرصة دراسة المواقف بالشكل الملائم وإتخاذ القرارات إعتماداً على معلومات راسخة .
وشارك في "لعبة المحاكاة الأكاديمية" العديد من الخبراء الباحثين المتمرسين في مثل هذا الموضوع، والذين لديهم المعلومات الكافية لمحاكاة كل طرف من الأطراف المشاركة. وشارك ضمن ذلك العديد من الباحثين من معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وباحثون من الأكاديميات المختلفة، وباحثون من الجيش ومن المؤسسات الحكومية، وايضاً شارك في "لعبة المحاكاة الأكاديمية" مساعدون لكل ممثل من الأطراف، وإستخدم كل طرف كل الإمكانيات القائمة للحصول على المعلومات وجرت "لعبة المحاكاة الأكاديمية " في غرف محوسبة خاصة.
ومن معهد أبحاث الأمن القومي شارك الميجور جنرال إحتياط جيورا أيلاند  الباحث في معهد الأبحاث، ومثل دور رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو،   بينما الباحث الميجور جنرال إحتياط  أهارون زئيفي "فاركاش"، مثل دور الزعيم الديني آية الله خامينائي، والى جانبهم شارك الكثيرون من الباحثين بأدوار مختلفة، ولكن البعض فضل عدم السماح بنشر مسألة مشاركته في اللعبة الأكاديمية لأسباب غير مفهومة .
وأكدت مصادر بوزارة الخارجية الإسرائيلية للقائمين على "لعبة المحاكاة" أن نتائج "لعبة المحاكاة الأكاديمية" سوف تؤخذ بعين الإعتبار، وسوف تدرس بشكل جاد في وزارة الخارجية الإسرائيلية وذلك للأخذ بعين الإعتبار النقاط التي قد تكون خافية عن عيون بعض متخذي القرارات .
 
وضمن"لعبة المحاكاة الأكاديمية" قالت الدكتوره إملي لانداو مركزة ومعدة "لعبة المحاكاة الأكاديمية" واشار  بعض الباحثين أيضاً أن أحد الأهداف من وجهة النظر الإسرائيلية هو دراسة الموقف الأمريكي، وكيفية ردود الفعل الأمريكية، و قرارات متخذي القرارات في الإدارة الأمريكية في حال عدم نجاح محاولات التفاهم مع إيران في مضمار التوجهات السياسية والدبلوماسية، وبالتالي الموقف الأمريكي من خطوات منفردة قد تتخذها لإسرائيل في هذا المجال.
 
وكانت "لعبة المحاكاة الأكاديمية" قد  بدأت بسيناريو قيام الجيش الإسرائيلي،  وبأمر من الحكومة بهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، والإعتماد على قوات كوماندو "مغاوير" خاصة،  تم تدريبها لمثل هذه العمليات، وإيصالها لإيران ضمن عمليات إنزال خاصة مدعومة بمساعدات جوية، وضمن ذلك مراقبة خاصة من طائرات إستطلاعية تمت تهيئتها لمهام بعيدة المدى وبمساعدة الأقمار الإصطناعية اٌلإستطلاعية الإسرائيلية. وإضافة لذلك تواجد غواصات إسرائيلية من نوع "دولفين" الألمانية الصنع التي تراقب عن كثب تطورات الموقف تحسباً لأية عوامل طارئة غير متوقعة، وبناء على "لعبة المحاكاة الأكاديمية" كان الهدف الإسرائيلي هو ضرب المنشآت النووية لتعويق عملها لفترة ما على الأقل، والقيام بالعمليات بوقت قياسي تحسباً من ضربة مضادة إيرانية.
وتشير نتائج "لعبة المحاكاة الأكاديمية" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الصعب أن يغيّر توجهاته بشأن المسار الدبلوماسي والعقوبات، حيث أنه يفضل هذا المسار، ولا يضع نصب عينية حل المشكلة مع إيران من خلال حلول عسكرية،  حيث أن المستشارين العسكريين الأمريكيين في اللعبة لا يعتقدون أن نتائج العمليات العسكرية سوف تؤدي الى إنتصار دول الغرب وفي الفترة الحالية على الأقل .
وبالتالي يرى الباحثون الإسرائيليون أن الرئيس أوباما سوف يتعنت في موقفه بشأن الحل الدبلوماسي، وبالتالي لن تؤيد الولايات المتحدة إسرائيل في حال قيام إسرائيل بعمليات عسكرية منفصلة ضد إيران، وبناء على ذلك إيران سوف تقرر الرد على إسرائيل  حيث أن الولايات المتحدة لن تتدخل في الصراع العسكري بين الجانبين، وبالتالي ستهاجم إيران المواقع الإسرائيلية بكل ما لديها من إمكانيات عسكرية، وضمن ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات وعمليات الكوماندو وتفعيل قوات حركة حزب الله، وحركة حماس لفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل وإشغالها في كل موقع ممكن لمنعها من تركيز قواتها في نقطة معينة واحدة.
ويؤكد الباحثون بناء على "لعبة المحاكاة الأكاديمية" أن إسرائيل لن تجروء على إستخدام الأسلحة النووية ضد إيران دون موافقة ومصادقة أمريكية، والولايات المتحدة لن تسمح بمثل هذا الأمر لأن من شأنه أن يؤدي الى إشتعال المنطقة بشكل كلي، وسوف يؤدي مثل هذا السيناريو الى إشعال آبار النفط التي ستكون كارثة إقتصادية وبيئية على المجتمع الدولي في ظل الظروف الدولية القائمة وحالة الإنحسار الإقتصادي، حيث أن الأزمة الإقتصادية ما زالت قائمة، وإشتعال حرب في منطقة الخليج الفارسي – العربي معناها إرتفاع أسعار النفط الى مستويات مخيفة قد تصل الى أعلى من 200 دولار للبرميل، مما يعني ضربة قاصمة لإقتصاديات دول كثيرة في العالم، وإحتمال تدهور الأوضاع الى ما قد لا يمكن تخمينه الى جانب الكارثة البيئية في حال إستخدام الأسلحة النووية 
يعتقد بعض الباحثين المشاركين في "لعبة المحاكاة الأكاديمية" أن الموقف الإسرائيلي في الظروف الحالية ضعيف جداً دون الدعم الأمريكي لخطوات عسكرية، وبالتالي ايضاً لا توجد لدى إسرائيل أية مسارات أخرى من الممكن أن تؤدي الى نتائج ما من حيث التأثير على إيران , بينما هنالك أزمة إتصال وثقة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، وعدم وجود تفاهم واضح بين نتنياهو والرئيس أوباما، وبالتالي يبدو حسب ما يراه الباحثون أن المسارين الدبلوماسي والعسكري ليس فيهما ما سيؤدي الى إيجاد حل للأزمة مع إيران، وبالتالي في الفترة الحالية إيران سوف تستمر في برنامجها النووي، وستكون المنتصرة إلا إذا حدثت تغييرات جذرية في توجهات المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية.على اسرائيل
 
التماشي مع الإدارة الاميركية في معالجتها للملف النووي الإيراني
وصرح الميجور جنرال إحتياط في الجيش الاسرائيلي  جيورا ايلاند، والباحث بمعهد أبحاث الأمن القومي، والذي شغل في السابق منصب قائد شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، في حديث حول " لعبة المحاكاة الأكاديمية " المتعلقة بسيناريو هجوم إسرائيلي على إيران تشير الى أن الورقة الوحيدة التي كان من الممكن أن تلعب بها إسرائيل هي ورقة "العمليات العسكرية"، وبكلمات أخرى الواقع الإسرائيلي لا يمكن إسرائيل من التأثير في أية وجهة غير الوجهة العسكرية حيث أنه ليس بمقدور إسرائيلي التأثير في المجالات الدبلوماسية والسياسية .
ويرى أيلاند أنه حتى " الورقة العسكرية " هي ورقة ضعيفة، وليس فيها ما سيؤدي الى النجاح لأن الجانب الإيراني يخطط للأمور بشكل مدروس. وبالنسبة للقيادة الإيرانية من شبه المؤكد أن الإدارة الأمريكية المتورطة في أفغانستان وباكستان والعراق غير معنية بورطة جديدة، وبالتالي فالقيادة الإيرانية ماضية في مخططاتها ولا تأبه للتهديدات بالعقوبات وما الى ذلك والى جانب ذلك القيادات الإيرانية تحصل على الكثير من الدعم من دول كبرى وذات إقتصاد قوي مثل روسيا والصين والهند .
   من جانب آخر أشار بعض الباحثين ضمن مشروع المحاكاة الى أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية  الحالية ليست قوية كالسابق وضمن ذلك هنالك بعض الجفاء بين   الرئيس أوباما و نتنياهو مما يشير الى ضعف الموقف الإسرائيلي، خاصة في أعقاب الرفض الإسرائيلي لتجميد البناء بالشكل المقبول من الولايات المتحدة، وفي حال أن إسرائيل قامت بتنفيذ عمليات عسكرية ضد إيران دون التنسيق والموافقة الأمريكية   بالتالي سوف تتفاقم العلاقات السيئة .
وأشار الميجور جنرال إحتياط أهارون فاركش الذي شغل في السابق منصب رئيس شعبة الإستخبارات العسكريةالاسرائيلية،  أنه حسب إعتقاده إيران لن تتوقف عن سعيها للحصول على القوة النووية .
ويرى فاركاش أن على الولايات المتحدة فرض العقوبات على ايران من خلال حصار بالسفن والبوارج الحربية للسواحل الإيرانية، كذلك على الولايات المتحدة إقناع الدول المتعاونة مع إيران بوقف نشاطاتها الإقتصادية مع إيران، وعلى سبيل الذكر دولة الهند التي لها علاقات متشعبة مع إيران .
 
ويؤكد جيورا أيلاند أنه حالياً لا يوجد أي مفر لإسرائيل وبالتالي عليها التماشي مع الواقع القائم والتوجهات في المجتمع الدولي، وبشكل خاص التماشي مع الموقف الأمريكي حيث أن الولايات المتحدة هي حليف إستراتيجي لإسرائيل، وأيضاً قد تلوح في الأفق إمكانيات صفقة أمريكية – إيرانية لإنهاء الوضع القائم مما سيضطر إسرائيل  الى التماشي مع الواقع القائم.
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.