تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الجيش الاسرائيلي يحول كلية في الضفة الى جامعة

       مثل معظم القرارات التي اتخذتها حكومة بنيامين نتنياهو فان قرار المصادقة على الاعتراف بكلية ارئيل كجامعة هو الاخر نتيجة لحسابات سياسية ائتلافية وتمسك بالكرسي بكل ثمن. وباعطائه مفعولا لقرار حكومي غير سليم اتخذ من العام 2005, أثبت وزير الدفاع ايهود باراك نهائيا بان الذريعة التي تقول ان حزب العمل انضم الى الحكومة كي يلطف حدة المتطرفين هي ذريعة كاذبة. باراك نفسه ينفذ الخطوات الاخطر التي تقوم بها الحكومة.
          اعطاء مكانة جامعية لكلية" ارئيل "في الضفة الغربية هو خطأ بائس سيدفع لقاءه ثمنا باهظا مجلس التعليم العالي والجمهور الاسرائيلي بأسره. مجلس التعليم العالي صمد على مدى السنين امام الضغوط السياسية الهائلة التي مارسها رؤساء الكلية وعارض بحزم اقرار تحويلها الى جامعة لانها تقع في الاراضي المحتلة. في اسرائيل لا حاجة الى جامعة اضافية، وحتى لو كانت هناك حاجة كهذه، فان كلية ارئيل ليست الاولى الجديرة بالتحول الى جامعة.
          "هذا ادعاء بلا غطاء"، قال أمس لـ "هآرتس" نائب رئيس مجلس التعليم العالي السابق البروفيسور اسحق غلنور. "اقترح ان يعلم الجيش هناك وان يكون وزير الدفاع هو رئيس الجامعة". هذا القول الساخر يعبر عن السخافة التي يخلقها هذا التحول. المستوى الاكاديمي للكلية لم يفحص ابدا بشكل رسمي. وحتى لو كانت هذه كلية مجيدة ذاع صيت بحوثها الى اماكن بعيدة، فان توجيهات باراك باصدار التعليمات لقائد المنطقة الوسطى للاعتراف بالكلية كـ "مركز جامعي" – و اعطاء مفعول لاعلان الكلية عن ذاتها كذلك في 2008 – انما هو تعبير عن الاستخفاف التام للقانون وللمواطنين من قبل المستوطنات، بتأييد من حكومات اسرائيل،.
          تعليمات باراك، مثل قرار الحكومة من العام 2005 ليست سوى خطوة سياسية اتخذتها القيادة السياسية (وليس الاكاديمية) وسينفذها الجيش. كل ذلك في ظل التجاوز الفظ لجهاز التعليم العالي، الذي سيتضرر بشدة من اعادة توزيع كعكة الميزانية المتقلصة للجامعات وكذا ستتضرر في العالم.
          علماء ومفكرون اسرائيليون يعانون في السنوات الاخيرة من معاملة خارجية صعبة ،فهناك  مقاطعات ونبذ لهم  من جانب مؤسسات اكاديمية هامة في العالم. ولا ريب أنه عندما تثبت اسرائيل مدينة جامعية كبيرة في الضفة الغربية  في الفترة نفسها التي تعلن فيها التزامها بتجميد الاستيطان سيطرأ تفاقم على هذه المعاملة. الحياة  الاكاديمية الاسرائيلية ستصبح منبوذة أكثر فأكثر على مستوى العالم  والحياة الفكرية والعلمية في اسرائيل ستدخل في غيتو مفروض، اضراره للجهاز الجامعي باسره يصعب تقديرها.
          هذه السخافة الخطيرة تدحرجت الان الى مجلس التعليم العالي الاسرائيلي  وهو الوحيد القادر على وقفها. دون اقراره لن تتمكن ارئيل من تلقي ميزانية جامعة واعتراف بالالقاب. 
 
                                       صحيفة هآرتس 22/1/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.