في تصريحات خاصة لمحطة أخبار سورية نقلت مصادر اعلامبة فلسطينية متابعة لما يجري على الساحة الاسرائيلية ان قرار الحكومة الاسرائيلية المتخذ في جلستها المنعقدة يوم الأحد المنصرم (21/2/2010) بضم الحرم الابراهيمي الشريف، ومسجد بلال بن رباح (وقبة راحيل الملاصقة له) إلى قائمة التراث التاريخي اليهودي الذي ستروج له الحكومة الاسرائيلية ، وتتحمل مسؤولية ترميمه وإدارته، عكس ردود فعل مختلفة، وجاء في وقت غير مناسب، الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الاميركية الى اقناع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة الى طاولة المفاوضات، ويأتي هذا القرار أيضاً ليستفز مشاعر الأمتين العربية والاسلامية على حد سواء. وكان نتنياهو قد قال قبل أسابيع أن اسرائيل لن تنسحب من منطقة غور الأردن، لأن الغور يمثل الحدود الشرقية الدائمة لدولة اسرائيل، أي أن نتنياهو لا يريد تحقيق "السلام" أو "الهدوء"، بل يريد أن تبقى المنطقة في حالة فوضى وغليان وتوتر من خلال إتخاذه لقرارات أو تبنيه لمواقف مرفوضة.
دوائر إسرائيلية أكدت أن قرار الحكومة الاسرائيلية بضم هذين المكانين المقدسين الاسلاميين للتراث اليهودي يعكس عدم قدرة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو على التمسك بخط معين أو بمبدأ ثابت، فهو متقلب، ويسير حسب مصالحه وأهوائه، وهذا يعني بالتالي عدم قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة والحازمة، وعدم قدرته على تحقيق السلام إذا فرض عليه أو أجبر عليه.
وقالت هذه المصادر أن هذا القرار عكس التخبط داخل ديوان نتنياهو وضعف إدارته إذ أنه صباح عقد اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي أكد سكرتيره الخاص أن الحرم الابراهيمي وقبر راحيل لن يتم ضمهما إلى قائمة الأماكن اليهودية التي سترمم من قبل الحكومة لأن ميزانية الترميم كانت قد أعدت لهما في السابق، وأراد السكرتير الخاص لنتنياهو التوضيح للصحفيين بأن نتنياهو غير معني الآن بأية استفزازات ضد الجانب الآخر، ولكن بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، تبين أن نتنياهو عمل عكس ما أخبر به سكرتيره الخاص، وتصرف بشكل معاكس لما أراده وخطط له، لأنه اضطر إلى مسايرة اليمين الاسرائيلي للحفاظ على استمرارية ائتلافه الحكومي اليميني الحالي، أي أنه ليس ثابتاً في مواقفه بل هو متقلب، ويجري مع رياح مصالحه ومكاسبه الشخصية. ويؤكد أن القرار استفزازي جداً يهدف إلى عرقلة الجهود للعودة إلى طاولة المفاوضات أو للمسيرة السلمية من خلال تلويث الأجواء، وتوتيرها بصورة إستفزازية.
