كل يوم يؤدي فيه افيغدور ليبرمان مهام منصبه كوزير للخارجية الاسرائيلية يفاقم فقط الاهانة التي الحقها تعيينه المرفوض والفاشل. عندما تكون الجبهة السياسية هادئة، يحرص ليبرمان على اشعالها واثارة الشقاق مع دول قريبة وبعيدة. عندما يحاول موظفو وزارته اداء مهامهم، يتهمهم ليبرمان بالتسريب ويلغي جلسات الادارة. وعندما تحقق سلطات فرض القانون بشبهات ضده في جرائم الرشوة، تبييض الاموال، تلقي اشياء بالخداع، تشويش الاجراءات القضائية والتحرش بشاهد، يحاول ليبرمان اخافة محققيه وعرقلة عملهم – ويشتكي من التسويف في ادارة التحقيق، الامر الذي يجعله مشبوها خالدا.
اول أمس نشر الاشتباه بان ليبرمان اوقع بالخطأ آخرين أيضا. مقربه والسفير الاسرائيلي السابق في بلوروسيا، زئيف بن آريه، اعترف لدى التحقيق معه في الشرطة بانه قبل نحو سنة ونصف صور واطلع ليبرمان، الذي كان في حينه نائبا في الكنيست على مواد تحقيق ضده، نقلتها وزارة العدل الى السلطات البيلاروسية في مينسك. وقال ليبرمان لمحققيه انه لم يرَ المادة ولم يستخدمها. ولكنه عندما عين وزيرا للخارجية الاسرائيلية ، رفع ليبرمان بن آريه الى منصب مستشاره وبعد ذلك سفيرا خاصا في ريغا، رغم معرفته بالجريمة الخطيرة التي يزعم انه ارتكبها عندما كان يشغل منصبه في بلوروسيا. ورد ليبرمان باتهام المفتش العام للشرطة الاسرائيلية بـ "تشويش التحقيق"، بسبب نشر القضية الجديدة، ورفع التماسا الى محكمة العدل العليا مطالبا باعادة فتح ملف التحقيق الذي اغلق ضد محققيه في القضايا القديمة، بدعوى انهم سربوها.
نجاح حزب "اسرائيل اليوم" في الانتخابات جعل ليبرمان منيعا على الانتقاد السياسي. رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يحتاجه كشريك ائتلاف ويخاف التورط معه. رئيسة المعارضة في اسرائيل تسيبي لفني تأمل في أن يرتبط بها في المستقبل، وتمتنع عن مهاجمته. كلاهما يفضلان فضائل ليبرمان على قول الحقيقة: بان عليه أن يغادر فورا وزارة الخارجية الاسرائيلية والتركيز على الدفاع القضائي عن نفسه واثبات براءته. من واجب نتنياهو ان ينحي ليبرمان عن منصبه. على النائب العام للدولة الاسرائيلية أن ينهي بالسرعة الممكنة معالجة ملفات ليبرمان وان يقرر اذا كان سيقدمه الى المحاكمة. يبدو أن "الظروف الشادة والاستثنائية" الكفيلة حسب قرار المحكمة العليا بان تلزم رئيس الوزراء بتنحية وزير عن منصبه حتى قبل رفع لائحة اتهام ضده، تنطبق على حالة ليبرمان.
هآرتس – افتتاحية - 4/3/2010
