تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الولايات المتحدة انضمت الى مطلب تجريد الشرق الاوسط من السلاح النووي

          الدبلوماسية الشرق أوسطية تجري أحيانا في اتجاهات متصادمة. الرئيس المصري، حسني مبارك، استضاف هذا الاسبوع للمرة الرابعة رئيس الوزراء  الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويبدي مبارك تجاه اولمرت حميمية اكثر من أي زعيم آخر في العالم، والسبب مفهوم: مصر واسرائيل قلقتان معا من تصاعد قوة ايران وحلفائها، حزب الله وحماس. وفي نفس الوقت، مصر اياها تدير صراعا سياسيا عنيدا وطويلا لتفكيك "السلاح النووي لاسرائيل" الذي يفترض به أن يردع ايران.

          الضغط المصري حمل الادارة الامريكية، وفي اعقابها الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الى اعادة الدعوة الى اقامة "منطقة حرة من أسلحة الدمار الشامل" (بمعنى، النووي، الكيماوي والبيولوجي) في الشرق الاوسط. ليس لهذا الاعلان الكثير من المعنى العملي. فلا تعتزم أي دولة في المنطقة تجريد نفسها، ولا أساس للحد الادنى للحوار الاقليمي. في أقصى الاحوال، الجولة الحالية ستنتهي بخطوة احتفالية ما، بعد أن ردت اسرائيل حتى المبادرة بتعيين مبعوث دولي لحث التجريد.

 

    في اسرائيل مقتنعون بان الادارة الامريكية الحالية ستتمسك بتفاهمات كل سابقاتها منذ 1969 مع الحكومات الاسرائيلية – وبموجبها لن تضغط الولايات المتحدة على اسرائيل كي تنضم الى ميثاق منع نشر السلاح النووي.

          أحداث الاسبوع تذكر تقريبا تماما بالعام 1995. رئيس الوزراء كان في حينه اسحق رابين الذي أكثر من اللقاء والتشاور مع مبارك، في الوقت الذي أدار فيه وزير الخارجية المصري، عمرو موسى (الامين العام للجامعة العربية اليوم) معركة دبلوماسية ضد النووي الاسرائيلي. ودعت القوى العظمى في حينه الى تجريد الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وبقدر ما بدا هذا الهدف بعيدا وعديم الاحتمال في تلك الايام أيضا، بدت الظروف مشجعة. اسرائيل والعرب كانوا في ذروة مسيرة سلمية، العراق ضرب في حرب الخليج وجرد من السلاح، الاتحاد السوفييتي انهار، وفي المحادثات متعددة الاطراف تحدثوا عن رقابة السلاح وعن الامن الاقليمي.

          منذئذ تغيرت الظروف الى الاسوأ. ايران، ليبيا امسك بها حين طورت برنامجا نوويا بالسر. ايران طلب منها الكف عن ذلك بتهديد العقوبات، ليبيا تخلت بعد أن احتلت امريكا العراق. حكومة اسرائيل تقول انه في مثل هذا الوضع، حيث لا يمكن الوثوق بالجيران، لا مجال للحديث عن تجريد اقليمي.

          الخلاف بين مصر واسرائيل بقي كما كان في 1995. المصريون يقولون انه يجب الشروع في التجريد النووي، واسرائيل تتحدث عن "رواق طويل" بدايته باتفاق سلام شامل بين كل دول المنطقة، وتواصله في نزع السلاح التقليدي، الكيماوي وفي النهاية ايضا النووي. بمعنى، أنه ليس فقط عندما يسكن الذئب والخروف معا، بل وان يقيما معا عائلة. ادارة اوباما، حسب تصريحات كبار رجالاتها من الايام السابقة، تؤيد نهج "السلام أولا والنووي بعد ذلك" وتعطي اسنادا لاسرائيل.

 

                                                              هآرتس6/5/2010

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.