تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اسرائيل تنظم خططا لاخلاء مواطنيها هربا من صواريخ حزب الله

قيادة الجبهة الداخلية  الاسرائيلية تبلور خطة مفصلة لترتيب اخلاء جماعي للسكان المدنيين من مناطق تتعرض للهجوم، في حالة حرب في أثنائها تقصف الجبهة الداخلية الاسرائيلية بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية. جوانب أولى للخطة ستفحص في اطار مناورة الدفاع الذاتي القطري، "نقطة انعطاف"، تجري الاسبوع القادم.

سيناريوهات الحرب التي تستعد لها قوات الامن تتضمن امكانية معقولة لنار مكثفة بآلاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية نحو الجبهة الداخلية. الصواريخ التي يحوزها حزب الله اليوم وحده قادرة على أن تضرب معظم اراضي اسرائيل. ومع ذلك، فان الافتراض هو ان مناطق معينة، كالحدود الشمالية، غوش دان وبعض قواعد الجيش الاسرائيلي قد تشكل هدفا مفضلا للضرب. في القيادة يقدرون بأن دولة اسرائيل  ستقرر المبادرة الى الاخلاء في اثناء الحرب فقط بالنسبة لقسم صغير من المواطنين الذين يسكنون في مناطق محددة قريبة من الحدود، قد يكونوا تحت هجوم شديد.

التحدي المركزي، كما قال مصدر كبير في قيادة الجبهة الداخلية  الاسرائيليةلـ "هآرتس" يتعلق بمساعدة المدنيين الذين سيغادرون منازلهم بمبادرتهم. وخلافا لحرب الخليج في 1991، عندما أبدت المؤسسات الاسرائيلية  الرسمية نهجا مختلطا (واحيانا أطلقت تنديدا صريحا) تجاه المدنيين الذين اختاروا مغادرة منازلهم، هذه المرة تتعاطى المؤسسة الرسمية مع ذلك كأمر مسلم بوجوده وتستعد مسبقا لمعالجته.

"في 1991 كان الناس يتوجهون في الصباح الى العمل وفي المساء سعوا الى اخراج عائلاتهم من الوسط وذلك لان غوش دان اعتبرت منطقة خطر زائد. ولكن في حينه سقط هنا 42 صاروخا. هذه المرة تتحدث السيناريوهات عن كتلة من آلاف من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. في بعض من المناطق في أجزاء البلاد مستوى التهديد سيكون أدنى. معقول ان قسما من المواطنين سيجرون تقييما للوضع وسيفضلون الانتقال الى مثل هذه البلدات"، قال المسؤول.

في 2006، في أثناء حرب لبنان الثانية، غادر الكثير من سكان الشمال الى الوسط، الذي لم يكن في حينه بعد في مدى صواريخ حزب الله. ومستوطنات في الضفة الغربية أيضا لم تكن تحت تهديد الصواريخ، استوعبت آلاف المواطنين من الشمال في أثناء الحرب. وحسب هذا المصدر، فانه "لن يكون ممكنا بعد اليوم تجاهل مثل هذه الظاهرة. يتعين علينا ان نستعد لمئات آلاف النازحين في حالة حرب. نحو 70 في المائة منهم سيحرصون بتقديرنا على مصالحهم، لدى أقربائهم، أصدقائهم او في الفنادق. 30 في المائة آخرون من النازحين سيحتاجون الى مساعدة من الدولة. نحن لا نزال في مرحلة أولية لفحص الطريقة. في الزمن الحقيقي، سيتعين علينا أن نتدفق مع الجمهور، على أساس آلية نشكلها مسبقا، تعرف كيف تستوعب النازحين".

          قائد الجبهة الداخلية الاسرائيلية ، يئير غولان، صاغ مؤخرا وثيقة تضمنت النقاط الأساسية في هذا المفهوم، وزعت على كبار رجالات هيئة الاركان ووزارة الحرب الاسرائيلية. ويقدر غولان بأن "ظاهرة النزوح الداخلي ستزداد في الحرب القادمة"، وكتب بأنها "تعبر عن ميل طبيعي للمواطن للتحرك نحو منطقة أقل عرضة للتهديد". وبرأي غولان، فان على الدولة أن تكون مسؤولة عن مواطنيها في مثل هذا الوضع ايضا وان تساعد السلطات "المستوعبة"، التي يصل النازحون الى أراضيها، من خلال استرداد مرتب يتضمن العثور المسبق على المباني العامة القادرة على أن تكون مواقع استيعاب مؤقتة، توزيع الادوار في السلطات (متطوعين، اطباء وعاملين اجتماعيين) بل وتعويض السلطات الذين يحتاجون الى المساعدات.

          ويقترح غولان ايضا الاعداد المسبق لقائمة العائلات في المناطق الاقل تهديدا مما سيوافقون على استيعاب النازحين. وبالتوازي، ستجرى عملية سبق ان بدأت على أي حال لتأهيل مساحات تحت أرضية (مثل مواقف السيارات) لمكوث طويل في أثناء الطوارىء. وفي أولوية أدنى، ستفحص عند الحاجة أيضا اقامة "مدن من الخيام" في المحميات الطبيعية البعيدة عن المراكز السكانية، بل وفي القواعد العسكرية الاقل تهديدا.

          اعداد جزء من السلطات لاستيعاب النازحين يأتي بتوثيق الصلة بين الجيش الاسرائيلي والبلديات والمجال المحلية، مثلما يحصل منذ حرب لبنان الثانية. في مناورة قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي ستجرى الاسبوع القادم ستشارك 68 سلطة محلية، وفي أثنائها ستشغل السلطات هيئات من المتطوعين، وسيتم في بعض من البلدات الكبرى تجربة تقسيم الاحياء المدينية حيث تؤدي منظومة الدفاع المدني مهامها فيها، وكذا سيتم فحص العناية باخلاء المدنيين واستيعابهم

 

                                                                                                  هآرتس 20/5/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.