تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة معاريف :فشل يلاحق فشلا - من أصدر الامر

          بدأ هذا بفشل استخباري، تواصل بفشل عملياتي، في ما في الخلفية برز ايضا الفشل السياسي. قبل أن تتضح بكاملها حجوم الورطة في أعقاب عملية الكوماندو، طارت الاتهامات في كل صوب.

          الساحة السياسية

          عدد من الوزراء في اللجنة  السباعية انتقدوا أمس الجيش الاسرائيلي على أنه لم يعرض عليهم سيناريوهات متطرفة محتملة، كان يمكن لجنود الجيش أن يواجهوها في اثناء السيطرة على سفن الاسطول. جلسة اللجنة الوزارية السباعية في موضوع الاسطول عقدت يوم الاربعاء من الاسبوع الماضي قبل يوم فقط من سفر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى جولته في باريس وفي كندا. في اثناء الجلسة عرض على الوزراء عدد من السيناريوهات المحتملة. ومع ذلك كما يصر الوزراء، لم يقولوا لهم بان عملية السيطرة قد تصبح "متفجرة". ويقول بعض الوزراء، فهمنا بان الجنود سينزلون بالحبال وسيسيطرون على مسافري السفن بسهولة، "دون جهد ودون مقاومة جسدية حادة"، كما وصف احدهم. وحسب هذه الصيغة صادق رئيس الوزراء على العملية.

          مع عودته اليوم يعتزم نتنياهو عقد المجلس الوزاري السياسي – الامني للبحث في نتائج العملية واثارها السياسية والامنية بالنسبة لاسرائيل. وبالمناسبة، تحدث أحد الوزراء أمس في هذا الموضوع فوصف الجلسة المتوقعة بانها "مقدمة للجنة تحقيق ستقام لفحص الورطة". وحسب اقواله، "كل واحد من الوزراء سيتحدث بشكل حذر جدا، للبروتوكول وذلك في ضوء دروس لجنة فينوغراد". واضاف شارحا يقول: "سيكون هذا جزء من الشهادات لكل واحد من الوزراء حين ستتشكل لجنة التحقيق التالية".

          قبل بضع ساعات من بدء العملية، في المضافة الرسمية للحكومة الكندية، حيث نزل نتنياهو اقيمت غرفة عمليات وكل مستشاري رئيس الوزراء وصلوا الى هناك. على مدى كل الليلة، التي اصبحت "ليلة بيضاء"، تحدث نتنياهو مع وزراء مختلفين وبدأ يتلقى آخر التطورات هاتفيا بالنسبة لتقدم العملية، مرحلة إثر مرحلة. وعرف نتنياهو بالنداء الى السفن ورفضها التوقف واطاعة تعليمات سلاح البحرية. كما اطلع ايضا فورا في المرحلة التي بدأ فيها مقاتلو الوحدة البحرية 13 في السيطرة على المتضامنين والنزول الى دكة السفن وفور ذلك عن العنف الشديد الذي بدأ يوجه اليهم.

          عندما أصدر قائد الوحدة البحرية الامر بفتح النار في حالة خطر على الحياة – تلقى نتنياهو اطلاعا اضافيا. كل ما وصل الى غرفة العمليات في الجيش الاسرائيلي، انتقل ايضا الى رئيس الوزراء الذي رافق العملية في كل مراحلها، حتى السيطرة الكاملة على سفينة مرمرة. ويجدر التشديد على ان نتنياهو مع أنه صادق على العملية بشكل عام ولكن ليس كذلك بالنسبة للمراحل المختلفة التي تضمنتها، بما فيها أمر فتح النار. وجاء من مكتب رئيس الوزراء الرد التالي: "رئيس الوزراء تلقى تقويمات مختلفة عن الاوضاع المختلفة قبل العملية".

          الساحة الامنية

          "خلل خطير"، "فشلة"، "ورطة"، هذه هي بعض من الكلمات القاسية التي اختارها أمس كبار المسؤولين في جهاز الامن الاسرائيلي لوصف الاحساس في الجيش الاسرائيلي في أعقاب عملية الكوماندو.

          "عملية بسيطة اصبحت خطوة مركبة لم يعتد عليها مقاتلو الوحدة البحرية الخبراء"، شرح مصدر أمني كبير. "في الاسابيع الاخيرة جرت عدة مداولات بالنسبة لشكل العملية التي اختير انتهاجه ضد منظمي الاسطول وكان هناك من عارض الطريقة التي اقترحت. كان يمكن وقفهم في قلب البحر من خلال شبكة صيادين او سلسلة توقف المحرك. استنزافهم بعيدا عن اليابسة". واضاف ذات المصدر يقول: "كانت هناك عناصر في جهاز الامن ادعت بانه محظور السيطرة على السفينة، ولكنهم لم ينصتوا لها، وهكذا جررنا وراء منظمي الاسطول وخدمنا حماس".

          كما أن ضباطا شاركوا في تفاصيل الخطة العملياتية استعدادا لاستقبال الاسطول اشتكوا أمس من غياب معلومات واستخبارات: "طرحت سيناريوهات مختلفة، مثل اطفاء سيجارة في وجه المقاتلين، دفعات، ركلات، ولكن لم يفكر احد بمثل هذا العنف بحيث يتضمن اطلاق نار حية، سكاكين، عصي ومقاليع".

          وفي القيادة الامنية الاسرائيلية وجهوا اصبع الاتهام لمنظمي الاسطول ومنظمة حماس. في مؤتمر صحفي عقد أمس ظهرا، حاول وزير الدفاع ايهود باراك، رئيس الاركان غابي اشكنازي وقائد سلاح البحرية ايلي مروم (تشيني) عرض جبهة موحدة والقاء كل المسؤولية على المصيبة على منظمي الاسطول. اضافة الى ذلك، بين السطور كان يمكن الشعور بالحرج الذي لفهم في أعقاب الورطة في قلب البحر. رئيس الاركان اعترف في المؤتمر الصحفي فقال: "معدات تفريق المظاهرات لم تكفي وفي اللحظة التي علق فيها الجنود في واقع الخطر على الحياة – استخدموا سلاحهم".

          أما باراك فقال: "المجلس الوزاري المقلص، رئيس الوزراء وأنا أمرنا وصادقنا للجيش على العملية. في أثناء الصعود الى احدى السفن تعرض الجنود الى الهجوم وبعضهم اصيب بالعنف الجسدي الشديد من جانب المتظاهرين. في ضوء خطر الحياة اضطر الجنود الى استخدام معدات تفريق المظاهرات وكذا السلاح الناري".

 

                                                                                                     صحيفة معاريف 1/6/2010

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.