قال مئير داغان، رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي، ان ضعف قوة الولايات المتحدة خلال العشر سنوات الاخيرة، وخاصة في ظل ادارة باراك اوباما، اضر بمكانة اسرائيل الاستراتيجية. واضاف، ان العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة يمكن ان تتدهور بشكل خطير.
واعتبر داغان، ان نظرة العالم الى ادارة اوباما باعتبارها ضعيفة، ولا ترغب باستخدام القوة العسكرية لحل النزاعات، قلص الى حد كبير من قدرة اسرائيل على المناورة، عسكريا وسياسيا، وادى الى اضعافها.
واشار داغان امام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، بعد يوم واحد من سيطرة قوات البحرية الاسرائيلية على قافلة اسطول الحرية المتجه الى قطاع غزة، وفي وقت تواجه فيه اسرائيل حملة ادانة دولية كبيرة، الى انه منذ وصول ادارة اوباما الى البيت الابيض في كانون الثاني عام 2009، تراجعت المكاسب الاستراتيجية لاسرائيل في الولايات المتحدة.
واعتبرت مصادر موقع /تيك ديبكا/المقرب من الدوائر الامنية الاسرائيلية، ان تصريحات داغان، الغريبة من نوعها، وحقيقة موافقته على نشرها، تعكس القلق الكبير الذي يساور قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية وخشيتها من احتمال تدهور العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، منذ وصول اوباما الى السلطة.
وقالت المصادر ذاتها، انه لم يكن من قبيل الصدفة ان يقرر رئيس الموساد قول ما قاله، وتحديدا عشية اللقاء الذي كان مقررا بين اوباما ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، في البيت الابيض. وهو اللقاء الذي تم الغاءه بعد ان قرر نتنياهو قطع زيارته الى كندا والعودة الى اسرائيل بسبب الاحداث الامنية المتصلة بالهجوم الاسرائيلي على سفن اسطول الحرية الذي كان متجها الى قطاع غزة.
واشارت المصادر الى انه كان في حين كان ينتظر ان يكون لقاء اوباما ونتنياهو مناسبة لاعادة تصحيح العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل. فان تصريحات داغان جاءت لتحذر قادة اسرائيل والزعماء اليهود في الولايات المتحدة, لجهة عدم ايهام انفسهم, بان الابتسامات التي يبديها اوباما حيال اسرائيل يمكن ان تغير حقيقة الوضع الذي وصلت اليه العلاقات بين ادارة اوباما واسرائيل.
وكشفت مصادر/ تيك ديبكا/ ان تصريحات داغان تضمنت انتقادات ضمنية لسياسة اوباما بعد خمسة ايام على الاعلان عن نشر العناصر الاساسية للاستراتيجية الامنية الامريكية في 27/5 من الشهر الماضي. حيث اكد داغان في تصريحاته، ان قدرة الولايات المتحدة على ايجاد الخطوات الكفيلة بتغيير الوضع في العالم، باتت محدودة، وان هذا الضعف يؤثر على مكانة اسرائيل الاستراتيجية.
واشارت مصادر/تيك ديبك/ الى ان رئيس الموساد، تدخل بتصريحاته هذه في النقاش السياسي الذي يدور في اسرائيل. في وقت يحاول فيه معارضو نتنياهو تصوير جمود المفاوضات مع الفلسطينيين والعرب على انه نتيجة لسياسة نتنياهو. وبذلك، فان داغان اراد ان يقول انه ليس مهما من يكون رئيس الحكومة في اسرائيل، وما هي سياسته. لان المشكلة لا تكمن في السياسة الاسرائيلية، وانما بضعف اسرائيل الناجم اصلا عن ضعف ادارة اوباما، وضعف مستوى تأييدها لاسرائيل.
فقد اوضح داغان في تصريحاته، ان السياسة الامريكية هذه، حوّلت اسرائيل تدريجيا، من ارث الى عبء على الولايات المتحدة، مشيرا الى ان ادارة اوباما كانت تدرس احتمال فرض تسوية على اسرائيل والفلسطينيينن الا انها تراجعت عن قرارها بعد ادراكها ان هذا لن يقود الى اتفاق سلام . واكد داغان، ان هذا التراجع كان تكتيكيا، داعيا الى اخذ الخطوات الامريكية القادمة بعين الاعتبار، خصوصا بعد انتخابات الكونغرس المقبلة المقررة في تشرين الثاني القادم.
وقال داغان، ان كل التقديرات تشير الى انه على الرغم من ان حلا مفروضا سيكون البديل الاخير وليس الخيار الافضل للادراة الامريكية، فانه يبقى الخيار القائم حاليا والذي تتمسك به ادارة اوباما، وتستخدمه كسوط في وجه الطرفين، الاسرائيلي والفلسطيني.
وحذّر داغان في نهاية كلامه، من ان احداثا مثل احتمال عودة اوباما الى خيار الحل المفروض، يمكن ان تخرج عن قواعد السيطرة في ما يخص العلاقات الامريكية/الاسرائيلية، الامر الذي يعني مزيدا من التدهور في العلاقات الثنائية ووصولها الى اوضاع خطيرة.
عن موقع تيك ديبكا
ترجمة: غسان محمد
