تحت عنوان/معارك بلا موروث/ استعرضت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية نتائج حرب لبنان الثانية في تموز 2006، قائلة إن حرب لبنان الثانية خلت، بخلاف الحروب السابقة، من أي موروث قتالي يمكن تنشئة الجنود الجدد وتربيتهم عليه، موضحة أن جيش الاحتلال يجد فيها منذ أربع سنوات أخطاء لا تزال تحتاج للتصويب. فضلا عن انه يقر بأنها انتهت من دون إنجازات.
وتشير الصحيفة إلى أن حرب لبنان الثانية لم تترك سوى طعما مرا لحرب كانت زائدة ولا حاجة لها. كما تركت ثلاثة كتب عبرية تروي فصولها، ولجنة تحقيق حاولت تفسير إخفاقاتها، في إشارة لتقرير فينوغراد.
وتضيف الصحيفة، لقد مرت 4 سنوات على حرب طالت 33 يوماً من دون أن تترك قصة بطولة واحدة من النوع الذي تربى عليه أولادنا، وتشكل حلقة ضرورية في مسلسل الأساطير والبطولات.
وتشير المعلقة المعروفة في الصحيفة، أرئيلية هوفمان، إلى أن الأوسمة التي وزعها الجيش على بعض جنوده بعد الحرب، اقتصرت على عدد من الجرحى والمنقذين الذين خاطروا كثيرا للخروج أحياء من معارك لم تفض الى أي مكان. وتضيف: هناك في ببنت جبيل التي لم تُحتل أبداً، وفي مارون الراس، وعلى منحدرات وادي السلوقي، تحول جنودنا الى أهداف ثابتة للقناصة.
من جانبه، يقول المؤرخ العسكري، يجيل ليفي، اذا كان الموروث الحربي مصطلح مشحون وأيديولوجي، ويفترض ان يتضمن عملاً بطولياً يشكل قدوة للجيل الصاعد. الا ان حرب لبنان الثانية لم تترك أثرا من هذا القبيل. ويضيف " حرب لبنان لم تترك سوى جدل موبوء بالسياسة حول أهداف الحرب، وثمن الدم فيها، ولا علاقة لموروثها بالبطولة، بل بالاستهتار بحياة البشر نتيجة إدارة عسكرية وسياسية غير جديرة كما كان في حرب لبنان الأولى عام
وتحدثت الصحيفة عن الطابع الخاص للحروب الحالية التي لا تنتهي على شكل منتصر ومهزوم، بخلاف ما وعد به قادة إسرائيل. وتقول إنها "معارك لا وجهة لها يدخلونها سالمين ويخرجون منها مُحطمين."
ويقول قائد قيادة لواء الشمال في الجيش الاسرائيلي، الجنرال ألون فريدمان، إن تلك الحرب تنطوي على تجربة محبطة جداً. ويعترف أن خوف الجيش من سقوط جنوده، ترك آثاره في إدارتها. ويرى أن غياب التشبث بالهدف هو أحد أسباب فشل الحرب.
وبخلاف قادة آخرين، يوضح فريدمان أن الحرب المقبلة على لبنان في حال نشوبها ستستغرق وقتاً طويلاً، مؤكداً عجز إسرائيل عن اسكات صواريخ المقاومة او تدميرها بسهولة.
صحيفة يديعوت احرونوت
ترجمة: غسان محمد
