تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رواية التذبذب لنتنياهو في لجنة تيركل

       كمن فكر بلجنة تيركل وشكلها، كان ظهور بنيامين نتنياهو أمام اللجنة يفترض بان يكون لعبة اطفال. ولكن السياسي المحنك نجح في افشال نفسه بلسانه بالذات في ملعبه البيتي. في وقت لاحق بعث نتنياهو ورجال مكتبه بتعديلات على شهادته، ولكن هذه التعديلات لن تدخل محاضر اللجنة.

          كل شيء بدأ في اجواء مريحة جدا، في نزل للشبيبة في القدس. رئيس الوزراء جلس على كرسي بسيط، وضع اغراضه على الطاولة البسيطة التي امامه، وضع نظارتيه واستعرض امام اعضاء اللجنة الذين جلسوا على المنصة امامه. خلف نتنياهو جلست بطارية من المستشارين والمساعدين، ممن تكفلوا بين الحين والاخر بنقل بعض المواد له حين لم يتمكن من ان يسترجع من ذاكرته هذه النقطة التفصيلية أو تلك.

          وجرى البحث في معظمه علنا، ولكن رغم تكييف الهواء في الغرفة، فان الجمهور الاسرائيلي لن يندفع بجموعه اليها. واستعد نتنياهو للشهادة بشكل جدي للغاية. فقد تشاور مع محاميه ولعب لعبة الادوار للاسئلة والاجوبة مع مستشاره رون ديرمر. وفور تحذير القاضي تيركل لنتنياهو بان عليه ان يقول الحقيقة، كل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة بدأ رئيس الوزراء في خطاب مكتوب عن روائع  الديمقراطية الاسرائيلية مقابل انظمة الظلام في الدول العربية المجاورة.

          في اثناء الشهادة طلب نتنياهو خمس أو ست مرات الرد على اسئلة معينة في جلسة سرية. المراقبان الاجنبيان، فيتكن الكندي وترمبل الايرلندي، جلسا معظم الوقت في صمت. ومع نهاية الشهادة تجرأ فيتكن على السؤال عن الازمة الانسانية في قطاع غزة. واجابه نتنياهو بالانجليزية الطليقة.

          ولعل هذا الارتياح كان في طالح رئيس الوزراء. فلاول مرة رفعت حواجب المستمعين للشهادة عندما سأل رئيس اللجنة القاضي يعقوب تيركل نتنياهو اذا كانت هناك اهمية لغيابه عن البلاد في زمن احداث الاسطول. فاجاب رئيس الوزراء: تركت تعليمات صريحة لكل من هو مسؤول... طلبت من وزير الدفاع ان ينسق هذا الموضوع وان يفعل وزراء اللجنة السباعية ايضا. اردت أن يكون هناك عنوان واحد، وهكذا كان. العنوان كان وزير الدفاع. عندما تدفقت التقارير عن انه القى بالمسؤولية عن الاحداث على كاهل ايهود باراك، سارع نتنياهو للوقوف امام الصحفيين وان يعلن: "كرئيس للوزراء المسؤولية العامة ملقاة دوما علي، سواء كنت في البلاد أم في الخارج. هكذا كان ايضا في هذه الحالة".

          الكبوة الثانية لنتنياهو تعلقت بمداولات السباعية، مجموعة الوزراء الكبار الذي يفترض بها ان تحسم في مواضيع من هذا النوع. وكشف نتنياهو النقاب أمس عن أن المداولات في السباعية لم تعنى على الاطلاق بموضوع وقف الاسطول، بالمعلومات الاستخبارية عنه او بسبل الرد الاسرائيلي. وردا على سؤال لعضو اللجنة البروفيسور ميغال دويتش أجاب رئيس الوزراء: "طلبت فتوى في الموضوع الاعلامي، السياسي والصحفي. جمعت السباعية لعقد عصف أدمغة والاستعداد بما يتناسب مع ذلك. لم ندخل في بحث في تفاصيل العملية يتجاوز الاثر الاعلامي".

          هذا الجزء من الشهادة عدله مكتب نتنياهو من خلال رسائل قصيرة للمراسلين: "التقرير الذي قال ان وزراء السباعية لم يعنوا الا بالموضوع الاعلامي – ليس صحيحا. فوزراء السباعية تلقوا في ذاك البحث استعراضا استخباريا من رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات واستعراضا سياسيا من مدير عام وزارة الخارجية. وبحث الوزراء في السبل المختلفة لكيفية تقليص الثمن السياسي والاعلامي لفرض الاغلاق".

          أحد مقربي نتنياهو اعترف أمس بان "كان هذا خللا. وعليه فقد فكرنا ايضاح هذه النقاط في بلاغات لاحقة". حقيقة أخرى طرحت في شهادة رئيس الوزراء هي أن العملية التي اختيرت لوقف الاسطول – انزال قوات من الجو الى دكة "مرمرة" – هو قرار اتخذه الجيش الاسرائيلي وحده، دون التدخل من القيادة السياسية.

          بعد ساعة ونصف من اصل خمسة خصصت للشهادة قرر اعضاء اللجنة الانتقال الى الشهادة وراء ابواب مؤصدة. وهناك فصل نتنياهو الاتصالات الدبلوماسية التي فشلت مع الاتراك، وعن البدائل لوقف الاسطول وعن سفره الى الولايات المتحدة.

 اما اليوم فسيمتثل امام لجنة تيركل وزير الدفاع ايهود باراك وغدا رئيس الاركان غابي اشكنازي. والى ذلك طلبت رئيسة المعارضة تسيبي لفني أمس الادلاء بشهادتها امام اللجنة بصفتها شريكة في اتخاذ القرار الاصلي لفرض الاغلاق على قطاع غزة.

 

                                                                                  يديعوت 10/8/2010

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.