تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفةإسرائيلية: الحرب مع سوريةجريمة حرب يجب منعها

 

دعت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية الى التفاوض مع سورية، قائلة، ان الحرب القادمة ستكون مع سورية، وان جريمة الحرب القادمة تتمثل بأن احدا لا يعمل من اجل منعها.

فتحت عنوان/جريمة الحرب القادمة/ قالت الصحيفة:"الى ان يدرك احد ما هذا الامر، ستسقط في اسرائيل آلاف الصواريخ. ولأن تجنب هذا المصير يحتاج لقيادي حقيقي، فيجب التفاوض مع سورية.

وقالت الصحيفة، ان جريمة الحرب القادمة، تحدث الآن، حتى قبل ان تبدأ الحرب. وهي تتمثل بأننا لا نعمل من اجل منع الحرب. فالحرب التي لا يتم منعها، ويا للاسف، هي الحرب مع سورية. وكل تجارب الحياة والتاريخ تشير الى انه في حال لم يتم ملء الفراغ السياسي بخطوات سياسية فانه سيمتليء بأجواء الحرب. هذا هو تقريبا قانون الطبيعة. فكما هو الحال في لعبة كرة القدم. اذا لم تستغل الفرص للتسجيل، فانك ستتلقى الاهداف.

        منذ عام 2003، تصدر عن سورية اشارات تفيد انها مستعدة للسلام. لكن اسرائيل تردها خائبة. في البداية كانت الحجة ان سورية ضعيفة، ولذلك فان هذا السلام معها ليس مفيدا. وبعد ان اصبحت سورية قوية، تبدلت الذريعة، ولسان حالها يقول: نوايا سورية ليست نظيفة.

رغم تعاقب الحكومات الاسرائيلية، الا انه لم يكن هناك شريك. وللوهلة الاولى، ليس واضحا كيف يمكن لاسرائيل ان تسمح لنفسها رفض هذا. خصوصا وان كل ما كنا نحلم به يتحقق: سورية تؤكد رغبتها بسلام شامل، واستعدادها لإجراء مفاوضات دون شروط مسبقة. ومع ذلك، لا يوجد جواب من قبل اسرائيل.

السؤال هو: هل كان كل ما كنا نصر عليه، مجرد خداع..؟ وهل ان كل ما قيل طيلة السنوات الماضية، كان عبارة عن رهان بأن قول كلمة لا، يعني ان العرب لن ينضجوا الى الابد..؟

لقد اضعنا وقتا ثمينا حين منع الامريكيون، كلا من ارييل شارون وايهود اولمرت، من الدخول الى الساحة. واليوم يتم ايضا اضاعة الفرصة، لان راسمي السياسة هنا في اسرائيل لا يؤمنون بالسلام. فمن يتذكر الآن، ان سورية اعربت عن رغبتها بالسلام، حين كنا على عتبة حرب لبنان الثانية..؟ ومن يتذكر كيف ان نار تلك الحرب حرقت الجسور وحصلت المأساة..؟

السبب الرئيسي لذلك، هو ان حكومة اسرائيل لا تحرك ساكنا، كما ان الجمهور الاسرائيلي لا يضغط عليها لدفعها الى التجاوب للتوجهات السورية. بحجة ان السلام مع سورية لا يحظى بالشعبية..لماذا..؟ لان الصواريخ لم تحلق حتى الآن فوق رؤوسنا. وطالما ان الصواريخ تسقط ولا تلحق بنا اضرارا، فما الذي يدعو الى تغيير اللهجة والاحصنة وصوفتنا والنبيذ، بسلام يلفه الشك..؟!! هذا هو الجواب الذي يُسمع من اليمين واليسار معا..

لكن، لننتظر لحين سقوط آلاف الصورايخ علينا. عندها ستتغير النغمة. فكما حدث بعد موجات "الارهاب" حيث نفض غالبية الجمهور الاسرائيلي يده من الضفة الغربية، ونسينا دفعة واحد ارث آبائنا، هكذا سيتخلى الجمهور عن الجولان، ولن يكون الاسرائيليون عندها مع الجولان.

ان آخر من يرى له مصلحة بالسلام مع سورية، هو رئيس الحكومة الحالي. اذ لا يمكن تخيل الفوضى التي ستحصل اذا بدأت المحادثات مع سورية. كذلك، ليس صعبا تخيل انهيار اسس الائتلاف الحاكم، والمشاكل التي ستحصل داخل الليكود.

ان زعيما حقيقيا وسياسيا جريئا, هو وحده القادر على جلب السلام. في حين ان رئيس حكومة لا يتمتع بهذه المواصفات هو الذي يتسبب بالحرب. لان الحرب تعتبر بالنسبة له فترة مواتية وفرصة ذهبية كي يقف الجمهور خلفه، من اليمين واليسار والوسط.

لكن المشاكل ستبدأ بعد الطوفان. فبعد ان نحصي آلاف الخسائر البشرية، وحين نُرغم على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع السوريين، عندها سيقول الجميع، يا للاسف، لقد كان بإمكاننا ان نحصل على ذات الشروط من دون كل هذا الخراب والثكل.

صحيفة يديعوت احرونوت

ترجمة: غسان محمد

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.