تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نقاش اسرائيلي داخلي حول تمديد تجميد الاستيطان

          قبيل استئناف المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية في اثناء هذا الاسبوع، عقد وزراء اللجنة الوزارية السباعية الاسرائيلية امس بحثا سياسيا طرح فيه لاول مرة على البحث الجوهري مسألة مستقبل تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، والذي من المتوقع أن ينتهي في 26 ايلول. كما اتفق وزراء السباعية على أنه بعد بدء المفاوضات المباشرة ستتخذ اسرائيل سلسلة من خطوات لبناء الثقة تجاه السلطة الفلسطينية.

          استمرار تجميد البناء سيكون العائق الاول للمفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة. فقد صرح الفلسطينيون بانه اذا استؤنف البناء بعد 26 ايلول فانهم سيوقفون المحادثات فورا. في  السباعية توجد أغلبية لمعارضي استمرار تجميد البناء، ولكن الوزيرين ايهود باراك ودان مريدور يحاولان الدفع الى الامام بصيغ حل وسط، بحيث يستأنف البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى فقط، حسب سياسة الحكومة الاسرائيلية السابقة؛ او كبديل، تمديد تجميد البناء لثلاثة اشهر للسماح للمفاوضات المباشرة بنيل الزخم.

          في جلسة السباعية أمس طرحت الصيغة السياسية للايام القريبة القادمة، وبموجبها من المتوقع اعلان فلسطيني عن استئناف المحادثات المباشرة. اعضاء الرباعية – الولايات المتحدة، روسيا، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي – سينشرون اليوم بيانا يدعو الى استئناف المحادثات المباشرة. وسيدعو البيان اسرائيل الى التجميد التام للبناء في المستوطنات في الضفة وفي شرقي القدس كما سيدعو الى اقامة دولة فلسطينية في غضون سنة، وذلك لانهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967.

          وسترحب السلطة الفلسطينية بالبيان وتعلن بان بيان الرباعية سيكون الاساس للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل. وفي جلسة السباعية أمس قرر الوزراء بان ترفض اسرائيل بيان الرباعية رفضا باتا، تشدد على أن مضمونه ليس مقبولا من جانبها وانها لن توافق على أي شرط مسبق للبدء بالمحادثات المباشرة. كما ستشدد اسرائيل، حسب قرار السباعية، على أن بيان الرباعية ليس الاساس لادارة المحادثات.

          وحسب مسؤول في اسرائيل، ضالع في تفاصيل الاتصالات السياسية، فان الادارة الامريكية ستنشر في سياق هذا الاسبوع بيانا خاصا بها، يتعلق بالمفاوضات المباشرة. وسيشكل هذا البيان حلا وسطا بين الموقف الاسرائيلي والموقف الفلسطيني، وهو الذي سيحدد شروط بدء المفاوضات والطريقة التي ستدار فيها. وقال موظف اسرائيلي  كبير  ان "بيان الرباعية سيكون ورقة التين للفلسطينيين للانتقال الى المفاوضات المباشرة".

          في واشنطن وفي اسرائيل يستعدون لان يعلن الفلسطينيون في سياق هذا الاسبوع، وربما حتى غدا، عن استعدادهم للشروع في المفاوضات المباشرة. في ضوء ذلك تجري مشاورات في موضوع امكانية عقد احتفال تدشين للمفاوضات في شرم الشيخ او في واشنطن، ربما في الاسبوع القادم.

          تمهيدا لامكانية بدء المفاوضات اتفق مؤخرا  ليبرمان ونتنياهو على ان يكون مندوب وزارة الخارجية الاسرائيلية عضوا في الفريق المفاوض مع الفلسطينيين. واتفق نتنياهو وليبرمان على ذلك بعد المواجهة بينهما، في موضوع لقاء الوزير بنيامين بن اليعيزر مع وزير الخارجية التركي. محافل مقربة من وزير الخارجية اشارت الى أنه قبل بضعة ايام عين ليبرمان الدبلوماسي الكبير يعقوب هداس نائب المدير العام لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاسرائيلية ليكون مندوبا في الفريق المفاوض.

          هذا والتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) امس مع ديفيد هيل، نائب المبعوث الامريكي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل. وقد نقل هيل الى ابو مازن صيغة بيان الرباعية الدولية التي ستنشر اليوم على ما يبدو. وهذا بيان طلبت السلطة ان ينشر كاطار للمحادثات المباشرة مع اسرائيل.

          وعرضت السلطة الفلسطينية في بداية الاسبوع الماضي طلبا جديدا لعودتها الى طاولة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. فقد اوضح عباس في لقائه مع ميتشل بان على الرباعية ان تكرر التصريح الذي اطلقته في اذار الماضي والذي يتضمن البنود التالية: دعوة الى حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وانهاء الاحتلال من العام 1967؛ دعوة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة ودعوة الى وقف كل نشاطات البناء في المستوطنات وكل خطوة احادية الجانب وابعاد السكان من منازلهم في القدس.

          ويعني الطلب الفلسطيني الجديد أن تشكل الدعوة المتجددة من جانب الرباعية اطارا ملزما للمفاوضات، مرجعية، وعمليا يكون شرطا لبدء المحادثات.

          بعض قادة الفصائل الفلسطينية، المتواجدين في دمشق، نشروا امس بيانا ضد بدء المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، وضد المفاوضات غير المباشرة التي جرت حتى الان. خلف البيان تقف حماس والجهاد الاسلامي.

                                                                                 هآرتس16//2010

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.