تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نتنياهو: تجميد الاستيطان كان فشلا و خطأ جسيما

بعد يوم من انتهاء تجميد البناء في الضفة الغربية  يقول مسؤولون كبار في محيط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الخطوة كلها ظهرت كخطأ جسيم، المنفعة التي نتجت عنها كانت هامشية والان ليس لاحد فكرة كيف الخروج من الطريق المسدود الذي علقنا فيه.

تجدر الاشارة الى أن هذا الرأي ليس رأي الاغلبية في مكتب نتنياهو بل على الاقل لاثنين من مقربيه  اللذين قالا ذلك مؤخرا في أحاديث مغلقة. وحسب اقوالهما، كان يفترض بالتجميد ان يخلص اسرائيل من العزلة الدولية، أن يخلق زخما يؤدي الى المفاوضات مع الفلسطينيين، أن ينقل عبء البرهان الى طرف ابو مازن وان يخلق لاسرائيل مردودات سياسية في واشنطن، في اوروبا وفي اماكن اخرى في العالم.  أما في الواقع، فقد أثبت التجميد نفسه كفشل ذريع، على حد قول المسؤولين الكبيرين، فلا توجد مردودات سياسية، عيون كل العالم تتطلع الينا الان وتعلق علينا الذنب في تفجير المحادثات، الفلسطينيون اصبحوا مرة اخرى الطفل المدلل ونحن رافضي السلام ولا احد يذكر أن حكومة نتنياهو جمدت البناء على مدى عشرة اشهر، وهي خطوة غير مسبوقة لم تقم بها أي حكومة قبلها. ان لم يكن هذا فشلا، على حد قول هذه المحافل، فما هو الفشل على الاطلاق.

هذا الانتقاد انطلق ايضا في اوساط مسؤولين كبار في  حزب الليكود، وليس بالذات ممن يعتبرون مرتبطين بالجناح اليميني للحزب. وعلى حد قولهم، كان التجميد فشلا استراتيجيا مس بالصلة بين نتنياهو والنواة الصلبة لناخبيه في اليمين، ولكنه لم يعطِ أي منفعة من الجهة الاخرى.

ومقابل هؤلاء، فان معظم مقربي رئيس الوزراء نتنياهو يعتقدون خلاف ذلك. مصدر كبير في الليكود، يعتبر مقربا على نحو خاص من رئيس الوزراء قال لـ "معاريف" أمس ان التجميد كان واجب الواقع، فقد أتاح لنتنياهو الشروع ببناء منظومة علاقات طيبة مع الرئيس اوباما، اتاح لاسرائيل الخروج من العزلة الدولية، حرك المسيرة وأدى الى محادثات التقارب والمحادثات المباشرة. وحسب أقوالهم لم يكلف التجميد اسرائيل شيئا تقريبا كون البناء في المناطق تسارع جدا في الاشهر التي سبقته وبالاجمال لم يكن مس حقيقي بالمستوطنين او بحجوم البناء. وقال المصدر ان احدا لم يصدق ان بنيامين نتنياهو، الذي يترأس حكومة مع بوغي وبيغن وليبرمان وايلي يشاي سينجح في اتخاذ مثل هذا القرار بل وأن يدلي بخطاب بار ايلان، في ظل خلق اجماع شبه كامل في الليكود.

حقيقة أنه فعل ذلك بنجاح زاد الثقة به في الساحة السياسية في العالم بشكل عام وفي واشنطن بشكل خاص.

غير كاف

          والى ذلك يبدو أن نتنياهو سيرفض اقتراح الحل الوسط الامريكي الاخير بالنسبة لصيغة الحل الوسط في مسألة استئناف تجميد البناء الذي انتهى أول أمس. والسبب هو أنه يعتقد انه لا يمكنه أن يمرر القرار بسبب معارضة الوزراء الكبار في حكومته، والذين تمكن هو من الحديث مع بعضهم مساء أول أمس وأمس. وقال نتنياهو لمحافل سياسية مختلفة التقى بها امس ان "ما يطرحه الامريكيون علي مقابل موافقتي للتنازل في مسألة البناء غير كاف".

          وكما كشفت "معاريف" النقاب أمس عاد وزير الدفاع ايهود باراك من الولايات المتحدة مع صيغة حل وسط في مسألة تجميد البناء في يهودا والسامرة، تم تفجير المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. فقد اقترح الامريكيون على الطرفين المساومة في مسألة التجميد مقابل تأييد في مسائل اخرى هامة للزعيمين في سياق المفاوضات، مثل القدس والاعتراف باسرائيل كدولة القومية اليهودية. اما اذا ما رد نتنياهو الاقتراح بالفعل – فالتقدير هو انه في الاسبوع القادم ستقترح الجامعة العربية التي ستنعقد في القاهرة للبحث في مسألة التجميد وقف المحادثات المباشرة مع اسرائيل.

          تأييد غير متوقع تلقاه نتنياهو أمس من جهة تسيبي لفني. فقد اتصلت رئيسة المعارضة امس برئيس الوزراء وقالت ان الهدف المركزي الذي يجب التطلع اليه هو منع تفجير المفاوضات. علينا أن نتخذ القرارات اللازمة كي تستمر المفاوضات، وكديما سيدعم أي قرار يحقق هذا الهدف"، قالت لفني. واضافت لفني انها تمتع مؤخرا عن الاعراب عن انتقاد علني على نتنياهو وذلك بهدف السماح لرئيس الوزراء استنفاد استئناف المفاوضات، وبهذه الروح سيواصل اعضاء كديما التصرف.

 

                                                                                                                    معاريف28/9/2010

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.