رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقد ظهر اليوم اجتماع وزراء السباعية في بحث أول في امكانية تمديد تجميد البناء في المستوطنات بشهرين، مقابل سلسلة الضمانات التي عرضها على اسرائيل الرئيس الامريكي براك اوباما. وألغى نتنياهو أمس على نحو مفاجىء جولة خططت له اليوم في منطقة القدس وبدلا منها ستنعقد الجلسة. وفي البحث من غير المتوقع أن يتخذ أي حسم في الموضوع.
من المتوقع لنتنياهو في الجلسة أن يحاول التسويق لوزراء السباعية الضمانات السياسية والامنية التي تعرضها الادارة الامريكية على اسرائيل مقابل التمديد. الوزير ايهود باراك، ووزير شؤون الاستخبارات، دان مريدور، سيؤيدان اقتراح نتنياهو تمديد التجميد.
بالمقابل، فان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان سيعرب عن معارضة صاخبة للاقتراح. الوزراء بيني بيغن، موشيه (بوغي) يعلون وايلي يشاي، الذين سبق أن اعلنوا معارضتهم تمديد التجميد، هم هدف الاقناع بالنسبة لنتنياهو. هذا وكان التقى رئيس الوزراء في الاونة الاخيرة ثنائيا مع الوزير بيني بيغن، في محاولة لاقناعه تأييد تمديد اضافي للتجميد.
يمكن الافتراض بان نتنياهو معني باتخاذ قرار قبل انعقاد الجامعة العربية في ليبيا يوم الجمعة. اذا نجح في اقناع اغلبية وزراء السباعية لتأييد تمديد التجميد، فانه سيطرح الموضوع على البحث والتصويت منذ يوم غد في جلسة المجلس الوزاري السياسي – الامني. والموضوع الذي على جدول الاعمال في المجلس الوزاري في هذه المرحلة هو جاهزية الجبهة الداخلية للتهديدات، ولكن لن تكون مشكلة في تحويل الموضوع اذا ما قدر نتنياهو بان لديه أغلبية لتمديد التجميد.
وأفادت صحيفة "الشرق الاوسط" الصادرة في لندن أمس بانه حسب مصادر اسرائيلية وافق نتنياهو مبدئيا على تمديد تجميد البناء في المستوطنات بشهرين، ولكنه اشترط موافقته امام الادارة الامريكية في الا يكون مطالبا بتمديد اضافي. وحسب التقرير، طلب نتنياهو من الادارة الموافقة على مواصلة البناء في المشاريع التي بدأت الاشغال فيها بعد نهاية التجميد في 26 أيلول. كما طلب رئيس الوزراء من الامريكيين الضمان لتواجد اسرائيلي في غور الاردن في اطار اتفاق السلام وتأييد اسرائيل في كل ما يتعلق بمشاريع القرارات المناهضة لاسرائيل في الامم المتحدة وكل مشروع قرار للاعلان عن استقلال فلسطيني من طرف واحد.
في جلسة وزراء الليكود صباح أمس، قال نتنياهو ان الاتصالات مع الادارة في موضوع التجميد مستمرة وانه "يوجد الكثير من المنشورات في معظمها صحيحة". واضاف نتنياهو: "لا يمكننا ان ننفي كل شيء أو أن نعدل. لا يوجد في هذه اللحظة ما يدعونا الى فتح البحث في الموضوع. توجد جهود، ولا سيما سرية أساسا، ومطلوب منا مسؤولية، ضبط نفس وكتمان. اذا كانت حاجة الى قرار فانها ستطرح على المحافل المناسبة امام الهيئة الحكومية اللازمة".
بعد ذلك، في بداية جلسة الحكومة، قال نتنياهو: "لدينا مصلحة في مواصلة المفاوضات للسلام. هذه مصلحة حيوية لدولة اسرائيل. نحن في ذروة اتصالات حساسة مع الادارة الامريكية لايجاد حل يسمح باستمرار المحادثات. لا توجد نية لاثارة عواصف ولكن توجد نية للعمل بحكمة ومسؤولية لدفع المسيرة السياسية. النظر بهدوء الى الصورة بعيدا جدا عن الاضواء والعمل بهدوء".
كما أن الوزير ايهود باراك هو الاخر تطرق الى امكانية التمديد المتجدد للتجميد. في احتفال بمناسبة مائة عام على الحركة الكيبوتسية عقد أمس في دغانيا أ، قال باراك: "لا أدري اذا كان سيكون تواصل للتجميد. كان يسرنا أن نعم وان يسمح هذا باستمرار المحادثات. الهدف هو الاختراق نحو الاتفاق. الاتفاقات بشأن التجميد هي فقط وسيلة على الطريق وآمل أن يوجد السبيل لمواصلة المفاوضات المباشرة". وحسب اقواله، فاننا ننشغل في الجهد لشق الطريق نحو السلام مع جيراننا، وهذا هو سبب وجودنا في الحكومة. يمكن الوصول الى تسوية تؤدي الى نهاية النزاع وضمان أمن الدولة. كما أن هذا واجب القيادة السياسية – اتخاذ قرارات شجاعة لضمان مستقبل الاجيال القادمة".
مبارك يحذر من حرب في اعقاب فشل المحادثات
الرئيس المصري حسني مبارك حذر أمس من الاشتعال اذا ما فشلت محادثات السلام. في مقابلة منحها لمجلة القوات المسلحة بمناسبة الذكرى السنوية لحرب اكتوبر قال انه أسمع زعماء مختلفين بمن فيهم نتنياهو تخوفه من أنه "اذا ما انهارت مسيرة السلام سيشتعل العنف والارهاب في المنطقة وفي العالم بأسره". واشار الى أنه تحدث مع نتنياهو مرتين هذا الاسبوع في محاولة لايجاد حل للازمة في المحادثات. وحسب اقواله: "قلت لنتنياهو ان استئناف البناء في المستوطنات سيجعل الامر صعبا على المفاوضات وسيدفع المسيرة السلمية الى الانهيار". وسيلتقي مبارك اليوم في القاهرة برئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) قبيل انعقاد الجامعة العربية.
والى ذلك، يشتد الانتقاد في الحكومة على وزير الخارجية افيغدور ليبرمان في أعقاب تصريحاته في خطابه في الامم المتحدة الاسبوع الماضي ضد المسيرة السلمية. الوزير ميخائيل ايتان دعا أمس رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو للنظر في اخراج حزب اسرائيل بيتنا من الحكومة وادخال كديما بدلا منه.
وانتقد ايتان أمس انتقادا شديدا ليبرمان وحزبه اسرائيل بيتنا في جلسة وزراء الليكود. وقال في الجلسة: "وصلنا الى لحظة الحقيقة. يجب ان نقرر اذا كنا سنعمل مع ليبرمان ام لدى ليبرمان. لليكود يوجد شركاء وعليه أن يسمح لهم بالاعراب عن مواقفهم الخاصة. ولكن عندما يظهر وزراء الحكومة في محافل دولية، ولا سيما في الجمعية العمومية للامم المتحدة، فانهم لا يمكنهم ان يشككوا في زعامة رئيس الوزراء ويطرحوا سياسة بديلة".
نائب الوزير متان فيلنائي قال في مقابلة مع صوت الجيش ضمن امور اخرى ان ليبرمان "يثير الشقاق والنزاع في كل ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين، ولا يساهم في شيء لدولة اسرائيل بكونه وزير خارجية. لا شيء. وفي كل مكان يوجد فيه ليبرمان فانه يهزأ بحكومة اسرائيل. هذا ليس بالضبط دور وزير خارجية".
وبالتوازي، في واشنطن اتخذوا جانب الحذر في ردود الفعل على التقارير عن خطة رئيس الوزراء طرح تمديد التجميد على البحث في المجلس الوزاري خشية الا يكون للاقتراح اغلبية وعندها يشكل الامر ذريعة بان نتنياهو حاول الاقتراب من الادارة الامريكية ورئيس السلطة محمود عباس ولكنه لم ينجح بسبب "ظروف سياسية صعبة". وقبيل جلسة المجلس الوزاري، اشار مسؤول كبير في وزارة الخارجية في واشنطن الى أن الادارة الامريكية "تركز على هدف دفع المحادثات نحو حل الدولتين. نحن نحث الطرفين على البقاء في المفاوضات المباشرة وندعو الاسرة الدولية الى تأييدهما في هذا الجهد".
بعد عودة المبعوث الخاص جورج ميتشل أول أمس من الزيارة الطارئة التي اجراها في الشرق الاوسط، تحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع بنيامين نتنياهو. ووصف الناطق بلسان الخارجية الامريكية، فيليب كارولي الحديث بانه "بناء" واشار الى أنه بحثت فيه "افكار لتقدم المحادثات". ورفض الدخول في تفاصيل الحديث وقال ان الولايات المتحدة "ستواصل تشجيع الطرفين والتشاور معهما بشأن سياق الطريق".
هآرتس 5/10/2010
