تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اليونان لاسرائيل: انقلوا الغاز الى اوروبا عبرنا

          تدرس دولة اسرائيل امكانية الشروع بتصدير الغاز الطبيعي الى اوروبا من خلال انبوب يمد في البحر الابيض المتوسط ويصل الى اليونان.

          في الايام الاخيرة تسارع التعاون في اللقاءات التي عقدت بين مندوبين اسرائيليين ويونانيين. وحسب الخطة فان الغاز الذي سينقل الى اوروبا سيصل من مخزون  حقل لفيتان، الذي ستجرى التنقيبات التأكيدية الاولية هذه الايام. وزارة البنى التحتية الاسرائيلية تعارض الخطوة لانها تعتقد بانه يجب ابقاء الغاز للاستخدام الداخلي في اسرائيل، ولكن يبدو أن نتنياهو ووزارة الخارجية لا يعتزمان التنازل في هذا الشأن.

          اذا تحقق المشروع، سيكون فيه مثابة تهديد للهيمنة الروسية في تزويد الغاز ولا سيما الى شرق ووسط اوروبا وسيقلل تعلق القارة بالغاز الروسي. وكان مندوبون اسرائيليون رسميون طرحوا المسألة في اثناء عدة لقاءات عقدوها مع اعضاء وفد يوناني رفيع المستوى زار اسرائيل هذا الاسبوع، وذلك بعد أن اقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا على نظيره اليوناني، جورج بابندريو، في اثناء زيارته الرسمية الى اليونان في شهر آب. اما اليونان فلا تستجيب فقط للاقتراح، بل وهي تطلب من اسرائيل أن تصدر اليها الغاز الطبيعي.

       العلاقات الاسرائيلية- اليونانية ارتفعت درجة

          يدور الحديث عن امكانية اقامة  انبوب تحت بحري ينقل الغاز الى اليونان – ومنها الى دول جنوب اوروبا وشرقها. وتقترح اليونان ضمن امور اخرى التوقيع على ميثاق للغاز الطبيعي بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي وان تحاول أيضا اقناع الاتحاد الاوروبي للمشاركة في تمويل نصب الانبوب الذي ستبلغ كلفته بضع مليارات الدولارات.

          رغم أن موردي الغاز الطبيعي من اسرائيل هم من القطاع الخاص، الا ان المفاوضات المبدئية تجري بين الحكومتين.الوفد اليونانين الذي يتشكل من وزير شؤون الدولة في ديوان رئيس الوزراء، هريس بمبوكس، نائب وزير الخارجية ومدير عام وزارة الخارجية، التقى بسلسلة طويلة من المحافل في اسرائيل، بمن في ذلك رئيس الوزراء، بهدف ترسيم مجالات التعاون بين الدولتين في المستويات السياسية، الاقتصادية والامنية، ورسم اتجاهات العمل.

          وتعد الزيارة مؤشرا هاما في طريق توثيق العلاقات بين اسرائيل واليونان. ولاهمية المسألة وحساسيتها الاقليمية، تقرر على نحو مشترك عزلها عن باقي المواضيع.اضافة الى ذلك قررت الدولتان تشكيل فرق عمل لدراسة جدوى تنفيذ المشروع الضخم بشكل مشترك، فيما يكون واجب التبليغ عن كل تقدم لرئيسي الوزراء.

          العلاقات بين اسرائيل واليونان ارتفعت درجة في الاشهر الاخيرة، بالتوازي مع احتدام الازمة بين تركيا واسرائيل واستمرارا للازمة الاقتصادية الشديدة التي تلم باليونان. وكان تطوير العلاقات بدأ مع زيارة رئيس الوزراء اليوناني ببندريو الى اسرائيل، وبعد ذلك مع زيارة نتنياهو الى اليونان. واقترح الطرف الاسرائيلي على اليونانيين الدراسة المشتركة للمشروع في أثناء لقاء مع نائب وزير الخارجية، داني ايالون، شاركت فيه محافل اقتصادية ومحافل من وزارة البنى التحتية، وكذا في عدد آخر من اللقاءات.

          "في حالة كانت فيها مخزونات الغاز التي اكتشفت في اسرائيل ذات مغزى، فسيكون ممكنا بناء انبوب في البحر يصل الى اليونان مباشرة ويواصل من هناك في منظومات النقل القائمة الى كل الدول الاوروبية"، قال مصدر حكومي اسرائيلي شارك في اللقاء. بهذه الطريقة، كما تقول محافل في اسرائيل، "سيكون بوسع اليونان ان تشتري الغاز لاستخدامها وتكسب الدخل ايضا من التحويل منها الى دول اخرى، فيما تنوع اوروبا بذلك مصادرها من الطاقة".

          وبزعم المشاركين فقد أعرب اليونانيون عن اهتمام شديد بالمشروع المقترح. وطلب اليونانيون فصل المشروع عن باقي اوجه التعاون الاخرى واشاروا الى أنه يجب فحص الجوانب الجغرافية – السياسية للمشروع. احدى الحساسيات الكبرى من ناحية اليونان هي تركيا التي تؤيد الكيان السياسي لشمالي قبرص، والتي قد تدعي بالحقوق على مخزونات الغاز.

          تركيا يمكنها أيضا أن تدعم دولا اخرى كلبنان في صراعها للحصول على الحقوق في مخزونات الغاز الاسرائيلية بدعوى أن المخزونات توجد خلف الحدود الاقتصادية لاسرائيل (EEZ).

          اكثر من 260 مليار متر مكعب

          مخزونات الغاز الموجودة في حقول الغاز امام شواطىء اسرائيل تقدر باكثر من 260 مليار متر مكعب والتي هي 47 ضعف اجمالي استهلاك الغاز الطبيعي في اسرائيل في العام 2009. ويدور الحديث عن ثلاث مخزونات في ثلاث حقول: تمار، دليت، ولفيتان، أكبرها.

          مخزون الغاز الطبيعي تمار التابع لـ نوفيل انيرجي الامريكية، اسحق تشوفا ويسرامكو، والذي يفترض أن يبدأ بانتاج الغاز الطبيعي في نهاية 2012 يستهدف التوريد لمستهلكي اسرائيل فقط ويتضمن نحو 250 مليار متر مكعب. والنية في هذه اللحظة هي لتصدير الغاز من مخزون لفيتان، الذي رغم أنه لم يحفر بعد، فانه يتضمن حسب التقديرات كميات من الغاز الطبيعي بحجم 453 مليار متر مكعب – كمية شبه مضاعفة لتلك التي توجد في المخزون على شماله.

          حقوق التنقيب في المخزون توجد بحوزة شركات مجموعة ديلك التي يملكها تشوفا (45 في المائة)، نوفيل انيرجي(40 في المائة) و شراكة رتسيو (15 في المائة). اذا ما تبين أن مبنى لفيتان هو اكتشاف تجاري، فسيكون ممكنا ان ينتج منه غاز للتصدير في 2015 – 2016. وضمن امور اخرى تجري دراسة امكانية انه اذا ما دفع الامر الى الامام بسرعة وبني انبوب الغاز في غضون سنتين، فسيكون ممكنا توريد الغاز الطبيعي الى اليونان منذ نهاية 2012 من بئر تمار حتى دخول بئر لفيتان الى لحظة الانتاج.

          "تغيير استراتيجي"

          وقال نائب وزير الخارجية داني ايالون معقبا انه "على فرض أن التقدير بالنسبة لحجم الغاز في المخزونات المكتشفة صحيحة، فان هذا يعد طاقة كامنة هائلة كفيلة باحداث تغيير ذي مغزى في المكانة الاقتصادية والاستراتيجية لاسرائيل ولمنطقة حوض البحر المتوسط بأسره".

          وحسب أقواله، فان "الربط المحتمل بين اسرائيل واوروبا عبر اليونان سيخدم ليس فقط مصالح اسرائيل بل ومصالح اوروبا ايضا. بفضل القرب الجغرافي بين اليونان واسرائيل وحقيقة أن اليونان عضو في الاتحاد الاوروبي، من الطبيعي أن تشكل بوابة الى اوروبا ليس فقط في مجال الغاز وان تكون جسرا لعموم التصدير الاسرائيلي الى اوروبا".

          واضافة الى نتنياهو وايالون التقى اعضاء الوفد بوزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر، رئيس قيادة الامن القومي د. عوزي اراد، رئيس الكنيست، نائب وزير الدفاع ومحافل رفيعة المستوى من ديوان رئيس الوزراء ووزارة البنى التحتية.

                                             معاريف/ 13/10/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.