تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مطالب فلسطينية مقابل المطالب الإسرائيلية

 

محطة أخبار سورية

ليس الخلاف على التجميد وحده يعرقل المسيرة السياسية: فقد عرضت السلطة الفلسطينية على الادارة الامريكية مؤخرا سلسلة من المطالب الاضافية كشرط لموافقتها على العودة مرة اخرى الى المحادثات المباشرة مع اسرائيل.

 

فالسلطة الفلسطينية تطالب ضمن امور اخرى ان تفرض الولايات المتحدة موقفها على البضائع الاسرائيلية التي تنتج في المستوطنات وبالتالي تنضم الى المنظمات في اوروبا التي انتهجت مثل هذه المقاطعة. كما تطالب السلطة الفلسطينية الادارة الامريكية بالضغط على اسرائيل ان تعيد لها المكانة السياسية التي تتمتع بها السلطة في القدس. بتعبير آخر: الفلسطينيون يطالبون باعادة فتح كل مؤسسات الحكم التي كانت لهم في شرقي المدينة، وعلى رأسها بيت الشرق الذي اغلقته اسرائيل في اثناء الانتفاضة. بل ان السلطة تطالب السماح لرجالها بالسيطرة في المعابر الى قطاع غزة والتي تديرها اليوم حماس ومصر. كما عرض الفلسطينيون على الامريكيين سلسلة من المطالب بالمساعدات الاقتصادية.

 

شرط اضافي يرمي الى تغيير انتشار القوات في الضفة الغربية: مقابل استئناف المحادثات، تطالب السلطة اسرائيل أن تنقل اليها مناطق معرفة كمناطق ب (توجد تحت السيطرة الامنية الاسرائيلية) ومناطق ج (تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة الامنية والمدنية). ضمن امور اخرى، يطلب الفلسطينيون بالوصول الى شمالي البحر الميت.

 

شرط آخر يتعلق بالمفاوضات نفسها. في السلطة تطالب بان يكون اساس المحادثات على الحدود المستقبلية هو حدود 4 حزيران 67. ومع ذلك يمكن الافترض انه في اثناء المفاوضات لن يكون بوسع الفلسطينيين ان يتجاهلوا التغييرات الديمغرافية التي حلت بالمناطق منذ حرب الايام الستة.

 

ويضاف الى هذه المطالب الطلب الفلسطيني لاستئناف تجميد البناء في المستوطنات، المسألة التي بسببها توقفت المحادثات قبل نحو شهر. وتشير مصادر سياسية في اسرائيل الى أنه من المشكوك فيه أن تستجيب الادارة الامريكية لكل المطالب الفلسطينية. ومع ذلك تشدد هذه المصادر على أن البيت الابيض محبط وغاضب بسبب عدم استجابة اسرائيل لتمديد التجميد. وعليه، فمن غير المستبعد ان يقرر الامريكيون الاستجابة لجزء من مطالب ابو مازن وبالتالي منحه التأييد حيال العالم العربي. الصيغة المتبلورة في البيت الابيض تقضي بان مدى الاستعداد الاسرائيلي لتمديد التجميد سيقرر حجم الامتيازات التي سيتلقاها الفلسطينيون من الولايات المتحدة: مزيد من التجميد، قدر اقل من الامتيازات – وبالعكس.

 

وتشدد مصادر سياسية في اسرائيل على أنه في الاتصالات التي اجريت في الايام الاخيرة مع مسؤولين كبار في الادارة الامريكية تطرح علامات استفهام صعبة حول سلة الامتيازات التي وعدت بها اسرائيل في الاتصالات التي اجراها الوزير  ايهود باراك مع دنيس روس، مقابل تمديد التجميد بشهرين. ضمن امور اخرى، جرى الحديث عن أن الولايات المتحدة ستوافق على تواجد قوات من الجيش الاسرائيلي في غور الاردن حتى في التسوية الدائمة، ستستخدم حق النقض الفيتو على كل قرار مناهض لاسرائيل في مجلس الامن في الامم المتحدة وستمنح اسرائيل منظومات سلاح حديثة، بينها أسراب من طائرات اف 35. حقيقة ان اسرائيل رفضت مواصلة التجميد من شأنها ان تؤدي الى تراجع الولايات المتحدة عن هذه الموافقات السخية، التي لم يوقع عليها الرئيس بعد.

 

وتنتظر كل الاطراف الان 3 تشرين الثاني، اليوم التالي للانتخابات المصيرية لمجلسي النواب الامريكيين. حتى 2 تشرين الثاني، يوم الانتخابات، لن تتخذ الادارة الامريكية مبادرات سياسية دراماتيكية، خشية أن يؤدي ضغط اضافي على اسرائيل الى انخفاض في تأييد الناخبين اليهود للحزب الديمقراطي. ومع ذلك بعد الانتخابات من شأن الادارة الامريكية أن تمارس على اسرائيل جملة ضغوط اكثر شدة بكثير.

 

نتائج الانتخابات ستقرر بقدر كبير شدة تدخل الرئيس باراك اوباما في المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. اذا تحققت التوقعات، التي تتحدث عن ضعف قوة الحزب الديمقراطي فسيؤثر الامر سلبا على مكانة وقوة اوباما.

 

يديعوت 20/10/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.