تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عباس: بدون مفاوضات سنتوجه الى الامم المتحدة لتعترف بدولة فلسطينية من طرف واحد

           يهدد رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) بان السلطة قد تتوجه الى مجلس الامن في الامم المتحدة في غضون أشهر مطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67. والتقى عباس أمس بوزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ووزير المخابرات المصري عمر سليمان اللذين جاءا الى رام الله للبحث في امكانيات مختلفة لاستئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل مقابل تجميد البناء في المستوطنات.

          في ختام اللقاء قال عباس انه على الرغم من المشاكل، فان استئناف المحادثات المباشرة مع اسرائيل هو الحل المفضل عليه، تبعا للتجميد المتجدد للبناء في المستوطنات. ومع ذلك فقد صرح بانه توجد امكانيات اخرى. ضمن امور اخرى قال ابو مازن ان الفلسطينيين سيحاولون التوجه الى الادارة الامريكية كي تعلن عن تأييدها لاقامة دولة فلسطينية في حدود 67. ولكن حسب اقواله، حتى لو لم تؤدي هذه الامكانية الى نتائج، سينظر في امكانية أن يعمل الفلسطينيون على اعتراف من طرف واحد من مؤسسات الامم المتحدة.

          بالتوازي، يتعاظم في اسرائيل ايضا التخوف من أن خطوة فلسطينية في الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية من شأنها أن تتم في نهاية تشرين الثاني أو بداية كانون الاول. رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحاول منع خطوة فلسطينية في مجلس الامن، شدد امام الادارة الامريكية ودول مركزية في الاتحاد الاوروبي بان اسرائيل تتوقع ان يتم الايضاح للفلسطينيين بان خطوة احادية الجانب في مجلس الامن غير مقبولة ولن تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. وقال نتنياهو أمس ان "كل محاولة لتجاوز المحادثات المباشرة من خلال التوجه الى محافل دولية لن يدفع الى الامام بمسيرة السلام الحقيقية. السلام المستقر والآمن يتحقق فقط من خلال المحادثات المباشرة وعلى هذه المحادثات أن تستأنف في أقرب وقت ممكن وبدون شروط مسبقة من جانب الفلسطينيين".

          في المؤتمر الصحفي في رام الله أمس اوضح وزير الخارجية المصري بان العالم العربي يؤيد مطالب رئيس السلطة لتجميد تام للبناء الاسرائيلي، كشرط لاستئناف المحادثات المباشرة. واضاف ابو الغيط بان مصر "لا تزال تعمل بالتعاون مع الامريكيين والاسرائيليين بهدف حل المشكلة، ولكن لم يتحقق حتى الان أي اختراق". وقال مسؤول فلسطيني كبير لـ "هآرتس" امس انه لا يوجد جدول زمني محدد لاي من الخيارات. ولكن حسب اقواله، السلطة لن توافق على استمرار بناء 1.200 وحدة سكن الذي بدأ في الشهر الاخير.

          الفكرة الفلسطينية بشأن الاعلان عن دولة بشكل احادي الجانب بالتوازي مع الحصول على اعتراف من مؤسسات الامم المتحدة لا تثير انفعالا كبيرا في الولايات المتحدة. قبل يومين قدرت محافل دبلوماسية رفيعة المستوى في نيويورك بان احتمالية التأييد لمثل هذا الاعلان تقترب من الصفر. وفي نيويورك اضافوا بانه سيكون خطأ استراتيجيا جسيما من جانب ابو مازن المبادرة الى طلب من مجلس الامن للاعتراف باعلان دولة فلسطينية. وقال دبلوماسي كبير في نيويورك: "حتى الرئيس الامريكي المعادي لن يترك سائبة ساحة مجلس الامن لخطوات ضد اسرائيل".

          تصريحات ابو مازن أمس دلت على عمق الجمود السياسي وعلى فشل المساعي المصرية الاضافية لاحداث اختراق. خطوة الوساطة المصرية هي نتيجة طلب رفعه رئيس الوزراء نتنياهو الى الرئيس مبارك في اثناء زيارة مستشار الامن القومي عوزي اراد الى القاهرة يوم الثلاثاء. وطلب نتنياهو من المصريين الضغط على ابو مازن لتلطيف حدة شروطه في موضوع تجميد البناء في المستوطنات. وفي ذات اليوم اتصل الرئيس بيرس بمبارك بتكليف من نتنياهو وهو يحمل رسالة مشابهة.

     نتنياهو لا يزال لم يحسم مسألة استمرار تجميد البناء في المستوطنات. وهو ينقل رسائل متضاربة للوزراء المختلفين في الحكومة. لبعض من الوزراء يقول نتنياهو انه لن يوافق على تمديد التجميد، ولكن لاخرين يلمح بانه سيوافق في ظروف معينة. لاولئك الوزراء يقول نتنياهو انه معني بحل بعيد المدى يسمح على الاقل بسنة مفاوضات دون "اطفاء حرائق" تتعلق بالمستوطنات كل شهرين.

          مبعوث نتنياهو، المحامي اسحق مولكو، كان هذا الاسبوع في محادثات في العاصمة الامريكية، ولكن هذه انتهت دون أي تقدم في مسألة تجميد البناء في المستوطنات. وأعرب موظف امريكي رفيع المستوى، مطلع على تفاصيل محادثات مولكو عن التشاؤم. وقال: "نحن نواصل المراوحة في المكان". وحاول موظف امريكي آخر ان يبدو اكثر تفاؤلا إذ قال: "نحن لا نزال نعمل على الحل، حاليا بدون نتائج". في واشنطن يوجد احباط شديد من سلوك رئيس الوزراء، ولا سيما بعد أن رفض الاقتراح الامريكي بقبول ضمانات امريكية وسياسية مقابل تمديد التجميد. الاحساس لدى كبار رجالات الادارة هو أن نتنياهو "يجر الارجل" ولا سيما بسبب عدم رغبته في أخذ مخاطرات سياسية ويصفون سلوكه بـ "السياسة الصغيرة". بالمقابل، لا يعرف الامريكيون انفسهم كيف سيكون ممكنا التقدم في المسيرة في ضوء الطريق المسدود . ومن المتوقع للرئيس اوباما ان يعود للانشغال بمسألة الشرق الاوسط في نهاية تشرين الثاني فقط. واذا لم يتحقق أي اختراق، من المتوقع أن تجرى اعادة تقويم للمسيرة بكاملها

                                                                هآرتس29/10/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.