تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحاخامات يسيطرون على اوضاع الكيان الاسرائيلي

 زعم الكيان الاسرائيلي دوما أنه "دولة" مدنية ليبرالية في نظام حكمه وأن الديمقراطية هي التي تحرك الأحداث بداخله، والغريب أن تلك التصريحات تتزامن دوما مع الكثير من الأدلة والبراهين التي تؤكد أن هذا الكيان غاصب لا يفهم إلا في لغة الإرهاب والبطش والتنكيل بكل ما يختلف عن اليهودية والدليل على ذلك الإرهاب الذي تعرضت له إحدى كنائس القدس.

 

وافاد تقرير صحفي نشر في فلسطين  اليوم الاحد، انه يحلو لوسائل الإعلام الصهيونية دوماً التندر على العالم الإسلامي والزعم بأنه عالم يعيش على الفتوى لدرجة أن الصحف العبرية أفردت مساحات كبيرة للسخرية من المسلمين عندما أصدر الدكتور عزت عطية فتواه الخاصة بإرضاع الكبير.

 

واضاف التقرير: الغريب أن (إسرائيل) التي تزعم بأنها تشكِّل صورة المدينة الفاضلة وأن رجال الدين لديها لهم مهمة دينية محددة بعيدة كل البُعد عن التدخل في الأمور السياسية أو الاقتصادية أو العلمية التي لا يفهمون فيها، فإن (إسرائيل) اكتشفت في مطلع هذا الأسبوع أن حاخاماتها يفهمون في كل الأمور حتى العسكرية منها لدرجة أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أكدت في تقرير لها أن الجنرالات في (إسرائيل) رغم سطوتهم وقوتهم السياسية والعسكرية إلا أنهم لا يستطيعون اتخاذ قرار الحرب بمعزل عن القيادات الدينية اليهودية.

 

وطرحت الصحيفة في بداية تقريرها سؤالا حول من الذي يقرر خروج (إسرائيل) للحرب الحاخام أم الجنرال؟ وقالت الصحيفة: إن الرد على هذا السؤال يتطلب إجراء دراسات موسعة على عالم الفتوى الدينية في (إسرائيل) ودور الحاخامات بالضبط في التفاعل مع مختلف القضايا اليهودية السياسية والدينية والعسكرية.

 

وكشفت الصحيفة عن قيام اثنين من الإعلاميين اليهود البارزين بإعداد برنامج جديد سيتم بثه عبر التليفزيون الإسرائيلي الرسمي خلال الفترة القادمة، ويحمل البرنامج عنوان "دولة الفتوى" ويعده كل من الإعلامي أورلي ورفان والمذيعة "شهارة بلاء" ورغم أن البرنامج ينوي انتقاد دور الحاخامات غير المبرر في صناعة الكثير من القرارات السياسية العسكرية إلا أن الصحيفة العبرية تؤكد أن أحداً لن يستطيع النيل من المكانة التي يحتلها الحاخام اليهودي الذي يستطيع تهييج الرأي العام الإسرائيلي إذا نزع بركته عن أي قرار إسرائيلي سياسي كان أو عسكري.

 

وتقول الصحيفة إن وجود الحاخام خلف أي قرار أمر لا يستطيع أي شخص أن ينكره فهناك دور للحاخامات في الجيش الإسرائيلي وهناك دور واضح لهم في ساحة الحرب وحتى في أثناء السلم فإن دورهم الهام لا يتوقف على الإطلاق.

 

ويتزامن هذا التقرير الصهيوني مع تقرير أخر مثير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر هذا الأسبوع ويتحدث عن الفتاوى اليهودية الصادرة بشأن اقتحام المتطرفين اليهود لساحات الأقصى وتدنيسها.

 

وكشفت الصحيفة الاسرائيلية، ان كل حاخامات اليهود أفتوا بعدم جواز دخول اليهودي الى ساحة الأقصى والذي يحمل في التراث اليهودي مسمى جبل الهيكل وان التوراة تمنع اليهودي اي يهودي من الصعود لجبل الهيكل لان ذلك فيه إثم كبير وان الصعود الى ساحة الاقصى او جبل الهيكل يعني إصابة اليهودي بنجاسة لا يطهر منها بسهولة.

 

وأضافت "يديعوت احرونوت" الغريب انه ورغم كل الفتاوى اليهودية التي تؤكد المعنى السابق إلا أن المتدينين اليهود هم أكثر الناس اجتياحاً للاقصى رغم ان هذا الاجتياح مناف لتعاليم التوراة كما انه يعد استفزازا للمسلمين ومن الممكن ان يؤدي الى نشوب حرب دينية في المنطقة.

 

وتضيف الصحيفة الاسرائيلية، ان المدهش في الأمر ان كل يهودي يدخل لساحة الأقصى يرتكب اثما بحسب الشريعة اليهودية ولكن قيادات اليمين المتطرف اقنعوا أنفسهم واقنعوا أتباعهم أنهم لا يدخلون الى المنطقة التي حرمت التوراة دخولها ولكن الحقيقة ان كل زيارات واجتياحات اليهود المتطرفين للأقصى لا تحدث من اجل أسباب دينية ولكنها تتم لأسباب سياسية من اجل مضايقة المسلمين واستفزازهم لأن من يريد ان يصلي في القدس من اليهود يستطيع ان يصلي في أي من المعابد اليهودية المنتشرة هناك في القدس الغربية بالإضافة الى انه يستطيع الصلاة عند حائط المبكي وهو المكان الأكثر قداسة لدى اليهود خاصة وان استمرار اجتياح الأقصى لم يعد يهدد السلام الإقليمي فحسب ولكنه يهدد أيضا السلام العالمي.

 

وكشفت الصحيفة العبرية ذات التوجه العلماني ان الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كانت لديها قائمة كاملة بالفتاوى اليهودية التي تحظر على اليهود اقتحام جبل الهيكل وساحة الأقصى ولكن كل الحكومات الإسرائيلية دون استثناء غضت النظر تماما عن هذا الأمر وسمحت لليهود باقتحام الأقصى مستخدمين في ذلك مصطلحات دينية وتحت مسمى حرية العبادة وهو الأمر الذي قوى الاعتقاد الإسلامي بأن إسرائيل تفكر وتخطط في هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث بدلا منه.

 

وأنهت الصحيفة تقريرها قائلة "ان الحكومة الإسرائيلية الحالية لو قامت بتفعيل فتاوى الحاخامات الكبار ومنعت اليهود من دخول الأقصى ستكون قد اتخذت قرارا يساهم وبقوة في إيقاف رحى الحرب الدينية التي تزيد كل يوم بين المسلمين واليهود وهو الأمر الذي من الممكن ان يؤدي الى تحجيم الصراع في المسائل السياسية ليس أكثر والصراع السياسي من الممكن ان يحل وبسهولة من خلال المفاوضات والاتصالات الجدية وهي المفاوضات القادرة على إعادة جو الثقة بين الطرفين الإسرائيلي والإسلامي" حسب وصفها.

 

الجدير بالذكر ان كاتب هذا التقرير هو الحاخام اليهودي نفتالي رتنبرج وهو حاخام منطقة جبل هادار ورئيس لجنة الثقافة اليهودية بمؤسسة وان لاير بالقدس وأستاذ مشارك للأدب اليهودي بجامعة كولج بالقدس

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.