تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تجميد الاستيطان مقابل اتفاق أمني مع الولايات المتحدة

           اتفاق أمني بعيد المدى مع الولايات المتحدة كجزء من التسوية الدائمة مقابل استمرار تجميد البناء في الضفة الغربية – هذه هي، برأي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هي الصيغة التي ستسمح باستمرار المفاوضات مع الفلسطينيين وهدفها الوصول الى اتفاق في غضون سنة. على هذه الصيغة يمكن أن نتعرف من أحاديث مع محافل في المحيط القريب لرئيس الوزراء، الذي سيلتقي في نيويورك اليوم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون.

          بعد تراشق الكلمات العلنية بين الرئيس الامريكي براك اوباما الذي أعرب عن استيائه من اقرار البناء لالاف الشقق في شرقي القدس وبين نتنياهو الذي أوضح في رد حازم بان القدس ليست مستوطنة، يشخصون في محيط رئيس الوزراء استعدادا لدى كبار المسؤولين في الادارة الامريكية "لتخفيض مستوى اللهيب" ومحاولة ايجاد السبيل لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.

          لدى عودته الى البلاد يعتزم نتنياهو أن يطرح على وزراء المجلس الوزاري عرضا أمريكيا سخيا: اتفاق أمني لعشر سنوات يقدم ردا على مصادر قلق اسرائيل. بالمقابل يوافق نتنياهو على مواصلة تجميد البناء لعدة اشهر اخرى، في اثنائها تدار مفاوضات حثيثة لتسوية دائمة يستغرق تطبيقها عشر سنوات.

          ويحرص نتنياهو على الحديث عن "اتفاق امني مع الولايات المتحدة" وليس فقط عن "ترتيبات أمنية". مثل هذا الاتفاق يأتي ليس فقط لاقناع الوزراء على الموافقة على استمرار التجميد، بل وايضا، وبالاساس، لتلبية احتياجات امنية لحالة تكون اسرائيل فيها مطالبة بالانسحاب من مناطق في يهودا والسامرة للسماح باقامة دولة فلسطينية. في الواقع الجديد الذي سينشأ على الارض ستضطر اسرائيل الى تعزيز منظومات الدفاع ضد الصواريخ، معلومات جارية من الاقمار الصناعية الامريكية وغيرها.

          كما يخشى نتنياهو من أن انسحاب القوات الامريكية من العراق سيؤدي الى استئناف الجبهة الشرقية ويسمح لمحافل معادية من ايران بالتسلل الى الضفة الغربية في محاولة لتنفيذ عمليات في اسرائيل. وهذا الامر يؤكد فقط الحاجة الى اتفاق امني كهذا. يمكن الافتراض بان مستشاري نتنياهو بدأوا منذ الان البحث مع نظرائهم الامريكيين على الاتفاق الامني.

          مصادر تعرفت على ما يجري من مداولات بين نتنياهو والامريكيين تقدر بان رئيس الوزراء سيكون مستعدا لمواصلة التجميد على ألا يشمل هذا البناء  حول القدس والكتل الاستيطانية التي ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية حسب التفاهمات مع ادارة بوش. نتنياهو يرى في هذه المسألة عائقا يمكن التغلب عليه اذا كانت هناك بالفعل ارادة لاجتياز الرواق نحو غرفة المباحثات، على حد تعبير رئيس الوزراء.

          ويتوقع نتنياهو أن تؤدي المفاوضات مع الفلسطينيين الى استئناف المحادثات مع  سوريا ومع دول عربية اخرى ايضا.

 

 اما الصيغة الامريكية المقترحة

          للامريكيين أيضا توجد صيغة لاستئناف المفاوضات وهي ستعرض اليوم على رئيس الوزراء نتنياهو في نيويورك.

          سبق للولايات المتحدة ان اقترحت في الماضي بان تجمد اسرائيل البناء في المستوطنات مقابل رزمة امتيازات امنية، ولكن الاقتراح الامريكي الجديد سيتضمن عنصرا اضافيا وجوهريا. ان يتعهد نتنياهو للبحث في مسألة الحدود منذ المرحلة الاولى من المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين – وبالمقابل تعمل الولايات المتحدة على الحصول على موافقة فلسطينية على "استمرار البناء المحدود بشكل موضعي في أماكن معينة سبق أن بدأ البناء فيها". كما تطلب الولايات المتحدة الا تحرج اسرائيل بالاعلانات عن حث مشاريع واقرار عطاءات في المناطق.

          الصيغة الدقيقة التي ستعرض على نتنياهو لم تتبلور نهائيا بعد، وفي وزارة الخارجية الامريكية يواصلون العمل عليها على أساس المحادثات التي اجرتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ومع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط.

          وأعلنت كلينتون أمس بان الادارة الامريكية ستنقل الى السلطة الفلسطينية مساعدة بمبلغ 150 مليون دولار. وفي لقاء اليوم مع نتنياهو ستطلب منه تفسيرات في اعقاب الاعلان عن بناء الف وحدة سكن في هار حوما؛ وستحاول الاستيضاح هل هو حقا ملتزم بالمسيرة السلمية. ويشددون في الادارة على أن الرئيس اوباما يصدق ما يقوله نتنياهو في أن وجهته نحو التسوية مع الفلسطينيين ولكن هناك في الادارة من هم غير مقتنعين بان هذه بالفعل نية رئيس الوزراء. وحتى نائب الرئيس جو بايدن الذي يصف نفسه بانه "صديق نتنياهو" قال هذا الاسبوع لنشطاء يهود انه لا يعرف اذا كان نتنياهو بالفعل يعتزم تنفيذ تنازلات اليمة كي يصل الى السلام أم انه يصرح بذلك فقط كي يرضي العالم.

                                                                صحيفة يديعوت11-11-2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.