تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هآرتس..زيارة نتنياهوالى أمريكا أظهرته كرافض للسلام

رحلة زائدة وضارة

بقلم: أسرة التحرير

 

          سفر رئيس الوزراء بنيامين الاسرائيلي نتنياهو هذا الاسبوع الى الولايات المتحدة ألحق باسرائيل ضررا سياسيا، خرب العلاقات مع الادارة الامريكية وعرض مرة اخرى نتنياهو كرافض للسلام، يبحث فقط عن المعاذير والعراقيل كي يتملص من القرارات الحاسمة.

          نتنياهو انطلق الى المؤتمر السنوي للجاليات اليهودية في نيو اورلينز ومن هناك واصل طريقه الى نيويورك. تعزيز العلاقة مع يهود الشتات هو بالتأكيد هدف جدير، ولكن نتنياهو استغل المنصة التي منحت له كي يحرج ادارة اوباما. دعوته العلنية للامريكيين بان يطرحوا "تهديدا عسكريا مصداقا" على ايران، كشفت فقط الخلافات بينه وبين الادارة وعرضت اسرائيل كقارعة لطبول الحرب، تسعى الى جر امريكا الى ورط اضافية في الشرق الاوسط. لا غرو ان تصريح نتنياهو أثار رد فعل مضاد من جانب وزير الدفاع روبرت غيتس.

          نتنياهو ركز على التحذير من ايران ومن "نزع الشرعية" عن اسرائيل ودحر جانبا المسيرة السلمية مع الفلسطينيين. وبدت رسائله متناسقة مع الخطاب الفضائحي لوزير الخارجية افيغدور ليبرمان في الجمعية العمومية للامم المتحدة.

          وعندها نشرت التقارير عن اقرار مخططات بناء كبرى في هار حوما وفي احياء اخرى في شرقي القدس. وعلق نتنياهو مرة اخرى في خلاف علني مع الرئيس براك اوباما، اهان نائب الرئيس جو بايدن، الذي كان قبل ذلك أثنى عليه في خطاب حماسي. واضطر نتنياهو الى ادارة "حديث ايضاح" مع بايدن – الذي أحرجه في ظروف مشابهة قبل ثمانية اشهر، باعلان خطط البناء في رمات شلومو في اثناء زيارة نائب الرئيس الى القدس.

          مع نهاية الزيارة ألمح نتنياهو بانه سيوافق على تجميد اضافي في المستوطنات ولكنه طرح مطالب مبالغا فيها بالمقابل: مساعدة أمنية واسعة من امريكا وتوقيع كل الدول العربية (باستثناء سوريا) على اتفاقات سلام مع اسرائيل، بالتوازي مع الفلسطينيين.

          يبدو أن نتنياهو سعى الى أن يظهر بان انتصار الجمهوريين في الانتخابات للكونغرس يحصنه من ضغوط الادارة وان يده هي العليا في الخلاف حول المستوطنات. هذا نهج قصير النظر وخطير على مصالح اسرائيل، التي تحتاج الى صداقة متينة مع الولايات المتحدة.

                      

                                        هآرتس – افتتاحية -  12/11/2010

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.