رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وضع أمس وزراء اللجنة الوزارية السباعية في صورة ان الادارة الامريكية طلبت من اسرائيل استئناف تجميد البناء لثلاثة أشهر اخرى، وبالمقابل ستوافق على منح اسرائيل رزمة حوافز سياسية – أمنية. محفل السباعية أجرى أمس بحثا ليليا في عناصر العرض الامريكي.
وكان العرض طرح على نتنياهو لدى لقائه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في نيويورك يوم الخميس الماضي. وحسب العرض تعلن اسرائيل تجميد اضافي للبناء في المستوطنات لمدة ثلاثة اشهر اضافية.
وينطبق التجميد على كل البناء الجديد الذي بدأ بعد انتهاء جولة التجميد الاولى، في 26 ايلول. ومع ذلك، فان التجميد لن ينطبق على القدس، والولايات المتحدة تتعهد الا تطالب بعد ذلك بتمديد اضافي لتجميد البناء.
وبالمقابل ستطلب الادارة من الكونغرس اقرار تزويد اسرائيل بـ 20 طائرة قتالية متطورة من طراز اف 35 بقيمة 3 مليار دولار. اضافة الى ذلك، اذا ما وقع اتفاق سلام مع الفلسطينيين، فستوقع الولايات المتحدة مع اسرائيل على اتفاق امني منفصل وشامل. المباحثات لبلورة التفاهمات الامنية بين اسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ في الاسابيع القريبة القادمة.
كما أنه في السنة القريبة القادمة ستستخدم الولايات المتحدة حق النقض الفيتو في مجلس الامن وتعارض في الامم المتحدة وفي محافل دولية اخرى مبادرات مناهضة لاسرائيل في المواضيع التالية: محاولات فرض تسوية سياسية على اسرائيل والاعلان من طرف واحد عن اقامة دولة فلسطينية؛ هجمة نزع الشرعية ضد اسرائيل؛ ومحاولات حرمان اسرائيل من حق الدفاع عن النفس.
في لقائهما يوم الخميس طلبت كلينتون من نتنياهو بانه مع استئناف محادثات السلام سيوافق على الشروع في مفاوضات مكثفة لترسيم حدود الدولة الفلسطينية. الامريكيون يطلبون بان يرسم نتنياهو حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية حسب نهجه، ويوضح كم نسبة من الضفة الغربية مستعد لان ينسحب منها في صالح اقامتها. نتنياهو لم ينقل بعد جوابا للامريكيين، واللقاء، الذي استغرق سبع ساعات، لم ينتهِ باختراق.
الكلمة الاساس التي استخدمها الطرفان كانت "فورمولا" (معادلة او صيغة) – أي الصيغة التي ستسمح بتحقيق موافقة فلسطينية لاستئناف المحادثات. الاتصالات حول هذه الصيغة تضمنت رزمة امتيازات سياسية وأمنية تحصل عليها اسرائيل من الادارة الامريكية، ولكن أيضا سلسلة من الخطوات التي يتعين على اسرائيل تنفيذها بالمقابل.
رئيس قسم الشرق الاوسط في البيت الابيض، دان شبيرو عرض جزءا من عناصر الصيغة في حديث مؤتمر اجراه يوم الجمعة مع زعماء اليهود. وحسب ما نشر في صفحة "The Cable" على الانترنت، قال شبيرو للزعماء اليهود ان الرزمة ستتضمن نشاطات دبلوماسية امريكية ضد محاولات نزع الشرعية عن اسرائيل في الساحة الدولية.
وحسب ما نشر، ستتضمن الرزمة الخطوات التالية: استمرار المساعي لصد كل بحث او خطوة في الامم المتحدة حول تقرير غولدستون؛ تعهد امريكي بصد قرارات مناهضة لاسرائيل حول الاسطول الى غزة؛ ضمانات امريكية لاحباط قرارات امريكية للرقابة على المنشآت النووية في اسرائيل؛ تعهد امريكي بزيادة الضغط على ايران وسوريا في كل ما يتعلق بمحاولاتهما تطوير سلاح نووي. وأغلب الظن، تضمنت الرزمة ايضا مساعدة امنية جمة وتزويد الجيش الاسرائيلي بوسائل قتالية متطورة.
المكان الوحيد الذي أغلب الظن عبر فيه نتنياهو بالنسبة لاستعداده للبحث في حدود الدولة الفلسطينية كان في حديث ثنائي أجراه مع الرئيس براك اوباما في البيت الابيض في 6 تموز. ما قاله نتنياهو في هذا الموضوع في ذاك اللقاء المغلق هو الذي دفع الرئيس اوباما الى ممارسة ضغوط هائلة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) للانتقال الى محادثات مباشرة مع اسرائيل.
ومع ذلك، في الجولات الثلاثة بين عباس ونتنياهو رفض الاخير البحث بجدية في مسألة الحدود. نتنياهو لم يعرض على عباس أي موقف في موضوع الحدود، وطلب البحث مسبقا بالترتيبات الامنية، بل ورفض ان يتلقى من عباس وثيقة تفصل الموقف الفلسطيني في موضوع الحدود والامن وتضمن خريطة.
اوباما غاضب جدا على نتنياهو وسلوكه في الشهرين الاخيرين، ولا سيما في كل ما يتعلق برفض اقتراحه لكتاب الضمانات مقابل تمديد التجميد لستين يوما. كما شعر الرئيس الامريكي بانه خدع بمحاولات نتنياهو تأجيل البحث في الحدود بمعاذير مختلفة. احدى الرسائل المركزية في اللقاء مع كلينتون كان أنه عندما يعود الرئيس اوباما من آسيا سيجري نقاشا في موضوع المسيرة السلمية وسيقرر مصير رزمة الحوافز التي يبدي اهتماما بمنحها لنتنياهو.
هآرتس 14/11/2010
