رفض العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أن تقوم بلاده بأي دور أمني في الضفة الغربية، مشدداً على أن عمّان "لا تقبل حتى مناقشة هذا الطرح،" محذراً من أن العالم برمته سيدفع ثمن الفشل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".
وقالت شبكة الـ CNN، إن الملك عبدالله أعرب عن رفض الأردن للخيار العسكري في التعامل مع ملف إيران النووي، كما أنه نفي التحدث عن "هلال شيعي" تعتزم طهران إقامته في المنطقة، مشيراً إلى أنه كان "قلقا من أجندة البعض في الحكومة الإيرانية التي تستهدف خلق انطباع بوجود هذا الهلال"، محذراً في الوقت نفسه من الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة.
وأكد الملك الأردني، خلال تحدثه في جلسة حوارية في المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس، أن الأردن لن يقبل باستبدال الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بجيش أردني، لافتا إلى أن ما يريده الفلسطينيون هو حقهم في دولتهم المستقلة.
وقال عبدالله، إن الدور الوحيد الذي سيظل الأردن يقوم به هو "مساندة الأشقاء الفلسطينيين على إقامة دولتهم المستقلة علي ترابهم الوطني"، ورفض أي حديث عن "الخيار الأردني"، مؤكدا أن هذا مرفوض من قبل الأردنيين والفلسطينيين، وأنه إذا لم يتحقق حل الدولتين، فإن البديل هو خيار الدولة الواحدة.
وأعرب العاهل الأردني عن "تشاؤمه للمرة الأولي" من الوضع الذي آلت إليه جهود تحقيق السلام وحل الصراع، وقال خلال الجلسة التي أدارها الإعلامي في CNN فريد زكريا، إن الأمور "ستزداد سوءا إذا لم يتم التوصل إلي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وبحسب عبدالله، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "ملتزم بحل الدولتين" داعياً "دور أميركي فاعل لاستئناف المفاوضات لأن مصداقية أميركا في المنطقة على المحك".
واعتبر أن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع في المنطقة، وأن حلها على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد للوصول إلي السلام في الشرق الأوسط، وقال إنه إذا ما تم التوصل لحل لها، ستحل العديد من الملفات الساخنة في المنطقة.
وشدد عبدالله، على رفض الأردن للخيار العسكري في التعامل مع إيران، داعيا إلي التوصل إلي حل دبلوماسي للأزمة.
ولدى سؤاله عن موضوع "الهلال الشيعي" الذي سبق له الإشارة إليه باعتبار، أنه يمتد من إيران إلى لبنان عبر العراق وسورية نفي عبدالله أن يكون قد تحدث عن "هلال شيعي" بهذه الصيغة، مضيفاً أن ما كان قاله هو أنه كان قلقا من أجندة البعض في الحكومة الإيرانية التي تستهدف خلق انطباع بوجود هذا الهلال.
وأضاف: "ما حذرت منه هو إستراتيجية سياسية كانت ستؤدي في النهاية إلي فتنة سنية شيعية.. خلال الحرب الإيرانية التي بدأت حربا حول الأرض وتحولت لاحقا إلي قضية بين العرب والفرس، وهذا أمر أعتبره خطأ، لم يتم الحديث قط عن الجانب المذهبي لأن اللعب بهذا الموضوع يشكل كارثة".
وتناول العاهل الأردني أيضاً ملف الإرهاب، مشيراً إلى أن "العالم العربي والإسلامي يواجه مجموعات إرهابية تحاول تشويه الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة"، محذراً من أن الأردن "سيهاجم من يحس بأن يعتزم مهاجمته".
