تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اعتصام تضامني مع الاسرى في سجون الاحتلال

قياديون يدعون إلى إنهاء الانقسام ومضاعفة الجهود لنصرة الأسرى ويستغربون تجاهل العالم لقضيتهم

 

مع اقتراب السابع عشر من نيسان يوم الأسير الفلسطيني تتصاعد الفعاليات التضامنية مع أسرانا في سجون الاحتلال الذين أناروا لنا طريق الحرية والكرامة، فقد نظمت مؤسسة الأسرى والشهداء "مهجة القدس"في حركة الجهاد الإسلامي أمس اعتصاماً تضامنياً مع أسرانا البواسل أمام مقر الصليب الأحمر في غزة،  حضره العديد من قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي، وحشد من أمهات الأسرى اللواتي رفعن صور أبنائهن القابعين في سجون الاحتلال، ورايات حركة الجهاد والفصائل الأخرى.

وأكد المتحدثون على أهمية قضية الأسرى بالنسبة لشعبنا، مشددين على ضرورة مضاعفة الجهود لنصرة هذه القضية العادلة، مستغربين في الوقت نفسه من تجاهل العالم والعرب على وجه الخصوص لمعاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، فيما يتبنون قضية شاليط..!!، ودعا المتحدثون إلى إنهاء الانقسام المدمر وتوحيد الجهود لنصرة قضية الأسرى.   

واجب شرعي

القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام ألقى كلمة الحركة أكد خلالها أن الوقوف إلى جانب الأسرى هو واجب شرعي ووطني وأخلاقي، مشيراً إلى أن قضية الأسرى هي قضيتنا جميعاً، وهي قضية كل فصيل وفرد في هذا الشعب، وأضاف أن هؤلاء الأبطال ساروا في طريقهم واختاروا هذا السبيل دفاعاً عن معتقداتنا ووطننا ومقدساتنا، لذلك وفاءً لهم يجب أن يكونوا حاضرين في كل المناسبات، ويجب أن نواصل الطريق الذي بدؤوه والذي دفعوا ثمناً غالياً من أجل الاستمرار فيه، مؤكداً أن قضية الأسرى هي رمز لهذا الصراع الذي فرض على شعبنا وعانى منه طويلاً، وهي الرمز الواضح  لمدى المظلومية التي يعيشها الفلسطينيون، مؤكداً أن العالم لم ينتبه لهذه المأساة والآثار التي تتركها قضية الأسرى في كل بيت تقريباً في هذا الوطن، وإنما العالم مشغول بقضايا ومسائل أخرى، لكننا بإذن الله لا يمكن ولن نخضع للضغوط ، وأضاف عزام: برامجنا سنرتبها وفق ما تمليه مصلحة شعبنا والضرورة، مؤكداً أن قضية الأسرى في كل الأحوال والظروف ستظل في الأولوية، وعلى سلم الاهتمامات بالنسبة للفصائل وكافة شرائح هذا الشعب.

هذا ولم يخف عزام صعوبة الموقف الذي نعيشه اليوم نتيجة الاحتلال والعدوان والانقسام، وبسبب غياب الموقف العربي الحازم والجاد، لكنه قال: لن نستسلم لهذه الظروف، ولن نتراجع عن خياراتنا، وأضاف: قد نمر بمرحلة أو فترة من الهدوء أو التهدئة كما يسمونها، لكن هذا لا يعني انتهاء المقاومة أو استسلامنا للظروف التي أنشأتها موازين القوى الظالمة التي نحكم المنطقة والعالم اليوم، مؤكداً أننا أصحاب حق سينتصر بإذن الله حتى لو طالت مرحلة النضال والجهاد والمقاومة ولن نتخلى عن مقاومتنا ولن نساوم على حقوقنا، لافتاً إلى أن ما يجري اليوم في المنطقة بشكل عام يؤكد مصداقية ما آمنا به طوال الوقت، مشيراً إلى الهجمة المسعورة على القدس والمقدسات تنسف أية أوهام نشأت في أي وقت من أنه يمكن التعايش مع الاحتلال ويمكن التسليم بالظروف التي أملتها وأنشأتها موازين القوى الظالمة، مؤكداً أننا كفلسطينيين مدعوون أكثر من أي وقت للتضامن والعمل من اجل استعادة وحدتنا، مؤكداً أن الانقسام أضر بنا جميعا، وأن قضية الأسرى التي نتحدث عنها اليوم طالما وحدت الفلسطينيين، وكانت دوما نقطة التقاء حتى مع وجود الاختلافات فالبرامج السياسية والرؤى الفكرية، حيث وحدتنا قضية الأسرى دوماً مشدداً على ضرورة أن تظل كذلك اليوم وغداً وبعد غد.  

وأكد عزام أن العالم الظالم لا يصغي لعذاباتنا ولا ينتبه أبداً لمأساة أسرانا وعوائلهم، لكن إسرائيل تجند كل قواها وحلفائها في العالم من أجل قضية الجندي الأسير، ورأى أنها مفارقة لا نستغرب منها على الإطلاق، لكنه أكد أننا  كفلسطينيين وعرب ومسلمين لا نحسن استخدام الأوراق التي بأيدينا، لافتاً إلى أن قضية الجندي الأسير يمكن أن يتحرك العالم كله من أجلها، لكننا وأمام مأساة آلاف من الأسرى والأسيرات نكاد نكون عاجزين عن عمل أي شيء حقيقي وجدي، وأكد أن الإضاءة الوحيدة في هذا الإطار عملية أسر الجندي والإصرار على تحقيق أكبر قدر من المطالب العادلة والمشروعة من أجل إتمام هذه الصفقة.

وأبدى عزام احترامه لكل جهد من القوى والفصائل وكافة شرائح شعبنا، مطالباً بمضاعفه هذا الجهد ومواصلته، مؤكداً أن تواصله لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تجاوزنا هذا الانقسام المر وما يخلفه من آثار سلبية في حياتنا جميعاً.

أسر الجنود

ومن جانبه استذكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش بعض الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وقال  كلمته أنه في ظل أزمتنا المستمرة وفي ظل هذا الألم الممتد تحتار الكلمات من أين تبدأ، وأضاف: أنبدأ من معاناة آمنة منى، أم من معاناة أحلام البرغوثي، أم من صرخات قاهرة السعدي، أم من تأوه فؤاد الرازم، ونائل البرغوثي وبسام السعدي وحسن يوسف، وتابع البطش يقول: من أين يبدأ شعبنا برحلة الألم؟  مؤكداً على حقنا في المقاومة والجهاد وعلى الوقوف خلف أسرانا البواسل، تاج رؤوسنا صمام أمان قضيتنا ودرع ثورتنا المنتصرة بعون الله، وأضاف البطش أن الأسرة الفلسطينية الواحدة لن تفرط بأسراها ولن تسمح لهذا العدو أن يتلاعب في مصيرهم، داعياً أبناء شعبنا وبالذات فصائل العمل الوطني والإسلامي وأذرع العمل العسكري على أخذ دورها في تحرير الأسرى والمعتقلين، وأكد البطش أن ذلك لا يكون، إلا إذا كان في قبضتنا المزيد من الأسرى الصهاينة، جنوداً ومستوطنين لكي نحاور الأعداء وغيرهم على إطلاق سراح أسرانا ومعتقلينا، ورأى أن هذا هو الخيار والطريق لمن أراد أن ينهي ملف ومعاناة الأسرى بسرعة.

وشدد البطش على ضرورة تفعيل قضية الأسرى والمعتقلين عربياً بحيث تصبح على جدول أعمال القادة العرب والمسلمين أسوة بما يتم تبنيه من الرئاسة الفرنسية والمستشارة الألمانية وبان كي مون وكل من يزور منطقة الشرق الأوسط الذي يصبح على جدول أعماله إطلاق سراح جلعاد شاليط، فيما ثمانية آلاف أسير وأسيرة يعانون يومياً في سجون الاحتلال لم يتم تبنيهم في جميع اللقاءات العربية الرسمية ولم يتم طرح قضيتهم في قمة العرب الأخيرة في سرت..!! وأضاف: كنا نأمل أن يتم فتح ملف الأسرى في قمتهم، لكنهم رفعوا أيديهم عن القدس والأسرى وفلسطين، وأعطوا العدو الصهيوني مطلق الحق في تغيير الواقع المعاش في القدس، وأعطوه تفويضاً رسمياً بأن يفعل ما شاء في القدس وفلسطين دون أن يحركوا ساكناً..!.

وشدد البطش على ضرورة إنهاء الانقسام الداخلي واستعادة وحدتنا الوطنية وتصعيد خياراتا وأن نعمل معاً من أجل قضايا الحق والعدل والإنصاف، ومن أجل كرامة الفلسطيني والفلسطينية والعقيدة والدين، ومن أجل أعراض المسلمين، وأضاف: من أجل مصالحنا جميعا لا بد أن نتوحد وأن ينتهي الانقسام، لتصبح فتح وحماس يداً بيد مع الجهاد والجبهتان والحزب وغيرهم من قوى المقاومة صفاً واحداً في مجابهة هذا العدو.

كما أشار البطش إلى معاناة مبعدي كنيسة المهد، وقال أنهم يتساقطون شهيداً تلو الشهيد ويموتون الواحد تلو الآخر ويفقدون الأبناء والأمهات وتكثر بيوت العزاء عندهم دون أن يتحرك ساكن لعودتهم إلى أهلهم وبيوتهم، ورأى أنه من العار أن نبقى منقسمين فيما يتوحد عدونا خلف قضية عقائدية، ويريد أن يبني الكنس في الأقصى ويقاسمنا الصلاة فيه.

وخلص البطش للقول أن لا أصدق من السيف، فالسيف أصدق أنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب، وهذا ما ينبغي أن تكون عليه مواقفنا وأن تمارسه مقاومتنا، وأن يكون بأيدينا ما يمكن به إطلاق أسرانا البواسل.

قضية وحدوية

ومن ناحيته ألقى أمين سر لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية رفيق حمدونة كلمة خلال الاعتصام عبر خلالها عن تحياته للأسرى والأسيرات خلف القضبان، مؤكداً أنه لا يمكن أن نتركهم وحيدين في هذه المعركة، معركة مقارعة عدونا، معركة الموت البطيئ، وأضاف: إننا جئنا فصائل العمل الوطني والإسلامي كي نؤكد أننا لن نكون ممن يدعون إلى موسمية التضامن مع هذا الملف وهذه القضية، وسنجعل منه قضية نضال وطني يومي يجب أن يشارك فيها كل فصائل العمل الوطني والإسلامي بكل مشاربها السياسية والحزبية والاجتماعية، وأضاف لا نرى في فصائل العمل الوطني والإسلامي المشاركين في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن هناك ما يبرر استمرار الانقسام في التضامن مع الأسرى، لا سيما وأن قضية الأسرى كانت ولا تزال العنوان يكاد يكون الوحيد الذي لا يمكن أن نختلف عليه بالمطلق، وأضاف أنه آن الأوان أن نجعل من هذا الملف وهذا العنوان الذي يوحدنا أساساً لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ولازالت وثيقة الأسرى التي صدرت عنهم في سجون الاحتلال أساساً صالحاً لإنهاء الانقسام، داعياً الجميع إلى بذل الغالي والنفيس من أجل إنهاء الانقسام المقيت الذي يدمر أسرانا في سجون الاحتلال ويزيد من عبء الاعتقال عليهم بعبء جديد أساسه الضغط عليهم نفسياً ومعنوياً وجسدياً في ظل عدم قدرتنا على تأليب شارعنا الفلسطيني أولاً، وتحريكه على التضامن مجتمعين لنصرتهم خلف القضبان، وأضاف حمدونة أن يوم الأسير يأتي هذا العام وأسرانا لا يزالون يتعرضون إلى أبشع هجمة صهيونية عرفها التاريخ، وأشار حمدونة إلى أن هناك الكثير من الأساليب القديمة الجديدة والمستحدثة التي يتم اللجوء إليها في خضم معركتهم مع الاحتلال الذي يهدف إلى تحطيمهم وقتل جدوة الحياة والنضال فيهم، وهم كانوا ولا يزالوا يمثلون قوى شعبنا الحية في معمعان الصدام والمواجهة اليومية مع العدو الصهيوني، ويقفون في خط المواجهة والتماس الأول مع هذا العدو.

وأضاف: إن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية تعتبر أن هذه اللجنة كانت ولا تزال الحاضنة التي يجب أن تحتضن كل ما له علاقة بإسناد أسرانا في سجون الاحتلال، وأضاف: لا أرى ما يبرر أن نحتفل هنا  في غزة بشكل أو بآخر، وهناك في رام الله بشكل وبآليات أخرى، مؤكداً أننا يجب أن نتوحد من خلف هذا الملف، وأن نقف وقفة رجل واحد مع أسرانا في سجون الاحتلال، وخاطب حمدونة حركتي فتح وحماس قائلاً: إن وحدتنا هي صمام الأمان لصيانة مشروعنا الوطني أولاً وحماية أسرانا الذين دفعوا سني عمرهم خلف القضبان، داعياً إلى إنهاء الانقسام حتى نتمكن من إسناد أسرانا كي ينالوا حقهم في نيل حريتهم.

جبهة مقاومة

ومن جهته أكد ياسر مزهر من مؤسسة الشهداء والأسرى "مهجة القدس" على عدالة قضية الأسرى، وقال: إن المطالب التي خاض من أجلها الأسرى في المعتقلات الصهيونية هي مطالب مشروعة كفلتها لهم المواثيق والمعاهدات الدولية والمؤسسات الحقوقية في العالم، مؤكداً أن الأسرى هم جبهة المقاومة المتقدمة وخندق الممانعة العتيد، وجدار التحدي الشامخ والصخرة التي تتحطم عليها كل أحلام الصهاينة في كسر إرادة وصمود أبطالنا البواسل، وأضاف مزهر أن الأسرى عندما يعلنون خطواتهم النضالية إنما جاءت بعد سلسلة طويلة من المعاناة والبطش والإرهاب التي مارستها ما تسمى دائرة مصلحة الصهيونية، وإدارة السجون في الكيان الصهيوني، واحتجاجاً على الإجراءات القمعية المتبعة ضد المعتقلين وذويهم، والتي تتمثل في منع أهالي الأسرى من زيارة أبناءهم في المعتقلات تحت حجج أمنية واهية، بالإضافة إلى سياسية التفتيش العاري ومنع مواصلة التعليم، والإهمال الطبي المتعمد وما ترتب عليه من استشهاد 197 أسيراً في سجون العدو الصهيوني، بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة التي يحياها الأسرى وعلى رأسها سياسة العزل الانفرادي، وأوضح مزهر أنه أمام هذه الانتهاكات الخطيرة التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى فقد قرر الأسرى الإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام في الشهر الجاري، كما قرر الأسرى وذويهم الامتناع عن الزيارات كخطوة احتجاجية بسبب ما تقوم به إدارة السجون وقوات الاحتلال من ممارسات بحقهم خلال مرورهم عبر الحواجز وحرمان العديد من العائلات من زيارة أبنائهم وتحديداً أسرى قطاع غزة.

وأكد مزهر على حق الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال لتحرير الوطن والمقدسات من دنسه، وشدد على القيام بفعاليات متواصلة ومستمرة في الأراضي الفلسطينية كافة لدعم مطالب الأسرى العادلة حتى تحقيق مطالبهم، والتواصل مع الأسرى في المهجر للقيام بسلسة فعاليات وعقد ندوات وإقامة معارض للتعريف بقضية الأسرى وإظهار معاناتهم، ودعا مزهر إلى رفع دعاوي من الحقوقيين الفلسطينيين والعرب ضد الكيان الصهيوني لفضح ممارساته وإجباره على الإذعان لحقوق الأسرى التي كفلتها معاهدة جينيف الرابعة، كما طالب مزهر المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية بتكثيف العمل والحملات الإعلامية والتواصل الجماهيري للتعريف بقضية الأسرى والمعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم وتخفيف معاناتهم، كما دعا إلى القيام بحملات إعلامية وتنظيم اعتصامات والإضراب عن الطعام بمشاركة المجتمع المدني في البلاد العربية والإسلامية والجاليات العربية والإسلامية في الدول الأجنبية حتى نبين معاناة الأسرى وظروفهم، وفضح سياسية العدو وكشف ممارساته الهمجية وجرائمه الجبانة تجاه أكثر من ثمانية آلاف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، كما دعا مزهر إلى التوجه للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي لاستصدار قرار حول اعتبار الأسرى في معتقلات الاحتلال كأسرى حرب وفق اتفاقيات جينيف وفقاً لأحكام القانون الدولي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.