في الأول من يناير تصادف ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة الـ 46، تلك الانطلاقة التي نقلت قضيتنا إلى محافل العالم كقضية شعب له حقوق بدءاً بالعودة ووصولا لإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. لقد جاءت انطلاقة حركة فتح لأخذ الشعب الفلسطيني بزمام قضيتهم من الوصاية العربية التي انتهت باحتلال عام 1967 لتصبح بأيدي أبنائها،على طريق التحرير والاستقلال من رجس الاحتلال .
لقد قدم شعبنا وثورته الفلسطينية خلال مسيرة الكفاح الطويلة وعلى مدار عشرات السنين أعظم التضحيات من الشهداء والجرحى والأسرى والمبعدين، وشملت هذه القائمة المباركة كافة شرائح شعبنا، لتشكل رافعة للفعل النضالي والسياسي الفلسطيني، وضمانة للقيادة الفلسطينية كي تبقى متمسكة بحقوق شعبنا وثوابته الوطنية .
لقد تمكنت القيادة الفلسطينية من حشد اعتراف إقليمي ودولي لحقوق شعبنا العادلة، بدءاً من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومرورا باعتراف أكثر من مئة وعشرين دولة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وصولا لبدء اعتراف دول العالم بدولة فلسطين العتيدة على حدود الرابع من حزيران 1967.
إن هذا الإنجاز السياسي الكبير ساهم في وضع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في حالة عزلة دولية متفاقمة، وأصبحت أمام العالم هي المعطل لأية تسوية سياسية من خلال تنكرها لقوانين ومواثيق وقرارات الشرعية الدولية المعترفة بحقوق شعبنا وكذلك استمرارها في مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتوسيع الاستيطان، الأمر الذي بات يستنكره ويرفضه العالم بأسره بما في ذلك حلفاء إسرائيل التاريخيين.
بهذه المناسبة المجيدة المتزامنة مع بداية العام الجديد نتقدم من شعبنا الفلسطيني بأحر التهاني في سيره الحثيث على طريق الحرية والدولة والقدس عاصمتنا الأبدية .
