أكدت مصادر فلسطينية موثوقة لمحطة الاخبار السورية أن عدداً كبيراً من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" طلبوا من زميلهم المعلقة عضويته في اللجنة المركزية محمد دحلان تهدئة الوضع، ومغادرة الوطن، والإقامة في الخارج، وعدم الإدلاء بأية تصريحات مستفزة ومحرضة ضد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، كي يعطيهم فرصة لاقناع الرئيس محمود عباس على وقف ملاحقته، وتحقيق مصالحة بينهما. ووعد هؤلاء، أعضاء اللجنة المركزية، بإجراء الاتصالات والمشاورات الجادة للملمة هذه القضية في أسرع وقت ممكن، وإغلاق ملفها حتى لا يُساء أكثر لحركة فتح.
مصادر عديدة أكدت أن دحلان أجرى العديد من الاتصالات مع أصدقائه في العديد من الدول طالباً منهم التدخل ومساعدته لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، إذ يصر الرئيس عباس على عزل دحلان من اللجنة المركزية، ويتهمه بأنه يحاول المس بالنظام العام في الضفة من خلال تشجيع الفلتان الأمني. ويتهمه عباس، وكذلك أعضاء في حركة فتح، ورئيس الوزراء سلام فياض، بأنه يحاول تخريب مشروع إقامة الدولة الفلسطينية من خلال تصرفاته على أرض الواقع.
وتلبية لرغبة هؤلاء الأصدقاء في اللجنة المركزية، ولنصيحة أصدقائه في الخارج الذين هم على علاقة قوية مع عباس أيضاً، توجه دحلان إلى القاهرة، وقرر الإقامة هناك في هذه الفترة حتى "تبرد" الأجواء، وتهدأ العاصفة ضده.
وذكرت بعض المصادر الفلسطينية، والصحفية الاسرائيلية أيضاً، أن دحلان على علاقة جيدة مع سيف الاسلام، نجل الرئيس الليبي معمر القذافي، وهي علاقة "تجارية" (Business)، وقد تكون أيضاً سياسية أيضاً ضد عباس، لكن دحلان أبلغ أصدقاءه أن علاقته مع سيف الاسلام هي علاقة شخصية، وهناك أمور عمل مشتركة بينهما لا علاقة لها بالسلطة أو بحركة فتح.
تتوقع مصادر فلسطينية أن تهدأ الزوبعة ضد دحلان عندما يتدخل وبقوة أصدقاؤه في الخارج لدى عباس، ولكن الأخير سيبقى حذراً من الأول (دحلان) مهما كانت التسوية، وسيراقبه، وقد يُبقي حالة تعليق عضويته في اللجنة المركزية قائمة لعدة شهور، وسيتنازل فقط عن فكرة فصله في الوقت الحاضر نزولاً عند رغبة هؤلاء المتدخلين أو الوسطاء.
مصادر عديدة أكدت ان هذه "الزوبعة" ستهدأ قريباً، وان دحلان سيجتاز المرحلة ولكنه قد يدفع ثمن تجاوزها كثيراً، وسيخرج منها أضعف مما كان عليه في السابق، وقبل إندلاع الأزمة أو الزوبعة.
