تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رغم النصائح الطبية الشائعة.. دراسة تؤكد العادات الصحية والرياضة لا تقي من الإصابة بالزهايمر

مصدر الصورة
sns - وكالات

 

محطة أخبار سورية

أشارت دراسة أجريت حديثاً إلى عدم وجود دليل على وجود علاقة بين العادات الصحية مثل ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية وبين الإصابة بمرض الخرف الشيخوخي أو مظاهر التدهور الإدراكي الأخرى.

 

وكان العديد من الخبراء والأطباء قد نصحوا بممارسة الرياضة بشكل منتظم وتناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3 omega-3 وغيرها من الأطعمة الصحية وكذلك الانشغال الدائم وملء أوقات الفراغ كوسائل للوقاية من الإصابة بمرض خرف الشيخوخة "الزهايمر" Alzheimer’s disease والذي ينتج عنه ضعف الذاكرة والعديد من القدرات الإدراكية الأخرى.

 

لكن الخبراء في وكالة المعاهد القومية للصحة National Institutes of Health والذين كونوا لجنة مستقلة لبحث هذا الأمر، أشاروا إلى أنه لا يوجد دليل قاطع على وجود علاقة بين أي من الوسائل السابق ذكرها والوقاية من مرض الزهايمر.

 

قد تبدو النتائج التي خلصت لها هذه اللجنة محبطة للكثيرين، لكن الأمر ليس بهذا السوء كما يقول دكتور كارل سي. بيل، أحد أعضاء اللجنة رئيس معهد أبحاث الشباب Institute for Juvenile Research وأستاذ الطب النفسي والصحة العامة بجامعة إلينوي بشيكاغو University of Illinois at Chicago ورئيس مجلس صحة المجتمع العقلية Community Mental Health Council.

 

وقامت اللجنة بتطبيق العديد من المعايير العلمية الدقيقة للدراسات السابقة لمعرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين مرض الزهايمر وأي من الوسائل التي نصحت بها العديد من الدراسات ووجدنا أن لا يوجد دليل قاطع"، كما قال بيل لموقع ويب ميد WebMD الطبي.

 

على الرغم من ذلك يرى بيل أنه لا يجب أن يُصاب الناس بخيبة الأمل وتتفق معه في هذا دكتورة مارتا دافيغلاس، رئيسة اللجنة أستاذة الطب الوقائي في كلية طب فينبرغ بجامعة نورث ويسترن Northwestern University's Feinberg School of Medicine.

 

وقالت مارتا دافيغلاس "عدم وجود أدلة الآن لا يعني أننا لن نكتشف أدلة في ما بعد، نقوم الآن بإجراء أبحاث في العديد من المجالات التي تنبئ بالخير مثل الأطعمة التي تحتوى على الأحماض الدهنية أوميغا-3 omega-3 والرياضات البدنية وتنشيط القدرات الإدراكية".

 

ويعاني حوالي 3.5 مليون من الأمريكيين من مرض الزهايمر والذي ظهرت أعراضه على الغالبية العظمى منهم بعد سن الـ65.

 

تم نشر التقرير الذي أصدرته اللجنة مصاحباً بالمعلومات التي بنيت عليها الدراسة في مجلة سجلات الطب الباطني Annals of Internal Medicine.

 

أمضت اللجنة المكونة من 15 من الخبراء المستقلين ثلاثة أيام في شهر إبريل (نيسان) للنظر في المعلومات التي جمعها خبراء من مركز جامعة ديوك الطبي Duke University Medical Center ومركز درهام الطبي العسكري Durham Veterans Administration Medical Center.

 

قامت بريندا ل. بلازمان، الباحثة بمركز جامعة ديوك الطبي، وزملاؤها بإمداد اللجنة بملف يتضمن 127 من الدراسات الإحصائية المنهجية يتضمن كل منها حوالي 300 حالة أو أكثر و22 من الدراسات الجزافية تتناول على الأقل 50 حالة تمت متابعتها على مدى نحو عام، و16 دراسة منهجية تبحث في الوسائل المتعارف عليها للوقاية من الزهايمر.

 

وقام أعضاء اللجنة بتغطية العديد من الأمور مثل العادات الغذائية والعوامل الطبية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة للعقاقير التي يتم تناولها والتعرض للمواد السامة وكذلك الضفات الوراثية.

 

يقول أعضاء اللجنة إنه من الصعب التوصل لاستنتاج نهائي في ما يتعلق بدور أي من العادات الحياتية في الوقاية من الزهايمر، كما أنه لا توجد أدلة كافية على أن تناول عقاقير أو مكملات غذائية معينة يمكن أن يمنع التدهور الإدراكي المرتبط بالتقدم في العمر.

 

وعلى الرغم من ذلك فإن الأبحاث التي يتم إجراؤها الآن يمكن أن تأتي بأدلة وبالتالي تؤكد ارتباط الغذاء أو الرياضة أو كليهما بالوقاية من مرض الزهايمر.

 

كما توصلت اللجنة لعدم وجود علاقة بين جين أبوليبوبروتين-ج (apolipoprotein E) والذي يعتقد أنه يرتبط بالإصابة بمرض الزهامير في مرحلة متأخرة.

 

"ليس كل من لديه هذا الجين يصاب بمرض الزهايمر"، كما قالت دافيغلاس.. وصرح أعضاء اللجنة بضرورة إجراء دراسة أخرى بناء على الاستنتاجات التي خلصت لها الدراسة الأخيرة.. ويقول كارل سي. بيل إن الدراسة الأخيرة أوضحت أن الباحثين قد يحتاجون للنظر في الدراسات التي تتناول مرض الزهايمر في مراحل مبكرة من العمر.. "في معظم الحالات يكون الخاضعون للدراسة في مرحلة متقدمة من العمر وربما يكون التدهور الإدراكي قد بدأ بالفعل قبل بدء الدراسة".

 

الوقاية من مرض الزهايمر.. الآراء الأخرى

يقول دكتور كريغ كول، نائب رئيس مركز الزهايمر التابع لجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس University of California Los Angeles Alzheimer's Center ورئيس أبحاث الخرف في مركز سيدارز-سايناي Cedars-Sinai Medical Center في لوس أنجلوس، إنه لا يجب أن يشعر الناس بالإحباط من نتائج الدراسة الأخيرة لأن الأمل لازال قائماً.

 

وعمل كول خبيراً في مؤسسة مارتك للعلوم الحيوية Martek Biosciences Corporation والتي تقوم بتصنيع منتجات أوميغا-3.

 

"لقد تحرت اللجنة الدقة في الدراسة لكن أعتقد أن أعضاءها كانوا أقل تفاؤلاً مما يجب"، كما قال كول لموقع ويب ميد.. وتقول دكتورة ماريا كاريو، رئيسة العلاقات الطبية والعلمية بهيئة الزهايمر Alzheimer's Association، إن النتائج التي توصلت لها الدراسة الأخيرة لا يجب أن تثبط من عزيمة الناس.

 

"وعلى الرغم من أن اللجنة أوضحت أن لا توجد أدلة دامغة على العلاقة بين مرض الزهايمر وأسلوب الحياة الصحي إلا أنها في نفس الوقت فتحت المجال للعديد من الدراسات التي من شأنها أن تبحث أكثر في الأمر وتتوصل لنتائج مؤكدة".

 

وكما تؤكد كاريو أهمية الحفاظ على عادات يومية صحية في جميع الأحوال حيث إن الأمر لا يتعلق فقط بالزهايمر أو الأمراض الإدراكية.. وهذه العادات تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وقد ثبت أن صحة القلب مرتبطة بصحة العقل".

 

وتتفق مارتا دافيغلاس مع كاريو وتحذر من مخاطر التوقف عن ممارسة الرياضة أو تناول الأطعمة الصحية..و"يجب أن يحرص الجميع على اتباع عادات صحية من أجل الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.