تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحريّة تحقق السعادة.. وليس المال

السعادة حلم أزلي يقضي الانسان عمره وهو ينشده، ولطالما ارتبط هذا المفهوم في عقولنا بالرفاه المادي وبالبنون، ولم يتبادر إلى أذهاننا أبدا أن الحرية ولاستقلالية الشخصية أكثر أهمية من الغنى بالنسبة للإنسان لتحقيق السعادة.

فقد وفرت دراسة جديدة دليلا يدعم المثل القائل، "لا يمكنك شراء السعادة. وفي هذا الصدد يقول الباحثان رونالد فيشر وديانا بور في دراسة لهما نشرت بموقع "هلث دي نيوز" "يبدو أن إعطاء الأشخاص مزيداً من الاستقلالية أمر مهم لخفض الآثار النفسية السلبية، من دون الاعتماد نسبياً على مدى الغنى..
ووجد الباحثان أن زيادة الاستقلالية والحرية الفردية ترتبط أكثر بمزيد من الرفاهية، ولكن الطريق قد يكون وعراً في بعض الأحيان.
وأضافوا أنه في المجتمعات الأكثر تقليدية، يمكن أن تترافق الفردية مع زيادة في القلق وقلة الرفاهية، بينما في أكثر البلدان الأوروبية تؤدي الفردية لرفاه أكبر.

وفي سياق آخر تقول دراسة عن السعادة أن المال لا يجلب لصاحبه الكثير منها، أو أقله بالقدر الذي نتوقعه، وبحسب خبير الاقتصاد ريتشارد ايسترلين إن جزءاً من هذا السبب هو أننا نهتم بما يجنيه الآخرون أكثر مما نجنيه نحن.

وبالنسبة إلى الذين تتوفر لهم حاجاتهم الأساسية، فإن المال قد يوفر لهم سعادة إضافية في حال أوصلهم إلى مقام أرفع في المجتمع، ولكن هذا الأمر صعب عندما يسعى الجميع إلى تحقيق المزيد من الثراء.

ولما كانت مقارنة مجموعات الناس تختلف بين مكان وآخر، فإن الذين يعيشون في مناطق مترفة، في لندن، على سبيل المثال، قد يحتاجون إلى جني 200 ألف جنيه استرليني في السنة على أقل تعديل لضمان العيش فوق مستوى سكان لندن الآخرين، وحتى ذلك قد لا يفي بالحاجة.

وعلاوة على ذلك، وبحسب العالم النفسي دانيال كانيمان من جامعة برينستون، فإن العلاقة الهزيلة بين السعادة والمدخول يمكن تفسيرها إلى حد ما، من خلال كون الأشخاص الأكثر ثراء يميلون إلى صرف وقت أطول في نشاطات لا تترافق مع المزيد من السعادة، وتستدعي الانخراط في العمل، مع ما يرافقه من سترس وقلق أو مثل زيادة نشاطات الأولاد والقيام بالكثير من جولات التسوق، في حين أن أصحاب الدخل الأدنى ينزعون إلى صرف وقت أطول في تقليد تجارب سعادة الأغنياء مثل إقامة علاقات اجتماعية مع الأصدقاء، والنزوع إلى نشاطات تسلية سلبية مثل الاسترخاء ومشاهدة التلفزيون.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.