تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رائحة"الجوارب"تتحول لحل معضلة الملاريا في أفريقيا

 

محطة أخبار سورية

في زمن تستأثر الأمراض المستعصية مثل السرطان والإيدز على العلاج فيه على الاهتمام العام، لا تزال أمراض أخرى يمكن الوقاية منها وعلاجها، مثل الملاريا تحصد أرواح 800 ألف شخص سنويا، خاصة في أكثر بقاع أفريقيا فقرا.

 

الآن يقول باحثون من تنزانيا، كفى ما كان، إنهم يستخدمون الرائحة التي تفوح من جورب متسخ مصنوع من ألياف صناعية، لاجتذاب البعوض الذي ينقل عدوى الملاريا، لحتفه في محاولة للقضاء على تلك البعوضة القاتلة تماما.

 

وقال قائد فريق التطوير فريدوس أوكومو وهو باحث من كينيا، في بيان:" لقد أودت الملاريا بحياة الكثيرين، وأملي أن يصبح هذا الابتكار جزءا من الحل".

 

حصل المشروع الذي يجري العمل عليه في معهد إيفاكارا الصحي بتنزانيا، على 750 ألف دولار في شكل منحة مالية اضافية لدعم إجراء تحسينات على نموذج أولي لشرك وتطوير عملية إنتاجه على نطاق واسع خلال العامين المقبلين، بحسب بيان أعلنته الجهات المانحة -مؤسسة بيل ومليندا جيتس و"جراند تشالنجس كندا" التي تمولها الحكومة الكندية.

 

لقد اعتاد الأفارقة استخدام ستائر وشبكات الفراش وبخاخات السوائل الطاردة، للحماية من بعوضة الملاريا داخل منازلهم.. غير أن أوكومو يقول إن الجهاز الجديد مصمم لاستهداف البعوض خارج المنزل، حيث تحدث 80 بالمئة من حالات الإصابة بالملاريا.

 

وقال أوكومو إن البعوض تجتذبه الروائح الكيميائية التي يفرزها الإنسان عبر بشرته وزفيره وعرقه.. وأضاف خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية"د.ب.أ" عبر موقع التواصل الاجتماعي "سكايب":"البعوض لا يرى الناس..إنه يشم الناس".

 

خلال المرحلة الأولى للتطوير، اكتشف الباحثون أن الرائحة التي تفوح من جورب متسخ مصنوع من ألياف صناعية-مزيج من تسعة مواد كيميائية في الجسم البشري-تجتذب أعدادا أكبر من البعوض بمعدل أربعة أضعاف الأعداد التي تجتذبها رائحة الإنسان العادي.

 

واستغل الباحثون تلك الرائحة لصالح البحث، فأضافوا إلى المزيج سموما تعلق بأرجل البعوض عندما يهبط، ليموت في نهاية الأمر.

 

وقال أوكومو "الرائحة تجتذب البعوض، إذ يعتقد أنه سيحصل على بعض الدماء، لكنه يتسمم في حقيقة الأمر ويموت في غضون 24 ساعة".. وعندما تم وضع الجهاز على بعد ثلاثين مترا من المنزل، تبين انه-الجهاز-قادر على قتل 74 إلى 95 بالمئة من كل البعوض الذي زار المنطقة.

 

من الناحية النظرية، تحتاج كل قرية يقيم بها ألف شخص، ما بين عشرين و125 جهازا للقضاء على احتمالات انتقال عدوى الملاريا تماما.. غير أن أوكومو شدد على أن الجهاز لا يصلح ان يكون الحل الوحيد لمشكلة الملاريا في أفريقيا وحدها.

 

وقال أوكومو "لا نحلم بامتلاك الكأس المقدس بعد عامين..جل ما نحلم بتحقيقه هو إثبات أنه من الممكن أن يكون هذا الجهاز بمثابة المتمم لفوائد الأجهزة التي صادقنا بالفعل على استخدامها داخل المنازل.. وكاستراتيجية تكميلية يمكن أن يساعدنا الجهاز في خفض مستويات انتقال عدوى الملاريا الي مستويات أقل بكثير، بل ربما أدنى من المستوى المطلوب الوصول إليه كبداية للقضاء تماما على الملاريا".

 

التمويل الإضافي سيسمح للباحثين بالعمل على أربع قضايا حيوية خلال السنوات المقبلة: تحسين أداء الجهاز بحيث يستمر خمس سنوات في أي مناخ دون الحاجة للكثير من أعمال الصيانة، وتقدير مدى قدرته على خفض معدل انتقال الملاريا وتحديد المواقع التي سيكون للأجهزة فيها أكبر الأثر، والبحث عن طرق لإنتاج الجهاز بتكلفة محتملة.

 

إذا سارت كل الأمور وفق الخطة، فإن أوكومو يعتقد أن نسخة عملية من الجهاز ستكون متوفرة في الاسواق بحلول عام 2016 ، ومن ثم يمكن أن نحلم بالقضاء على الملاريا في أفريقيا بعدها بفترة وجيزة.. وقال أوكومو "سعادة بالغة ستغمرنا إذا ما كانت "هذه الفكرة" تمثل نهاية اللعبة".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.