محطة أخبار سورية
أعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق اليوم الأحد ان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي جرت في العراق في السابع من آذار الحالي ستعلن في فندق الرشيد في العاصمة العراقية الساعة السابعة من مساء الجمعة المقبلة.
وقال رئيس مجلس المفوضية فرج الحيدري، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، ان من حق اي كيان سياسي الاعتراض على هذه النتائج خلال 3 أيام من تاريخ إعلانها، مجددا رفض المفوضية إعادة فرز وعد أصوات الناخبين يدويا في بغداد او في العراق عموما، لافتا الى ان ذلك يعني عملية انتخابات جديدة.
وقال انه "لمجرد ان كيان سياسي يشك بحصول خطأ في المحطة الفلانية يطالب بإعادة العد والفرز في مدينة كاملة او في العراق بكامله وباليد اي بالعد اليدوي معنى ذلك اعادة الانتخابات".
وقال مخاطبا المشككين في النتائج، التي أعلنتها المفوضية حتى الان، والتي اظهرت تقدم ائتلاف العراقية بزعامة اياد علاوي، "اذا كنت لا تصدق ولا تؤمن بآخر التكنولوجيا الحديثة لاحتساب الاصوات فكيف تؤمن بحسابات القلم والورقة".
واعتبر الحيدري ان من حق اي مسؤول ان يشعر بالقلق نتيجة المنافسة الحاده بين الكيانات السياسية وهو حق مشروع، لكنه اعرب في الوقت نفسه عن اسفه للاتهامات التي تكال لمفوضية الانتخابات او لاعتماد المسؤولين على معلومات توردها القنوات التلفازية او من اشخاص، مشددا على ان هذه الارقام غير دقيقة وان الارقام التي تعطيها المفوضية هي الدقيقة.
وقال رئيس المفوضية "اما كيل التهم جزافا الى المفوضية انا اعتقد انه لا يخدم الشخص الذي يطلق مثل هذه التصريحات كما انه لا يخدم العملية السياسية او الانتخابية".
وأوضح انه تم اليوم الإعلان عن ما نسبته 95 من نتائج الانتخابات فيما تعلن النتائج النهائية الجمعة
داعيا الكيانات السياسية الى التحلي بالصبر وتقديم طعونها بشأن أي محطة انتخابية يشكون بها، لافتا الى ان جميع الشكاوى التي وردت الى المفوضية في طريقها الى التحقيق والتدقيق وتم إصدار قرارات بشان أكثر من 1100 شكوى حتى الان.
الى ذلك دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى إعادة فرز الأصوات في أنحاء البلاد بعد الانتخابات البرلمانية محذرا من أن البلاد يمكن أن تعود للعنف ما لم تتم تلبية هذا المطلب في تلميح وصفه المراقبون انه تهديد مما يتوافق مع دعوة أطلقها قبله سامي العسكري القيادي في حزب الدعوة بأن الشعب سينتفض اذا لم تراجع المفوضية الأصوات يدويا .
وفوجئ المراقبون بتغير موقف المالكي فبعد ان كان يعتبر النتائج صحيحة ماعدا خروقات بسيطة لن تؤثر على النتاءج كما جاء في تصريح له سابقا , تغير موقفه الآن بعد ان أظهرت النتائج اللاحقة أرجحية علاوي في عدد الأصوات مما افزع قائمته من أحتمال صعود علاوي الى مرحلة تشكيل الوزارة وتضييع الفرصة على المالكي
وجاءت هذه دعوة المالكي بعد أن أظهرت نتائج جديدة من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أمس السبت تقدم المنافس العلماني اياد علاوي على كتلة المالكي بنحو ثمانية آلاف صوت بعد فرز 93 % من الأصوات.
كما أصدر الرئيس جلال الطالباني بيانا اليوم الأحد يطلب فيه من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إعادة فرز الأصوات في بعض المحافظات.وجاء موقف الطلباني ليؤكد تقارير سابقة أشارت الى تحالف سبق الأنتخابات بين المالكي والطلباني على أعادة توزير المالكي وترئيس الطلباني في دورة جديدة من الحكم .
وينذر هذا السباق المحتدم بعملية مفاوضات طويلة تمتد أسابيع أو شهورا لتشكيل حكومة جديدة مما يثير احتمال وجود فراغ سياسي ربما يسبب انتكاسة للمكاسب الأمنية الهشة في العراق.
وقال المالكي "نظرا لوجود مطالب من عدة كتل سياسية بإعادة العد والفرز يدويا ومن أجل حماية التجربة الديمقراطية والحفاظ على مصداقية العملية الانتخابية فإنني... أدعو المفوضية العليا للانتخابات إلى الاستجابة الفورية لمطالب هذه الكتل."
وأضاف في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس السبت أن هذا "حفاظا على الاستقرار السياسي والحيلولة دون انزلاق الوضع الأمني في البلاد وعودة العنف الذي لم يتم دحره الا بعد جهود ودماء وعناء."
ويدلل انقسام الناخبين العراقيين على الديمقراطية المتقلقة في البلاد في الوقت الذي يخرج فيه العراق من أشباح الحرب وسنوات من العنف الطائفي الذي أعقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للإطاحة بصدام حسين.
وتراجع العنف بشدة على مدى العامين المنصرمين لكن الهجمات المستمرة للمسلحين تجعل العراق تحت حصار دائم بينما تستعد القوات الأمريكية للانسحاب بحلول عام 2012 .
وشكا أنصار ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه المالكي من عملية تزوير للأصوات في الأسبوع الماضي وطلبوا إعادة الفرز في بغداد بعد أن أظهرت نتائج أولية أن مرشحهم يأتي في مرتبة ثانية بعد القائمة العراقية برئاسة علاوي الشيعي العلماني الذي كان رئيسا سابقا للوزراء ويلقى دعما واسع النطاق بين السنة.
وتقول المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إن عملية الفرز كانت عادلة وشملت إجراءات متعددة لمنع التزوير.
ويجري تخصيص المقاعد في البرلمان المؤلف من 325 مقعدا على أساس نتائج كل ائتلاف في كل محافظة من بين محافظات العراق ومجموعها 18 محافظة وليس طبقا لعدد الأصوات على مستوى البلاد.
والمالكي متقدم في سبع محافظات في وسط وجنوب العراق منها ست محافظات تقطنها أغلبية شيعية.
وحقق علاوي اكتساحا في المناطق الغربية والشمالية التي تضم عددا كبيرا من العرب السنة. كما أنه متقدم بفارق ضئيل على كتلة كردية في مدينة كركوك المتنازع عليها والتي تعد مركزا لانتاج النفط في شمال العراق.
ويهيمن حزب الطالباني الاتحاد الوطني الكردستاني إلى جانب حزب كردي آخر على الشؤون السياسية الكردية منذ عشرات السنين. ويتقدم التحالف الذي كونه الحزبان في ثلاث محافظات.
