تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه «يبق البحصة» عن إسرائيل

 

يوجه المفكر الفرنسي الشهير ريجيس دوبريه رسالة لاذعة ومزعجة إلى «صديق إسرائيلي» فاتحاً النار على «دولة استعمارية لم تنته بعد من مواصلة الاستعمار والمصادرة والاقتلاع». ولا يبدو أن دوبريه يعبأ بسهام الاتهامات والنقد التي بدأت تصوب إليه، ويتوقع أن تزداد ضراوتها خلال الأيام المقبلة مع صدور الكتاب في التاسع عشر من هذا الشهر. وبالأمس اعتبر وزير الخارجية برنار كوشنير أن دوبريه يبالغ في حججه، بغرض بيع الكتاب.

 

ورفض كوشنير اعتبار إسرائيل دولة استعمارية، وقال على أثير إذاعة الجالية اليهودية (راديو جي): «إن إسرائيل ليست دولة استعمارية بالمعنى التقليدي للكلمة وإن كانت تمارس الاستيطان في بعض الأراضي الفلسطينية»، مذكراً بأن فرنسا تعارض الاستيطان وتعتبره عقبة أمام قيام دولة فلسطينية».

يخاطب المناضل اليساري الذي عرف سجون بوليفيا لمشاركته في ثورة تشي غيفارا السفير الإسرائيلي الأسبق في فرنسا ايلي بيرنافي، في كتاب بعنوان: «إلى صديق إسرائيلي». ويسمي الأشياء بأسمائها دون الاهتمام بانتقاء كلمات لطيفة كالعادة لدى التعاطي مع إسرائيل في فرنسا والغرب عموماً، ويتحدث عن «جدار» بدلاً من «حاجز أمني» و«محاصرة شعب» بدلاً من «إخلاء أراض»، و«حكم إعدام» بدلاً من «إعدام قضائي». ويبرر دوبريه خياره بالقول: «أرفض مقولة عدم أحقية الغوييم (غير اليهود) في تناول هذه المسائل، فإسرائيل تقدم نفسها كمدافعة عن الغرب في الشرق الأوسط: لدي الحق كغربي بأن أقول رأيي بممارسات من يدعي الدفاع عني، وفي النهاية أنا إنسان، وكل ما هو إنساني مألوف لدي، فقد تخلصت من حجرة جاثمة على لساني ولا أريد أن أموت قبل أن أقول ما لدي». ويسترسل الكاتب الفرنسي بما يشبه المرافعة ضد دولة يعتبرها «استعمارية»، ويصف ما رآه في فلسطين خلال مهمة كلفه فيها الرئيس السابق جاك شيراك، حيث شعر بـ«العار أمام حاجز تفتيش إسرائيلي، يتدافع أمامه منذ الفجر قطيع بشري لا ينتهي، ويبقى صبوراً رغم البؤس».

ولا يوفر الكاتب الفرنسي الجالية اليهودية في فرنسا التي تنبري دائماً للدفاع عن إسرائيل، ويتوجه إلى ممثلي الجالية وصديقه السفير الإسرائيلي بالقول: «مناولة القربان مع روما لا تقود الكنيسة في فرنسا لتبني قضية برلسكوني والدفاع عنها، ولا ينزل عميد مسجد باريس على جادة الشانزيلزيه عندما يفوز منتخب الجزائر، ولهذا فإن رؤية حاخام فرنسا يتظاهر في الشارع في ظل العلم الأبيض والأزرق أمام سفارة إسرائيل دعماً لدخول مدرعاتكم إلى قطاع غزة تسيء إلى أبسط قواعد العلمنة»، ويطلب دوبريه من صديقه الإسرائيلي أن يحذر يهود فرنسا بأنه «إذا كانت الكنس اليهودية تقرع الطبول وترفع الرايات فكيف تريد من الشباب المغربي أن يأخذ على محمل الجد الدعوات إلى عدم الخلط بين يهود فرنسا وإسرائيل؟».

ويتطرق دوبريه إلى المحرمات لدى الإسرائيليين، فيتحدث عن ذاكرة المحرقة التي لها «جلادوها والمفتنون بها في الوقت نفسه»، معتبراً أن «مأساة الشرق الأوسط هي أن الشارع العربي أعمى عن المحرقة في حين الشارع اليهودي والشارع الغربي أعمى بالمحرقة». ويذكر أن المحرقة لم تكن سبب ولادة إسرائيل بل سرعت قيامها وسهلت قبولها دولياً.

وبدأت حملة الانتقادات من شخصيات يهودية ضد المفكر الفرنسي قبل صدور الكتاب في المكتبات، فاعتبر المخرج اليهودي كولد لانزمان أن «دوبريه لا يفهم شيئاً عن إسرائيل»، وقال في حديث لمجلة «لوبوان» التي نشرت مقتطفات من الكتاب إن دوبريه: «ليس فقط لا يحب إسرائيل، وهذا حقه، لكنه لا يفهم شيئاً عنها وهذا مزعج أكثر بمجرد أن يكتب عن الموضوع». على حين يتساءل الكاتب جان كريستوف روفان: «كيف تضع حدوداً بين النقد والتحريض على الكره؟ قد يكون الأمر مستحيلاً ولكن طرح السؤال على الأقل أمر مفيد».

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.