تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"المالكي" يجتث ذاكرة العراق العربية من كتب المدارس

 

محطة أخبار سورية

قرّرت حكومة نوري المالكي في بغداد اجتثاث كلّ ما يمت بصلة إلى حقبة حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وتغييبه عن عقول الجيل الناشئ بالعراق ونفيه من ذاكرة كتب التاريخ، وأيضا الجغرافيا والتربية الوطنية ومختلف كتب التدريس، ضمن خطوات وصفها مراقبون بأنها مسخ لتاريخ العراق الحديث وإلباسه تاريخا آخر يمجد عهد ما بعد الاحتلال الأمريكي.

 

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها من بغداد، أن الحكومة الحالية ألغت الحديث عن الرئيس الراحل، الذي حكم البلاد حوالي 35 عاما، من كتب التاريخ في المدارس والجامعات ولم يتم التطرق إلى حقبة صدام حسين إلا لماما وبشكل مهين ومقتضب جدا عبر كلمات مثل "سقوط الديكتاتور عام 2003" أو "جرائم النظام السابق".

 

وإذا ما ذكرت الحرب في الصفوف المدرسية بالعراق، يغيّر بعض الأساتذة الموضوع بسرعة في حين يرى البعض الآخر أن هناك حاجة إلى التشجيع على النقاش حتى خارج حدود ما هو مسموح لهم بتعليمه. وتسأل إحدى المعلمات في تقرير "نيويورك تايمز" "نحن نتحدث عن الاستعمار الفرنسي والبريطاني فلماذا لا نتحدث عن الاستعمار الأمريكي؟".

 

ومثلما لم تتعرض كتب مادة التاريخ للحرب التي دارت لمدة ثماني سنوات بين العراق وإيران خلال الثمانينات تجنّبت الكتب التاريخ الجديدة الحديث عن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في مارس/آذار 2003 ضد العراق.

 

ويبرّر غازي مطلق -المسؤول الحكومي عن إصلاح المناهج الدراسية، أنه تمّ اسقاط الحرب الأمريكية في العراق بأن الحكومة تسعى إلى تجنّب المواضيع الحسّاسة وتخطط لإرساء مناهج تعليمية تتوافق وروح "الديمقراطية" في عراق اليوم، فإذا كان العراقيون يعتبرون التواجد الأمريكي في العراق غزوا، فإن هناك من العراقيين من يعتبره "تحريرا".

 

واللافت في مناهج التاريخ المعدّلة وأدها للعصور الذهبية لبلاد الرافدين واختصار صفحات طويلة جدا من تاريخ العراق الذي يمتد من عصور ما قبل التاريخ في 62 صفحة، يبدأ تاريخ العراق فيها منذ سقوط بغداد على يد المغول في العام 1258 إلى يومنا هذا، فيما ملئت الصفحات الباقية بمواضيع عن البوذية والهندوسية ضمن مسعى مقصود للابتعاد عن القومية العربية.

 

وكانت حكومة المالكي، المنتهية ولايتها، قد بدأت في العام 2008 مراجعة المنهاج الدراسي العام في العراق بإشراف منظمة اليونيسكو وهي عملية تستمر حتى العام 2012 بهدف التوصل الى صيغة مقبولة لتاريخ العراق خلال العقود القليلة السابقة، الأمر الذي يعتبره مراقبون مهمة معقدة في بلد متعدد الطوائف والأعراق، ويشهد خلافا كبيرا بين المسلمين السنة والشيعة حول كتب التاريخ، فبعضهم يطالب بحذف أشياء فيما الطرف الآخر يتنسّك بإبقائها.

 

ويصر الساسة الشيعة الذين وصلوا الى السلطة، بفضل الغزو الأمريكي، على ضرورة تعديل كتب التاريخ الاسلامي بمعلومات عن شخصيات شيعية، كما تمت إزالة كل الإشارات إلى تعبير "العدو المجوسي" والذي كان يقصد به إيران.

 

وفيما يؤيد الأكراد "إعدام" صداّم و"نفيه" من كتب التاريخ، فإن الكثير من العراقيين يؤكدون أنه رغم محاولات الحكومة المستميتة لمحو مرحلة مهمة من ذاكرة العراق فإن الرئيس الراحل صدام حسين سيظل حاضرا في أذهانهم، وأن تاريخ بلاد الرافدين الزاهر سيبقى حديث كتب العالم حتى لو تجاهلته كتب الحكومة الموالية لأمريكا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.