تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قائد السفينة اليونانية الى غزة:جئت إلى البرلمان الأوروبي لكي لا تضيع الحقيقة

محطة أخبار سورية

لم نعد وحدنا من يدين إسرائيل بعد أن سقطت ورقة التوت الأخيرة في اختبار أسطول الحرية، ورغم انكشاف إسرائيل وعُريها الكامل أمام الرأي العام العالمي منذ بداية نشوئها، إلا أن الغطاء الأميركي والمظلة الأوروبية كانا يغطيان باستمرار كل انتهاكاتها السافرة، وكل عدوانيتها ولكن شدة الهمجية وخاصة بعد إحراقها المراكب الإنسانية في امتحان أسطول الحرية جعل الكثيرين من المحايدين في العالم، بل ممن كانوا متعاطفين مع إسرائيل يفيض بهم الكيل ويعلنون إدانتهم الصريحة لإسرائيل.. ومن هؤلاء كابتن السفينة اليونانية Sfendoi تيودور بوكانس، الذي كان أحد شهود العيان على الارتكابات الإسرائيلية بحق الإنسان.

 

حيث أصر مع زملاء له أن يوصلوا شهادتهم إلى العالم عبر البرلمان الأوروبي، وكانت السفينة سي فيندوي قد أبحرت في أوائل حزيران متجهة إلى غزة حاملة معها إمدادات إنسانية لذلك الشعب المحاصر، فقامت إسرائيل بحصار السفينة ذاتها والاعتداء على من فيها في أعلى شكل شهدته البشرية لاختراقات حقوق الإنسان.

وقد استطعنا لقاء القبطان اليوناني حينما تزامنت زيارته إلى البرلمان مع وجودنا هناك في مبنى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، وكان هذا اللقاء...

 

أنت هنا في ضيافة البرلمان الأوروبي أهم المؤسسات الديمقراطية الأوروبية ما سبب قدومك إلى هذه المؤسسة العالمية؟

جئت إلى البرلمان الأوروبي حتى أحكي لهم حقيقة ما حصل وحقيقة الموقف الذي وضعنا فيه أنا ومن معي، جئت إلى هنا حتى لا تضيع الحقيقة لأنني أعتقد أن ما وصل إلى البرلمان الأوروبي هو نصف الحقيقة ويمكن أن يكون النصف المشّوه والذي عبثت به أيادي الإسرائيليين، أنا فرح أن اللـه كتب لي الحياة لأنقل الصورة الصادقة التي حدثت لأسطول الحرية، وحزين في ذات الوقت على رفاقي الذين ذهبوا ضحية العنف الإسرائيلي، وأشعر أنهم كانوا قرابين بشرية قدموا على مذبح الحرية من أجل شعب السياسات العالمية التي تخون الضمير الإنساني.

لقد شرحت لأعضاء البرلمان والمنظمات العالمية ما حدث لنا وللمرافقين من النشطاء الإنسانيين وحكيت لهم عن الهمجية الإسرائيلية في تعاملها معنا، أنا هنا فقط لأنقل حقيقة الموقف، لأن من واجبي أن أتحدث حتى يتحرك البرلمان الأوروبي ويقف ضد هذا النوع من القرصنة البحرية الجديدة الذي تحمل لواءه إسرائيل، نحن لم نكن متجهين إلى إسرائيل، لقد كانت بوصلة سفننا تتجه صوب المياه الإقليمية لغزة، ولا يمكن لإسرائيل أن تجد مبررات منطقية لضربنا تحت أي ذرائع.

 

أنت مواطن يوناني ما الذي حدا بك للمخاطرة بنفسك للتوجه بسفينتك إلى غزة؟

أنا قبل أن أكون مواطناً يونانياً أو مواطناً أوروبيا أنا إنسان، خلقني اللـه وأعطاني نعمة الأحاسيس الإنسانية فأنا كثيراً ما أتألم لما يحدث للناس المدنيين في غزة وفي كل فلسطين فالناس محاصرون منذ 2003، دائماً أفكر بيني وبين نفسي عن المعاني الإنسانية التي يتكلم عنها الكتاب والمفكرون والمنظرون، كثيراً ما أخجل من الوضع الإنساني في غزة، وعندما جاءتني الفرصة لأن أبحر بسفينتي سي فيندوي لم أتردد وكنت سعيداً لأنني سأقدم خدمة إنسانية

 

برأيك لماذا ضربت إسرائيل أسطول الحرية؟

الضعيف دائماً يخاف من قوة الحق، الحق فوق الجميع، وحق الإنسان في الحياة حق من الحقوق التي وهبنا اللـه إياها كبشر، وهو وحده من يمنعها عن البشر، وليس من حق إسرائيل أن تمنع عن الشعب الفلسطيني أساليب الحياة من غذاء ودواء، وليس من حقها أن تحرم الأطفال من الحياة الكريمة، إسرائيل تتحرك الآن بدافع الخوف والضعف وهذا ما جعلها تتصرف بحماقة تجاهنا.

 

أنت شاهد حي لما حصل في أسطول الحرية، ما مشاعرك الآن وأنت هنا حي ترزق بعد هذه المهمة التي سجلها لك التاريخ؟

عندما أبحرت بسفينتي منذ البداية كان يحركني الدافع الإنساني والفرح الغامر للفرصة التي جاءتني لأقوم بمهمة إنسانية كانت تشغل بالي، ولكنني حزين لأن مهمتنا لم تكمل طريقها إلى حيث الوجهة الأخيرة في غزة، وقد حرمتنا إسرائيل من إتمام هذه المهمة بل ساقت الكثير من المزاعم الباطلة لتشويه مهمتنا الإنسانية، أنا كنت متعاطفاً مع الشعب الفلسطيني ولكنني الآن أتألم كثيراً لأنني عشت مرحلة تغيير الحقائق وقلب المفاهيم، وبعدما رأيت من سوء المعاملة التي تعامل معنا بها المجندون الإسرائيليون، عندما كنا نصرخ من الألم طالبين النجدة كانت المجندات والمجندون الشباب يضحكون ويسخرون وفي حين كنت أطلب النجدة عبر اللاسلكي شدني أحد المجندين من أذني حتى نزفت ثم دفعني أرضاً بقوة ما تسبب بكسر كاحلي، أنا الآن خائف من المستقبل فإسرائيل تربي أجيالها على الحقد والكراهية، وهذا سيشكل تهديداً حقيقياً ليس على العرب فقط ولكن على الإنسانية جمعاء فالكره والحقد لا يولدان سوى العنف.

 

ما الرسالة التي توجهها إلى صناع القرار من قلب المؤسسة الديمقراطية الأوروبية؟

أرجو منهم أن يعملوا على تحرير فلسطين، وأن يعملوا على إحقاق الحق، وأرجو ممن يشرعون القوانين الدولية أن يطبقوا القوانين على الدول القوية وليس فقط على الدول الضعيفة. وعليهم إجبار إسرائيل للخضوع إلى القوانين الدولية، وعلى المجتمع الدولي التحرك لمقاضاة إسرائيل على جريمتها هذه حتى لا تستهين مرة ثانية بالقيم الإنسانية. ونحن في دولنا سوف نقول لسياسيينا أن يتحركوا لأن التاريخ لن يرحم من يتخاذل بحق البشرية، وعليهم أن يتحركوا لأن الشعوب في النهاية هي من تصنع السياسة وتضغط على حكوماتها لتصحيح البوصلة.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.