تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

جنبلاط: لا بد من التضحية ببعض المرافقين لأن المستقبل يفرض ذلك.. والفراغ بديل الحكومة

مصدر الصورة
السفير

محطة أخبار سورية

 رد النائب وليد جنبلاط على النائب نهاد المشنوق من دون أن يسميه، رافضا الدعوة التي وجهها الى رئيس الحكومة سعد الحريري لتقديم استقالته، محذرا من أن خطوة من هذا النوع «تعني دخولنا في الفراغ.. والآن ليس وقتها، والشيخ سعد الحريري هو زعيم كل لبنان، وليس زعيما للسنة فقط، ولصالح لبنان علينا ان ننظر للمستقبل، أحياناً هناك تضحيات، كل واحد منا يمر بظروف صعبة تستدعي تضحيات من الجوانب الشخصية وببعض المرافقين بالمعنى السياسي، وأقول للبعض: لقد قمت بدورك فابقى جانباً. هذه القرارات يلزمها الجرأة لأن المستقبل يفرض هذا الأمر».

كلام جنبلاط جاء أثناء جولة له، أمس، شملت مدينة الشويفات ـ ديرقوبل، عرمون، البساتين، البنيه، قبرشمون، وصولاً إلى بلدتي رمحالا ودفون يرافقه وزير المهجرين أكرم شهيب. وكانت المحطة الاولى له في قاعة «رابطة سيدات الشويفات الاجتماعية» في مدينة الشويفات، وقال جنبلاط: «هناك من هو متضرر لا يريد أن يكشف شهود الزور كي لا تتحسن العلاقة بين الشيخ سعد الحريري وسوريا، وكي لا يتم الدخول الى الحلف العريض كما فعلت، ولقد تجاوز الرئيس بشار الأسد الكثير من التهجمات الشخصية التي قمت بها، وغيري، لكن السؤال من أجل ماذا تجاوز كل هذا؟ أليس من أجل الصالح العام؟ أضاف: «هناك البعض من بين فريق 14آذار ومن بعض المنظرين والصحافيين والأمنيين، لا يريد الصالح العام، لأنه من السهل ان ننظّر، هناك من يجلس في أوتيلات باريس على حساب الغير وينظّر ولا يريد علاقة جيدة وإيجابية بين الشيخ سعد الحريري وسوريا، والعلاقة الجيدة والحل مفتاحهما كيفية التعامل مع ملف شهود الزور وهذا سهل جدا». وقال «ليس هناك أصعب من الموقف الذي يقول الحقيقة للناس، حتى إذا كانت هذه الحقيقة أحيانا تزعج، أو ضد الإرادة الشعبية إن صح التعبير».

 

وتابع: التحريض سهل، ولقد حرضنا، ولكن اليوم اصعب لأنه علينا ان نقول الحقيقة، حقيقة ان هناك شهود زور شوهوا الحقيقة والعلاقات بين لبنان وسوريا، وهذا ما قاله الشيخ سعد في تصريحه الشهير، ولكن، عندما نخطو خطوة يجب أن نكملها حتى النهاية، خطونا خطوة فتح العلاقة مع سوريا، ويجب أن نكملها للنهاية، ومنها معالجة بند شهود الزور»..

 

ولفت جنبلاط الانتباه إلى أنه لم يقرأ تقرير وزير العدل ابراهيم نجار «حتى الآن، وأعتقد أن فيه إيجابية، يستطيع القضاء اللبناني أن يفتح هذا الملف كي ندخل من خلاله الى المحكمة الدولية التي نعتبر في بعض جوانبها ـ ان لم نقل كل جوانبها ـ استندت على قرائن مغلوطة، في ما يتعلق بسلسلة الاغتيالات»، متسائلا: لماذا لا يريدون تحسين العلاقة؟ وأجاب: لسبب بسيط، لانهم يريدون أن يبقى الجو مكهرباً، وهم ماذا سيخسرون في المحكمة الدولية؟ هم جالسون في لاهاي، وغيرهم من المنظرين اللبنانيين يعيشون في أميركا، نحن الذين سيحصل الضرر علينا، هنا ستقع الكوارث علينا، لذلك أعتبر أن الشيخ سعد الحريري جريء ومقدام، ولن يسمع لهؤلاء الأصوات التي تدعوه للاستقالة، بالأمس ارتفع صوت يدعوه للاستقالة، مما يعني دخولنا في الفراغ، الآن ليس وقتها، الشيخ سعد الحريري هو زعيم كل لبنان، وليس زعيما للسنة فقط، ولصالح لبنان علينا ان ننظر للمستقبل، أحياناً هناك تضحيات، كل واحد منا يمر بظروف صعبة تستدعي تضحيات من الجوانب الشخصية وببعض المرافقين بالمعنى السياسي، وأقول للبعض: لقد قمت بدورك فابقى جانباً. هذه القرارات يلزمها الجرأة لأن المستقبل يفرض هذا الأمر».

 

وانتقل جنبلاط الى بلدة ديرقوبل والتقى مشايخها، وتوجه الى القاعة العامة في البلدة وقال «منذ يومين كنت جالساً في مطعم فتقدمت مني طفلة صغيرة، سألتني: ماذا سيحدث؟ لكنني لا أملك لها الجواب، الجواب أننا نستطيع عبر القضاء أن نعالج قضية الزور قضائيا وسياسياً مع الرئيس بشار الأسد، وأقول: تفضلوا واستمعوا للقرائن الأخرى، لماذا لا تستمعون للقرائن الأخرى؟ ولماذا نقبل اتهاما خطيرا على حزب الله؟ ولماذا علينا ان نستمع لبيلمار ونصائح الدول الكبرى والفاشلين؟ على حساب من؟ ارفض كل هذا الكلام السخيف الذي يدعو للفتنة.»

 

وتابع جنبلاط جولته إلى بلدة عرمون حيث زار الشيخ أمين أبو غنام في دارته، وانتقل الى ساحة الشهداء حيث اقيم حفل استقبال بحضور فاعليات روحية وقائد الشرطة القضائية العميد أنور يحيا، وحشد شعبي. وقال جنبلاط: ارفض الكلام أننا ننزلق إلى الفتنة، وبأننا نسير إلى الحرب، لأننا نستطيع كقيادات وشعب أن نعالج الأمور في الحوار، وكنا ابتدأنا وخطونا خطوات جبارة في الحوار وطاولة الحوار، فلماذا لا نستمر، ولماذا لا نعالج الأمور بهدوء وروية وعقلانية بدل الخطابات والتنظيرات الكبيرة كـ «قضية شهود الزور»، ثم قضية المحكمة وربما، قد دخلت عناصر جديدة، وقرائن جديدة حول التحقيق التي قدمها السيد حسن نصرالله؟ لماذا لا نأخذ تلك القرائن بشكل إيجابي؟ لماذا هذا الإصرار على عدم الاستماع؟

 

وتوجه جنبلاط لجميع القيادات ومن بينهم الشيخ سعد وحسن نصرالله طالباً «التأكيد على لغة الحوار وأن يكون مجلس الوزراء غدا منطلقاً لمعالجة موضوع شهود الزور، ومن هذا المنطلق لتحسين وفتح العلاقة الجيدة والايجابية التي صنعناها بالدم مع سوريا».

 

وأضاف: فتحت الطريق لسوريا منذ عام، واليوم الطريق سالكة وآمنة بعد أن أدخلتنا بعض الدول في حسابات خاطئة كادت ان تدمر وتقسم الوطن. اليوم تغير الجو، منذ 2 آب 2009 حتى اليوم، الأمور تسير في الخط الموضوعي التاريخي، للنضال العربي للدروز في لبنان، وعلى الغير أن يخطو الخطوة ذاتها، محترمين الخصوصيات اللبنانية والتنوع والاستقلال، والسيادة، لكن هناك واقعا تاريخيا، أمامنا البحر، اسرائيل، سوريا، ليس هناك من مهرب من هذا الواقع.

 

وتابع جنبلاط جولته فزار بلدة البساتين واقيم له استقبال في قاعتها العامة، وقال: لن يكون هناك فتنة، لست خائفاً من الفتنة، يجب ان نبعد هذه الكلمة عن القاموس، لأنه في اللحظة التي نستخدم هذه الكلمة نكون قد وقعنا في الفخ المنصوب من قبل الدول الكبرى التي لا تبالي لا بالعدالة ولا بالاستقرار، ولا بالازدهار ولا بالعيش المشترك، ولا بلبنان سيداً حراً مستقلاً، والدول الكبرى لا تبالي بشيء، لان مصالحها فوق كل شيء.

وتابع جنبلاط: أتت الدول الكبرى الى العراق بحجة وجود سلاح دمار سيدمر العالم، ماذا بقي من العراق؟ تمزق العراق وانتهى، وها هو مع الأسف دخل في دوامة عنف لها أول ولا نرى الآخر، هذه هي سياسة الدول الكبرى تستخدم بعض الناس تعصرهم ثم ترميهم، ونحن لا نريد ولا يجب أن نستعمل كلمة فتنة، لن يكون هناك فتنة، كل ما أطلبه منكم التعقل والهدوء، ومعالجة الأمور الفردية بإطارها الفردي، عبر الاحتكام إلى الدولة، ونطلب من الجميع من كل القادة أن نعود للحوار، لا حاجة لتلك الخطابات الرنانة والتصريحات الكبيرة والتنظيرات، وليس هناك أسهل من التنظير على شاشات التلفزة، أو من عواصم الغرب، سهل جداً أن نقرر مصير العالم ولا نستطيع أن نقرر مصير الكهرباء، والطرقات، والتعليم، وإيجاد فرص عمل، والصناعة والزراعة، ليس هناك أسهل من التنظير وإعطاء الدروس من فوق، ولكن الاصعب أن نتواضع وأن ننزل، فلنتواضع وندخل بالأمور الجدية فـ «شهود زور» وقضايا من هنا أو من هناك، كل هذا الأمر يعالج، بالحوار وفقط بالحوار.

بعدها وصل جنبلاط الى بلدة البنيه حيث زار شيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن، مشدداً على أهمية التعقل والوعي والانفتاح والعمل على درء الفتن، وتابع إلى قاعة بلدة قبر شمون الاجتماعية حيث اقيم له استقبال حاشد. وقال جنبلاط: أنا أجزم أن الشيخ سعد الحريري والسيد حسن نصرالله والجميع على استعداد للحوار، من اجل حلّ أكبر المشاكل، فنحن مررنا بمشاكل أقوى بكثير، نذكرها جميعاً، فاتى المنقذ العربي آنذاك القطريون مع المملكة العربية السعودية مع سوريا، أتوا ووضعوا حل اتفاق الدوحة الذي هو استمرار للطائف، ماذا ينقصنا اليوم بأن نؤكد مجدداً على هذا الاتفاق وأن نسير بالحوار».

وأكمل جنبلاط جولته في غرب عاليه الى بلدة رمحالا حيث استقبله رئيس البلدية ميشال سعد والاب عبدو نصار في كنيسة مار مخايل في دير راهبات عبرين، ومنها انتقل إلى بلدة دفون حيث اجتمع بالأهالي وشدد على تعزيز العيش المشترك وأن ننهي آخر مصالحة في عبيه وبريح وكفرسلوان.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.