مواجهة حادة بين وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان وبين وزيري خارجية فرنسا واسبانيا برنار كوشنير وميغال موراتينوس، اللذين وصلا أمس في زيارة الى اسرائيل في اطار مساعيهما لضمان استمرار محادثات السلام مع الفلسطينيين وفي محاولة لاقناع اسرائيل بمواصلة تجميد البناء في المناطق.
لقاء ليبرمان مع وزيري الخارجية الاوروبيين بدأ على نحو جيد بالذات، في وليمة دسمة ولطيفة في وزارة الخارجية. ولكن بعد ان شبع الضيفان، القى ليبرمان بالقنبلة. "يبدو ان كل اخفاقات الاسرة الدولية في حل النزاعات في الصومال، كوريا الشمالية، افغانستان، زمبابوي، السودان واماكن اخرى – تتركز في محاولة لتحقيق تعويض عن ذلك في شكل اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين في غضون سنة واحدة"، هاجم ليبرمان، "بدلا من الحديث منذ الان مع الجامعة العربية ماذا سيكون بعد الاستفتاء الشعبي المتوقع في السودان او البحث في الوضع المتفجر المرتقب في العراق في 2012، تمارسون ضغوطكم على اسرائيل وبدلا من تحقيق الهدوء من شأن هذا أن يحقق بالضبط العكس ويؤدي الى تفجير مثلما حصل في العام 2000 بعد مؤتمر كامب ديفيد بين باراك وعرفات".
ولكن اللغة الاشد التي اطلقها ليبرمان لوزيري الخارجية كانت: "في العام 1938 قررت الاسرة الاوروبية مصالحة هتلر بدلا من دعم الحليف المخلص تشيكوسلوفاكيا وضحت به دون ان تكسب من ذلك شيئا. ابلغكم: نحن لا نعتزم ان نكون تشيكوسلوفاكيا 2010 وسنصر على المصالح الحيوية لاسرائيل".
موراتينوس وكوشنير لم يقبلا موقف ليبرمان بل تجادلا معه. ضمن أمور اخرى ادعيا بانه سيكون من المهم اتفاق الان مع ابو مازن، والا فان الوضع سيكون اسوأ وسيأتي شركاء لن تنجحوا معهم في تحقيق اتفاق.
اللقاءات السابقة لوزيري الخارجية مع كبار المسؤولين الاسرائيليين كانت أكثر تصالحا بكثير. كوشنير و موراتينوس التقيا مع رئيس الوزراء نتنياهو، الوزير باراك، رئيسة المعارضة لفني ورئيس الدولة بيرس – الذي وصفهما بانهما "اصدقاء" واشار في لقائهما بانه "يجب التغلب على الشكوك والسماح للمسيرة السلمية بالاستمرار. الواضح لكل الاطراف هو أن البديل سيء وخطير".
في بداية اللقاء مع بيرس قال كوشنير انه "دوما يستغرق الامر وقتا في هذه المنطقة، ولكن هذه لحظة حساسة للغاية علينا أن نتقدم فيها في المحادثات المباشرة". واضاف موراتينوس: "الطرفان بعثا برسالة قوية جدا للاسرة الدولية بانهما يريدان الحفاظ على الزخم، ابقاء الباب مفتوحا للمحادثات المباشرة وانهما مستعدان للتغلب على المسيرة الهشة والانتقال الى المسائل ذات المغزى. نحن اصدقاء اسرائيل ونحافظ على علاقات طيبة جدا مع الفلسطينيين.
اما رئيسة المعارضة فقالت للوزيرين ان "على اسرائيل ان تصل الى تسوية سلمية على كل المسائل المفتوحة للنزاع. هذه مصلحة ستحافظ على قيم اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. الزمن لا يعمل في صالحنا وهذه ساعة اتخاذ القرارات اللازمة للتقدم في المفاوضات ولانهاء النزاع. قلت ذلك لرئيس الوزراء ولكم أيضا – سأؤيد كل قرار لازم يأتي لتقدم المسيرة السياسية".
يديعوت11/10/2010
