تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الغارديان:إيران تبرم صفقة إقليمية لتشكيل حكومة عراقية بزعامة المالكي

 

محطة أخبار سورية

كشفت صحيفة الغارديان الصادرة اليوم الاثنين أن ايران ابرمت صفقة حاسمة من وراء الستار مع جيرانها الإقليميين يمكن أن تقود إلى تنصيب حكومة موالية لها في العراق، في اطار خطوة من شأنها أن تحوّل هذا البلد بعيداً عن دائرة النفوذ الغربي.

 

وقالت الصحيفة إن ايران "لعبت دوراً أساسياً في تشكيل تحالف بين رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وبموجب صفقة شملت سورية ولبنان وحزب الله والمراجع الشيعية العليا، سمّت المالكي المرشح الأوفر حظاً لتولي رئاسة الحكومة العراقية الجديدة بعد سبعة أشهر من الجمود بين الكتل السياسية العراقية المتناحرة على تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء".

 

واضافت أن الصفقة السرية "وضعت ايران أيضاً كمنطقة عازلة فعّالة لمصالح الولايات المتحدة في وقت تسعى فيه إلى تغيير علاقاتها مع العراق من مرحلة السيطرة العسكرية إلى مرحلة الشراكة المدنية".

 

واشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين عراقيين بارزين زودوها بتفاصيل الحملة الايرانية من وراء الكواليس والتي بدأت بقوة منذ أوائل أيلول/سبتمبر الماضي.

 

وقالت نقلاً عن هذه المصادر "إن الايرانيين رأوا فرصتهم بعد سحب الولايات المتحدة وحداتها القتالية من العراق، وكانوا ينتظرون هذه الخطوة لكي لا يمنحوا الأميركيين شعور الرضا بعد الانسحاب"، مشيرة إلى أن الإيرانيين طلبوا، بعد أيام من الإنسحاب الأميركي من العراق، من الصدر، الذي يعيش في منفاه الاختياري في مدينة قم الايرانية، "اعادة النظر في موقفه كمعارض عنيف للمالكي، في اطار توجه جاء من الزعيم الروحي للتيار الصدري آية الله كاظم الحائري، الذي يُعتبر الأب الروحي لمقتدى الصدر للسنوات الخمس عشرة الماضية".

 

واضافت الصحيفة أن العراقيين بدأوا التحرك بعد أيام من التحرك الايراني، وأوفد المالكي أحد كبار مساعديه إلى قم برفقة مسؤول بارز في حزب الدعوة، الذي يتزعمه هو عبد الحليم الزهيري، وانضم إليهما العضو البارز في المكتب السياسي لحزب الله اللبناني محمد كوثراني والجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الايراني.

 

وتابعت أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد التقى في الأسابيع التالية نظيره السوري بشار الأسد في مطار دمشق الدولي وهو في طريقه لإلقاء كلمة أمام الأمم المتحدة في نيويورك، في اجتماع استمر ساعتين وكان حاسماً في تغيير موقف الأسد من المالكي بعد قطيعة امتدت 15 شهراً قامت دمشق وبغداد خلاله بسحب سفيريهما المعتمدين في العاصمتين بعد اتهام رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته لسوريا بإيواء الارهابيين الذين دمروا أربع وزارات في بغداد.

 

واشارت الصحيفة إلى أن المرشد الايراني الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي والامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر يُعتقد أيضاً أنهما أيدا تحرك الصدر تجاه المالكي.

 

وقالت إن هذا الكشف يأتي وسط انتقادات حادة لدور الدبلوماسية الاميركية في العراق منذ الانتخابات البرلمانية، بعد أن وضعت الولايات المتحدة ثقلها في بداية الأمر وراء المالكي ثم غيّرت المسار خلال فصل الصيف وطالبت بتقاسم السلطة بين المالكي ومنافسه الرئيسي العلماني اياد علاوي زعيم "القائمة العراقية"، التي فازت بأكبر عدد من المقاعدة البرلمانية في الانتخابات الأخيرة.

 

ونسبت الصحيفة إلى أسامة النجيفي، نائب علاوي، قوله "إن سياسة الولايات المتحدة داخل العراق سهّلت هذا الاستيلاء الايراني، ويبدو أن سلوكها في الانسحاب في وقت مبكر من الصيف هدف إلى استرضاء ايران وهذا سيخلق كارثة في المنطقة، وليس في العراق فقط بل لمصالحها أيضاً، بعد أن انتقلنا من الاحتلال الامريكي إلى الاحتلال الايراني".

 

ومن المقرر أن يزور المالكي ايران اليوم، بعد زيارة قام بها إلى دمشق الأسبوع الماضي

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.