تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أردوغان يلقي بثقل بلاده لإبعادالحرب الأهليةعن لبنان

 

محطة أخبار سورية

شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستعمل ما بوسعها لمنع أي سيناريو محتمل لاندلاع حرب أهلية ثانية في لبنان، في وقت تشهد فيه البلاد توترا سياسيا خطيرا على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري، بينما طالب زعيم الحزب الاشتراكي التقدمي والنائب في البرلمان وليد جنبلاط مجلس الوزراء بأن "يشجب بالإجماع" المحكمة الدولية وأن "يرفض" قرارها الاتهامي المرتقب.

 

وتدعم تصريحات جنبلاط "انقلابه" على مواقفه السابقة غداة الجريمة عام 2005 والأعوام التي تلتها ضمن ائتلاف الرابع عشر من آذار، الذي ما زال يطالب بأن تأخذ العدالة مجراها ومحاسبة الجناة مهما كان موقعهم.

 

ويتخوف ساسة لبنانيون وإقليميون من أن يؤدي القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية إلى اتهام حزب الله أو حلفائه، مما يهدد السلم الأهلي في البلد الهش ويعيده من جديد إلى أجواء الحرب الأهلية.

 

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن الأربعاء أن بلاده تقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وأنها حريصة على استقرار لبنان، وقال أردوغان إنه "في حال ظهرت بوادر حرب داخلية "..." سنقوم، لا تركيا فقط بل أيضا مع دول الجوار، بكل شيء لمنع مثل هذه الحرب".

 

ويؤدي أردوغان، الذي بات يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط العربية لمواقفه من إسرائيل، زيارة بيومين إلى لبنان تهدف إلى دعم لبنان اقتصاديا، ولكنها لا تخلو من الهواجس السياسية للحكومة .

 

وأكدت مصادر ديبلوماسية في العاصمة اللبنانية أن زيارة أردوغان تأتي في سياق الحراك التركي الداعم لوحدة لبنان وأمنه واستقراره وهو الحراك الذي من شأنه أن يؤثر إيجابا على الملف السياسي اللبناني نظرا للدور الفاعل والمؤثر الذي تلعبه أنقرة على صعيد قضايا المنطقة وتوازناتها، إلا أن الزيارة وجدت معارضة أرمنية على اساس أن "اللبنانيين لم ينسوا ماضي تركيا الدموي في المنطقة" في إشارة إلى الدولة العثمانية.

 

وتخيم في بيروت أجواء من القلق والمخاوف من تباين سياسي حاد حول القرار الظني نتيجة تسريبات إعلامية تؤكد أن القرار الذي يُرجح أن يصدر ضد حزب الله بات وشيكا ، وكان آخرها ما ذكره التلفزيون الكندي العام "سي بي سي" من أن محققي المحكمة توصلوا إلى أدلة قوية على أن عناصر من حزب الله نفذوا عملية اغتيال الحريري في شباط/فبراير 2005.

 

واعتبر جنبلاط أن الشائعات والتقارير الإعلامية المتعلقة بعمل المحكمة الدولية وما توصلت اليه "أصبحت بمثابة مسلسل درامي خطير" يهدد استقرار لبنان.

 

وٍرأى جنبلاط أن التحقيق يستخدم لأغراض سياسية والمحققين يسربون معلومات ويقدمون خدمة لدول لها مصالح معتبرا أن "الخطر الحقيقي الذي يواجه لبنان هو صعود الجماعات المتطرفة"، مضيفا "على الطبقة السياسية ألا تتلهى بجدال لا ينتهي حول المحكمة وأن تواجه الخطر الحقيقي".

 

وبينما يحذر حزب الله من اتهامه، يرى سياسيون أن أي اتهام ضد الحزب سيدفع البلاد إلى فتنة تجره إلى حرب أهلية، ولذلك أشار اردوغان قبيل وصوله بيروت إلى دور تركيا المحتمل في عملية نزع فتيل أي تدهور أمني في البلاد، مؤكدا تعزيز مناخ التهدئة ورفض أنقرة المس بأمن واستقرار لبنان مهما كانت الذرائع كما أنها ترفض أي توتر من شأنه أن يؤدي إلى الإنزلاق نحو الفتنة السنية - الشيعية على الساحة اللبنانية.

 

والتقى أردوغان في زيارته عددا من الساسة اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء سعد الحريري، وهدفت اللقاءات إلى مناقشة الوضع السياسي الراهن في المنطقة، بالرغم من أن الهدف من زيارته هو توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين أعدّها الوزراء المختصون إضافة إلى موضوع التعاون الاستراتيجي الرباعي بين تركيا وسوريا والأردن ولبنان.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.