تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

القذافي: ليبيا لم تشهد مظاهرات ولا احتجاجات مطلقاً

 

محطة أخبار سورية

اعتبر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أنه لا يوجد أي سبب داخلي يجعل في ليبيا أزمة من أي نوع على الإطلاق، لافتا إلى أن السلطة في يد الشعب الليبي يمارسها في المؤتمرات الشعبية التي فيها كل المواطنين رجالا ونساء بلغوا سن الرشد.

 

وجادل القذافي بأنه ليس لهذه الديمقراطية الشعبية المباشرة مثيل إلا في أثينا قبل الميلاد، زاعما أن ثروة البترول ملك للشعب الليبي والسلاح بيد الشعب.

 

وقال في رسالة وجهها إلى البرلمان الأوروبي، والكونغرس الأميركي، والأحزاب السياسية المعارضة في أميركا، ومؤتمر لندن، وكذلك إلى السفراء ووكالات الأنباء ومراسليها وكل الإعلاميين في العالم، إنه ليس في ليبيا حاكم يحكم، فلا حاكم ولا محكوم. وفيما بدا أنه بمثابة سرد مطول لإنجازات حكمه خلال 42 عاما، أضاف القذافي، تغلبت (ليبيا) على العطش بخلق نهر صناعي من تحت الأرض، وألغت طواعية البرنامج النووي وما إليه، وحلت كل مشكلاتها العالقة من الحرب الباردة بطريقة سلمية، وحلت مشكلات الجرف القاري مع الدول المجاورة باللجوء إلى التحكيم، وانضمت للتحالف الدولي ضد الإرهاب.

 

ولفت القذافي، في الرسالة التي بثتها وكالة الأنباء الليبية الرسمية وحصلت «الشرق الأوسط» على نصها الكامل، إلى أن أجهزة بلاده ساهمت مساهمة فعالة مع أجهزة الدول الأخرى في الحد من خطر الإرهاب المتطرف، وشكلت القيادة الشعبية الإسلامية العالمية لجمع القوى الإسلامية المعتدلة عالميا لملء الفراغ الذي استغله الإرهاب المتطرف، وأوقفت الهجرة غير الشرعية المتجهة إلى أوروبا، ولعبت دورا فعالا في حل المشكلات الأفريقية وإقرار السلام في أفريقيا، وأصبحت الراعي السامي للسلام في أفريقيا بقرار من الأفارقة، وفتحت أبوابها للسياحة العالمية، وقدمت «الكتاب الأبيض» لحل مشكلة الشرق الأوسط سلميا، وقدمت مسودة لإنهاء القرصنة التي ظهرت في الصومال وأزعجت العالم.

 

وأضاف «يبدو أنه بسبب هذا الانفتاح ودورها في خنق الإرهاب تسللت عناصر (القاعدة) وجندت من جندت واستغلت ما حصل في تونس ومصر كغطاء من الدخان لتهاجم فجأة ثكنات عسكرية ومراكز شرطة للحصول على السلاح، وبدأت في إطلاق النار على العسكريين، وسيطرت على بعض المساجد، وحولتها إلى مخازن للسلاح، وأعلنت إمارة إسلامية تتبع (القاعدة) وإذاعات الجهاد».

 

واستطرد القذافي قائلا «ولم نقم إلا بمحاولة محاصرتها بالتعاون مع المواطنين، ثم قامت وحدات مكافحة الإرهاب باقتحام بعض المباني في بعض المدن المتحصنة فيها عناصر (القاعدة) الإرهابية، وتم القبض على أكبر عدد منها إلا في بنغازي التي ما زالت بعض مبانيها تحت سيطرة تلك العناصر الإرهابية. وأسرت بعض الأفراد وأجبرتهم على العمل لخدمتها للحصول على الدعم من الخارج كواجهة غير دينية، وهذا ما سمي قهرا وزورا بالمجلس الذي لا يعرفه أحد ولم يفوضه أحد عدا إرهابيي (القاعدة) في بنغازي لقضاء حاجتهم اللوجيستية به مؤقتا، ومما مكن لهم في بنغازي هو مهاجمتهم للسجن المدني، وإطلاق سراح كل من فيه من المجرمين وتسليحهم ليقاتلوا في صفوف عناصر (القاعدة)».

 

واعتبر القذافي أن الأزمة خلقت خلقا إما لتنفيذ استراتيجية صليبية جديدة، أو خطة استعمارية جديدة، مشيرا إلى أنه لا يوجد في ليبيا لا في شرق ولا في غرب، أي صراع آيديولوجي ولا مشكلات أخرى من أي نوع، بلد آمن وأمّن شمال أفريقيا وأوقف الهجرة، وألغى برامج أسلحة الدمار الشامل ويلعب دورا مهما في الاستقرار والسلام ويحل مشكلاته بواسطة سلطة الشعب.

 

وتابع: «خُلقت له مشكلة لم يكن سببا فيها، ولا علم له بها، والذي يجري الآن هو دعم (القاعدة) بالغطاء الجوي والصاروخي لتتمكن (القاعدة) من السيطرة على شمال أفريقيا ويصبح شمال أفريقيا أفغانستان ثانية».

 

وقال القذافي إن الشعب الليبي يواجه هجوما وحشيا ظالما وتدخلا سافرا وفظا في شأنه الداخلي، ويقتل المئات من الليبيين والليبيات بسبب هذا القصف العدواني، الذي ليس له مبرر، وليس له مثيل في الظلم والوحشية، والعالم يتفرج على شعب صغير وبلد نام استبيح بحرا وجوا وأرضا من طرف دول نووية كبرى تتصرف خارج ميثاق الأمم المتحدة، وترتكب المجازر ضد الشعب الليبي بلا رحمة.

 

وخاطب القذافي المستهدفين من رسالته بالقول: «لعلمكم أنه لم تقع في ليبيا منذ البداية لا مظاهرات ولا احتجاجات خلافا لما في تونس ومصر، ولم تطلق النار على متظاهرين، لأنه لم يكن هناك متظاهرون إطلاقا، ولم يقتل أكثر من 150 فردا معظمهم من العسكريين والشرطة، الذين دافعوا عن أنفسهم أثناء الهجوم عليهم في مقراتهم». وتابع: هذه الصورة التي نقلت عن ليبيا صورة مقصودة مصطنعة، الغرض منها تمرير وتبرير، إما حرب صليبية ثانية، كما أعلنت فرنسا صراحة، أو عملية استعمارية جديدة لليبيا. المدنيون قتلهم التحالف الصليبي للأسف الشديد وأعدمهم بأسلوب الزرقاوي، إرهابي «القاعدة».

 

وقال الزعيم الليبي «أما نحن فشعب متحد وراء قيادة الثورة يواجه إرهاب (القاعدة) من جهة، وإرهاب حلف الأطلسي الذي يدعم الآن (القاعدة) مباشرة من جهة أخرى، إنه التناقض بعينه. أوقفوا عدوانكم الظالم الوحشي على ليبيا، اتركوا ليبيا لليبيين إنكم ترتكبون عملية إبادة لشعب آمن، وعملية تدمير لبد نام».

 

وخلص القذافي إلى القول «ليس في ليبيا مشكلة إلا مواجهة عناصر (القاعدة)، ومواجهة القصف الصاروخي والجوي الذي اعتبره العالم صليبيا. إنها المتناقضات. يبدو أنكم في أوروبا وأميركا لا تشاهدون هذه العملية الجهنمية البربرية الوحشية، التي لا يشبهها، بل أقل منها ضررا كثيرا إلا عمليات (هتلر) وهو يجتاح أوروبا أو يقصف بريطانيا. كيف تهاجمون من يقاتل (القاعدة)؟».

 

وأضاف «أوقفوا هجومكم الوحشي الظالم على بلادنا.. المسألة الآن تولاها الاتحاد الأفريقي. ليبيا تقبل كل ما يقرره الاتحاد الأفريقي، من خلال اللجنة الأفريقية الرفيعة المستوى التي شكلت لهذا الغرض».

 

وفي غضون ذلك، قال الأميرال جيمس ستافريدس، القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا وقائد القيادة الأوروبية للقوات الأميركية، أمس، إن معلومات المخابرات الواردة من داخل المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات العقيد القذافي أظهرت «دلائل» على وجود تنظيم القاعدة أو جماعة حزب الله إلا أنه لم تتضح بعد صورة تفصيلية للمعارضة الليبية الناشئة، حسب ما ذكرت «رويترز».

 

وقال ستافريدس في إفادة أمام مجلس الشيوخ الأميركي «ليس لدي في هذه المرحلة أي تفاصيل كافية تدفعني للقول إن هناك وجودا ملموسا لـ(القاعدة)». وأضاف أن قيادات المعارضة المسلحة يبدو أنها مؤلفة من «رجال ونساء يتحلون بالمسؤولية» يقاتلون القذافي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.