تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المجلس العسكري: اقبلوا الإعلان الدستوري أو اشربوا البحر

محطة أخبار سورية

استعاد ميدان التحرير الجمعة أيام مجده الثوري في وقت احتشد فيه ألوف المحتجين وهم يلوحون بعلم مصر داعين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد إلى تسليم السلطة ومعبرين عن تحد لبيان شديد اللهجة أصدره المجلس متضمنا انتقادات للإخوان المسلمين.

 

وتحت أشعة الشمس الحارقة وقف المتظاهرون الذين ينتمي معظمهم للحركة الإسلامية وحلفائها طوال اليوم وهم يرددون الهتافات التي تطالب المجلس العسكري بالوفاء بوعده بتسليم السلطة للمدنيين وإنهاء الغموض الذي يلف نتيجة انتخابات الرئاسة التي أجريت جولة الإعادة فيها يومي السبت والأحد الماضيين بين مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

 

وبينما يتوقع إعلان نتيجة الانتخابات يوم الأحد تتصاعد حدة القلق في وقت تعهد فيه كثيرون بتلبية نداء قياداتهم بالبقاء في الميادين والشوارع إلى أن يلغي المجلس العسكري أيضا إعلانا دستوريا مكملا يقيد سلطات رئيس الدولة وإلى أن يلغي قرارا بحل مجلس الشعب.

 

وقال صفوت اسماعيل "43 عاما" عضو جماعة الاخوان الذي جاء من الدلتا "هذه ثورة مضادة لن تصدها الا قوة المحتجين. سأبقى في الميدان الى أن يتنحى المجلس العسكري."

 

ورفض العسكريون بشدة مطالب المحتجين الأمر الذي أوجد إحساسا بوجود طريق مسدود أمام الديمقراطية التي اعتقد المحتجون أنهم حققوها بدمائهم التي سالت في ميدان التحرير خلال انتفاضة الربيع العربي.

 

لكن في خلفية الصورة كانت هناك محادثات بين أعضاء قياديين في جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري أوحت للبعض بأن من الممكن الوصول إلى حل وسط.

 

وفي بيان اتسم بالصرامة استغرقت قراءته أربع دقائق ونقله التلفزيون الحكومي -بينما كان المحتجون يحتشدون بالآلاف في ميدان التحرير يهتفون مطالبين بالحرية- قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة إنه لا ينوي الاستجابة للمطالبات بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي يمد سلطاته أو يتراجع عن قراره بحل البرلمان المنتخب حديثا والذي كان يهيمن عليه الاسلاميون.

 

وقال كثيرون إنهم بعتقدون أن إجراءات المجلس العسكري هي "انقلاب ناعم" استهدف بقاء المجلس العسكري طويلا في السلطة.

 

وقال البيان "إن إصدار إعلان دستوري مكمل ضرورة فرضتها متطلبات إدارة شؤون البلاد خلال الفترة الحرجة الحالية من تاريخ أمتنا."

 

وفيما بدا تهديدا لجماعة الاخوان المسلمين قال المجلس العسكري في البيان الذي تلاه مذيع لم يظهر على الشاشة وباللهجة التي اعتادها العسكريون الذين أقصوا الرئيس السابق حسني مبارك تحت ضغط الاحتجاجات إن من حق الشعب تنظيم احتجاجات- لكن بدون تعطيل الحياة اليومية للمواطنين.

 

وقال بيان المجلس "على الجميع احترام مباديء الشرعية تحسبا من مخاطر الخروج عليها".

 

ورد المرشح الإسلامي محمد مرسي بسرعة قائلا إن العسكريين تحدوا إرادة الشعب وقال إن الاحتجاجات ستستمر. لكنه لم يكرر القول إنه فاز بالانتخابات وطالب باعلان نتيجة الانتخابات سريعا وأشاد بالجيش واصفا إياه بالوطنية.

 

ووفيما بدا أنه لهجة تهديد للإخوان المسلمين انتقد المجلس العسكري قيام الجماعة بإعلان نتيجة الانتخابات قبل الإعلان الرسمي قائلا إن ذلك أثار الانقسام.

 

وامتلأ ميدان التحرير بوسط القاهرة بالخيام التي توفر الظل وسط النهار الصيفي القائظ وانتشر الباعة الذين يبيعون بضائعهم التي تتراوح بين الشاي والقمصان القطنية التي تحمل شعارات الثورة وميدان التحرير. ونقلت الحافلات حشودا ضخمة من الاسلاميين المتحمسين من المحافظات الى ميدان التحرير.

 

وقال محمود محمد "31 عاما" وهو مهندس بحري من الاسكندرية من الحركة السلفية المعتصمة في الميدان إن السلفيين لا يسعون الى معركة لكنهم يريدون إرساء الديمقراطية.

 

وأضاف "انتخب الناس برلمانا ووضعوه هم في سلة المهملات. يجب أن يسلم الجيش السلطة. لم يأت احد الى هنا للقتال. نحتاج الى الديمقراطية."

 

وانضمت مجموعات صغيرة من النشطاء العلمانيين إلى احتجاجات الإسلاميين لكن غياب كثيرين من الشبان الليبراليين الذين أشعلوا الثورة على مبارك في أيامها الأولى أبرز التعب والغضب من عمل سياسي انتهى إلى الوضع السياسي التقليدي في البلاد متمثلا في الاختيار بين الجيش أو الاسلاميين وهما أقوى مؤسستين في البلاد على حساب مرشحي قوى الوسط المتشرذمة.

 

لكن الجيش والإخوان المسلمين تعاونا بحذر منذ سقوط مبارك وتقول مصادر على الجانبين إن هذا يمكن أن يستمر رغم قرار المجلس العسكري حل مجلس الشعب الذي يمثل الإخون أكبر كتلة فيه.

 

وقال المجلس العسكري اليوم إنه ليس باستطاعته إلغاء حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب وهو الحكم الذي استند إلى عدم دستورية مواد في قانون انتخاب المجلس.

 

ويقول سياسيون معارضون إن قضاة المحكمة الدستورية العليا عينهم مبارك ولا يتمتعون بالاستقلال.

 

ويخشى الإخوان المسلمون أن يكون من شأن تأخير إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية محاولة تزوير الانتخابات لكن معارضيهم يقولون إن الإخوان هم الذين قاموا بعمليات تزوير.

 

ويقول كل من مرسي وأحمد شفيق وهو قائد سابق للقوات الجوية إنه الفائز بالانتخابات. لكن إعلان مرسي الفوز بعد ساعات من غلق لجان الانتخاب هو ما أثار الجدل بشأن حول أساليب خفية في دولة اعتادت طويلا على تزوير الانتخابات.

 

لكن المسؤولين في لجنة الانتخابات الرئاسية يقولون إن تأخير إعلان النتيجة راجع للتحقق مما جاء في طعون قدمها المرشحان. وأثار التأخير قلق جميع الأطراف على الرغم من أن الجميع يقولون إن الاحتجاجات ستكون سلمية.

 

وفي تأكيد على سلمية الاحتجاجات قال مرسي "أؤكد هنا على السلمية "في المظاهرات"." وأضاف أن العنف "غير موجود ولا يمكن أن يكون وليس له مجال أن يكون... ثورة سلمية كاملة السلمية وما أريق فيها من دماء كان من قبل النظام الساقط."

 

وفيما بدا أنها لهجة تصالحية قال "ليس بيننا وبين القوات المسلحة مشكلة... ليس بيننا وبين قواتنا المسلحة الوطنية مشكلة... إنهم أبناء مصر."

 

لكنه أضاف مشددا على رفض قرارات المجلس العسكري "حين نتحدث عن قرارات تصدر من المجلس العسكري "فهي قرارات" تصيب أحيانا وتخطيء أحيانا."

 

وقال "لا حاجة أبدا لنا لكي نصدر إعلانا دستوريا مكملا الآن يقرأ فيه بوضوح تقييد رئيس الجمهورية القادم."

 

وشملت إجراءات الجيش أيضا منح حق التدخل في أعمال جمعية منتخبة لكتابة دستور البلاد أو حتى حلها وتشكيل جمعية أخرى في وقت لا يوجد فيه توافق بين الإسلاميين وكل من الليبراليين واليساريين حول تشكيل الجمعية.

 

وسوف يجتمع بعض النواب غدا السبت من أجل إعطاء قوة دفع لعمل الجمعية والابقاء عليها.

 

وقال حسن نافعة وهو محلل سياسي ومنتقد لمبارك "بيان المجلس العسكري مقصود به تخويف الناس وضرب الروح الثورية للأمة عير اللهجة السلطوية الحازمة التي ألقي بها البيان. لكن هذا لن يجدي لأن كل المدنيين الذين لديهم وعي سياسي يرفضون وصاية الجيش على الدولة."

 

وأربكت إجراءات الأسبوع الماضي التي شملت إعطاء قوات الجيش سلطة القبض على المدنيين الحلفاء الغربيين خاصة الولايات المتحدة التي تقدم لمصر منذ وقت طويل مساعدات عسكرية كبيرة لكنها تقول الآن إنها تريد أن يسلم الجيش السلطة للمدنيين.

 

ومما زاد من القلق أن مبارك عاد إلى واجهة الأحداث بعد نقله إلى مستشفى عسكري مساء يوم الثلاثاء من السجن الذي بدأ فيه تنفيذ حكم بالسجن المؤبد هذا الشهر.

 

وقدمت المصادر العسكرية والأمنية تقارير متضاربة بشأن حالته. ووصفته مصادر بأنه "ميت إكلينيكيا" في حين قالت أخرى انه موضوع على جهاز التنفس الصناعي بعد جلطة وقالت ثالثة انه "يتعافى". ويقول مصريون كثيرون إن العسكريين الذين كان مبارك قائدهم يبالغون في وصف تدهور حالته لاخراجه من السجن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.