بعد أن تأخر عرضه لأكثر من سنة ونصف السنة سيرى مسلسل (ممرات ضيقة) النور أخيراً على قناة أبو ظبي ابتداء من يوم السبت القادم وما أن ينتهي عرضه فيها حتى يقوم التلفزيون السوري بعرضه على شاشته الفضائية ، وذلك وفق ما صرّح به كاتب العمل فؤاد حميرة ( لمحطة اخبار سوريا) ومسلسل (ممرات ضيقة) إخراج محمد الشيخ نجيب وتمثيل عدد من الفنانين نذكر منهم : كاريس بشار , عباس النوري ، جهاد سعد ، يارا صبري ، جيني إسبر ، منى واصف ، أيمن رضا ، مكسيم خليل ، جيهان عبد العظيم ، جلال شموط ، تولين البكري ، ناهد حلبي ، أمانة والي ، عبد الحكيم قطيفان ، أندريه سكاف ، خالد القيش ، نسرين الحكيم ، محمد حداقي ، جهاد عبده .. وإنتاج شركة بانا .
وكان العمل قد وقع في العديد من الإشكاليات الرقابية ابتداءً من رفضه كنص عندما قُدم في المرة الأولى حتى أن التقارير الأولى للرقابة على النص أكدت أنه (يخدش الذوق والحياء العام .. تُبلغ الشركة بعدم إنتاجه) وبعد إجراء تعديلات عليه جاء التقرير الأخير على النص ليؤكد على مجموعة من المحظورات فتم التعهد بالأخذ بها ، حول التعديلات على النص قال الكاتب حميرة (رفعت العيار قليلاً فخفضت منه الرقابة لكني لم أنزعج لأن هذا العيار الذي كنت أريده ، فإن كتبت وفق عيار أقل كانوا سيطالبون بتخفيضه أيضاً) كما أكد المخرج فيما بعد أن الملاحظات الفكرية التي وضعتها لجنة المشاهدة الأولى تم تلافيها وقد شُكِلت له أكثر من لجنة مشاهدة لمراقبته عندما أصبح جاهزاً ، وأجمعت العديد من آراء أعضاء لجنة المشاهدة على سويته الفنية المتميزة حتى أنه أخذ درجة متقدمة في التقييم لكن تحفظات كثيرة وقفت حينها في وجه عرضه في رمضان وكانت النية تتجه نحو عرضه بعد انتهاء الشهر الفضيل ، إلا أن النيات لم تكن تكفي ..
يتناول العمل موضوعات نادراً ما خاضت بها الدراما العربية حيث يدخل لعوالم سجن النساء ليغوص في التفاصيل الدقيقة التي تشكل النسيج الاجتماعي الأساسي للحالات المعروضة داخل السجن ، من خلال مجموعة من القصص الإنسانية التي تلقي الضوء على أمراض اجتماعية وتظهر الدوافع الحقيقية وراء دخولهن السجن فلسن كلهن بريئات ولكن أغلبهن كن ضحايا ظروف والضغوط ..
ويُعرّف الكاتب فؤاد حميرة عمله قائلاً : يحمل النص العديد من المقولات ، فعندما يذهب الزوج للخليج للعمل ويأتي مرتين في السنة كل زيارة مدتها عشرون يوماً هل ستكون عائلته من الملائكة ؟.. لا أريد القول هنا أنه من الخطأ أن تسافر للعمل ولكن لماذا لا نؤمن له فرصة عمل شريف كي لا يتعرض لما تعرضت له عائلته .. كما أن العديد من ملاجئ الأيتام هي بؤر للفساد فباسم الرحمة يتم بيع الأطفال وبيع الأعضاء فهناك أطفال يتم رميهم على باب الملجأ لا يتم تسجيلهم في القيود ، فلماذا لا نحل أساس المشكلة ولماذا لا تنسب الأم ابنها إليها ؟. فإن غرر بها أحدهم ما ذنب الطفل ليُترك على باب الملجأ ؟.. هذه هي المقولات والقضايا التي يطرحها المسلسل ولكن هناك الكثير من الناس لا يحبون أن يروا البثور في وجوههم أمام المرآة في حين لو شاهدوها لذهبوا للطبيب كي يعالجوها ، لقد كان السجن منطلقاً لفتح موضوعات أكبر وأهم ذات بعد إنساني .
