تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سياسي إيرلندي: سورية تخرج من الأزمة أقوى وأكثر استعصاء على أعدائها

محطة أخبار سورية

 

قال الباحث وخبير الشؤون الخارجية الإيرلندي فنيان كانينغهام في مقال يحمل عنوان "تركيا سقطت في مستنقع الإرهاب" إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ذهب إلى واشنطن هذا الأسبوع وفي جعبته لائحة مشتريات يسعى من خلالها إلى حشد المزيد من الدعم والتحريض بهدف إقناع الولايات المتحدة بالمزيد من التدخل العلني في سورية.

 

وأضاف كانينغهام في مقال أورده موقع برس تي في الإيراني اليوم أن كل ما قدمته واشنطن لأردوغان خلال زيارته هو إجراءات مجاملة دبلوماسية من لقاء في البيت الأبيض مع الرئيس باراك أوباما ومؤتمر صحفي مشترك في حديقة الأزهار غير أن الأميركيين في حقيقة الأمر رفضوا التجاوب مع لائحة المشتريات التي جاء بها.

 

وأوضح كانينغهام أن لائحة أردوغان التي سعى بشدة إلى الحصول على تصديق واشنطن عليها تضمنت "تقديم المزيد من الأسلحة الأميركية وبشكل علني إلى مليشيات المرتزقة التي يدعمها الناتو في سورية وفرض مناطق "حظر جوي" في شمال سورية والمطالبة بمشاركة حليفتي الولايات المتحدة وهما فرنسا وبريطانيا في استقبال 400 ألف سوري توجهوا إلى تركيا منذ بداية الأزمة في سورية قبل عامين".

 

وتساءل الباحث الإيرلندي هل رأى أردوغان أن أفضل طريقة لتسويق لائحته هذه أمام الأميركيين هي إظهار أن تركيا باتت متورطة ومعنية بالأزمة من خلال تمهيد زيارته إلى واشنطن بفعل إرهابي هو "تفجيري الريحانية".

 

وأشار الكاتب إلى أنه وبعد تفجيري بلدة الريحانية جنوب تركيا في 11 أيار الجاري سارعت حكومة أرودغان وخلال ساعات فقط إلى كيل الاتهامات واللوم إلى سورية وتزعم أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو حملة الاتهامات بينما قالت وسائل الإعلام التركية إن 13 شخصا اعتقلوا فورا على خلفية التفجيرين وعلى الرغم من عدم الإعلان عن أسماء المعتقلين إلا أن السلطات التركية عمدت إلى الادعاء بأن لهم علاقة بمجموعة ماركسية لها ارتباط بسورية.. بهذه البساطة وهذا الغموض في الاتهام.

 

وفي نفس اليوم ادعت السلطات التركية بأنها صادرت سيارة تحمل لوحة تسجيل سورية معتبرة أن ذلك يبرر اتهاماتها ويشكل دليلا عليه ولكن ونظرا إلى أن الكثير من السوريين الذين دخلوا تركيا خلال هذين العامين جاؤوا في سياراتهم التي تحمل لوحات سورية بالفعل فإن مصادرة سيارة في ذلك اليوم تحمل لوحة تسجيل سورية لا يشكل دليلا على الإطلاق على هوية مرتكبي التفجيرين.

 

كما أن حرييت أوردت نبأ بعد ثلاثة أيام فقط من التفجيرات ادعى فيه مسؤولون من الحكومة التركية استكمال التحقيق وتساءل كانينغهام هل من الممكن أن ينتهي التحقيق في واحدة من أسوأ وأخطر التفجيرات في تاريخ تركيا الحديث بهذه السرعة والعجلة على الرغم من أن 10 من القتلى الخمسين الذين سقطوا في تفجيري الريحانية لم يتم التعرف عليهم بعد.

 

وعمد الرئيس التركي عبد الله غل في السادس عشر من الشهر الجاري وخلال حضور أردوغان في البيت الأبيض إلى إلقاء خطبة من موقع التفجير مطلقا الإدانات ضد المجتمع الدولي على ما وصفه بعدم التصرف مع سورية وذلك في دعوة مبطنة للولايات المتحدة وحلفاء أنقرة الآخرين في الناتو للمزيد من التدخل العلني في سورية وذلك بتنسيق لاشك فيه مع زيارة التسويق الأردوغانية إلى واشنطن.

 

وأوضح كانينغهام أن مسارعة أردوغان لالقاء الاتهامات ضد سورية بغض النظر عن عدم وجود دليل ملموس وحقيقي على ذلك يظهر بشكل قوي أن أنقرة تحاول بشكل يائس استغلال تفجيري الريحانية بشكل متهور لغايات سياسية.. بل والأكثر من ذلك هو وجود دليل على أن سلطات أنقرة كانت على علم مسبق بهذه التفجيرات.

 

واستطرد كانينغهام قائلا إن الدليل على ذلك أن صحيفة حرييت أوردت خلال ذلك الأسبوع ادعاءات منقولة عن مصادر في وزارة الداخلية التركية بينها نائب رئيس الوزراء بشير اطلاي قولهم بأنهم يلاحقون مفجرين مشتبه بهم في العاصمة انقرة وذلك قبل ثلاثة أيام من تفجيري الريحانية حيث زعم المسؤولون أن المشتبهين رصدوا قرب مسجد كوكاتيب في العاصمة.

 

وقال الكاتب: إذا وبكل سذاجة علمت أجهزة الأمن التركية بأن فريقا تفجيريا كان على وشك تفجير العاصمة ومن ثم تمكن المشتبهون المزعومون من تفادي أجهزة المراقبة والسفر لأكثر من 600 كيلومتر الى بلدة الريحانية جنوب البلاد لتنفيذ خطتهم الشنيعة بعد ثلاثة أيام من معرفة الأمن التركي بوجودهم.

 

وتابع: يبدو أنه من المنطقي تماما اعتبار أن السلطات التركية سمحت بشكل متعمد بوقوع تفجيري الريحانية أو أن الاستخبارات العسكرية التركية نفسها نفذته وفي كلا الحالتين فإن المرابح السياسية من هذه السمسرة الإرهابية كانت متوقعة بشكل مسبق من أجل إعطاء أردوغان زخما في زيارته لواشنطن بعد خمسة أيام من التفجيرين.. هذه الزيارة المكرسة من وجهة نظر الحكومة التركية لالتماس المزيد من التدخل المباشر للناتو في سورية.

 

وأوضح الكاتب ليس هناك من شك بأن تركيا قامت بالدور الأكبر وتحملت العبء الأثقل في حملة الناتو المعتم عليها ضد سورية ولاسيما وأن هذه الحملة لم تسر وفق الخطة الموضوعة فبعد أكثر من عامين من بدء الولايات المتحدة والحلف الأطلسي وحلفائهم الإقليميين في التحريض وإثارة حملة واسعة من الإرهاب داخل سورية فإن الحكومة السورية خرجت منها وبشكل يدعو إلى الدهشة أقوى وأكثر استعصاء على أعدائها.

 

وأوضح الباحث الإيرلندي أن الحكومة السورية لا تزال تتمتع بالشرعية والدعم الشعبيين الواسعين وهو ما يمكن أن يطلق عليه "السيادة" وفي الحقيقة فإن هذا الأمر يدحض الدعاية الغربية بشأن "انتفاضة شعبية مزعومة ضد نظام مستبد" كما أن الجيش السوري وخلال الأسابيع الأخيرة حقق انتصارات عسكرية كبيرة وكانت له اليد العليا على ميليشيات الناتو مع مقتل الآلاف من هؤلاء أو اعتقالهم.

 

وأشار كانينغهام إلى أنه وبخلاف حملة "تغيير النظام في ليبيا" فإن سورية تمكنت من احتواء وهزيمة الاستراتيجيين الغربيين وقد شكل فشل هذه الحملة نتائج سيئة جدا بالنسبة لتركيا بشكل خاص ولاسيما أن أردوغان وبإغراء من أوهام بإعادة الحكم العثماني مطلع عام 2011 سمح لنفسه بالتحول إلى الأداة الحادة في لعبة "تغيير الحكم" الخاصة بالناتو في سورية ولكن وبعد أكثر من 26 شهرا وجد أردوغان نفسه وقد تلطخت أيديه بكم هائل من الدماء.

 

ولفت الكاتب إلى أنه وبعد تفجيري الريحانية أطلق أردوغان وعودا بعدم التورط في المستنقع في سورية متجاهلا أن تركيا وبفضل حكومته غارقة حتى ركبتيها في الدماء موضحا أن البلدات والقرى الحدودية مع سورية باتت مراكز لايحكمها القانون للجرائم واللصوصية بما أن مليشيات ومرتزقة الناتو التي ساعد أردوغان بإطلاقها تنتشر هناك.

 

وقال كانينغهام إن أردوغان الذي انتخب ثلاث مرات يدفع ثمنا باهظا لتورطه في دسائس الناتو في سورية وقد ساء موقعه بشكل كبير بين الرأي العام التركي وفي المنطقة بشكل عام مع خروج مظاهرات متواصلة في أنقرة واسطنبول ومدن تركية عديدة لإدانته وداوود أوغلو وغل وحزبهم حزب العدالة والتنمية لتآمرهم في إشعال أعمال العنف والفوضى في سورية وقد تضاعفت هذه المظاهرات بسبب تفجيري الريحانية.

 

وختم كانينغهام بالقول إن هذه الحقائق تبرز سبب غرق تركيا أكثر فأكثر في مستنقع الناتو في سورية وتورط أردوغان والحلقة السياسية المقربة منه في الدماء التي تسبب بإراقتها بالنيابة عن حلف الناتو وهو ما يفسر زيارته لواشنطن بالبحث عن طوق نجاة يرميه الأميركيون له غير أن المشكلة الكبيرة التي سيواجهها هي اكتشافه بأنه وكما اكتشف العديدون من قبله بانه بات مستهلكا بالنسبة للعبة واشنطن الجيوسياسية الشائنة.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.