تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لبنان.. والمـدّ الإقليمي!!

 فتح الاستحقاق الرئاسي اللبناني جسور التواصل غير المباشر بين السعودية وحزب الله لمعرفة موقف الأخير من الاستحقاق المذكور، علماً بأن الرياض لا تعتزم القيام بأي مبادرة في هذا الصدد، فيما واصل الرئيس أمين الجميل تحركه على الخط نفسه بالتوازي مع إبداء سمير جعجع استعداداً مشروطاً لانسحابه.

وأفادت صحيفة الأخبار اللبنانية أن المملكة السعودية بعثت برسائل إلى حزب الله، تطرح فيها أسئلة بشأن الاستحقاق. ومن الأسئلة التي وجهتها الرياض إلى الحزب: هل يريد فعلاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت قريب، أو يفضّل الفراغ؟ كذلك سألت عن اسم المرشح التوافقي الذي يرى الحزب أنه الأفضل لرئاسة الجمهورية. فردّ حزب الله بأنه معني بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، وبأن مرشحه هو العماد ميشال عون، مؤكداً أن الأخير قادر على أن يكون مرشحاً توافقياً. وسأل الحزب «الوسطاء» الذين نقلوا الرسائل عمّا إذا كانت السعودية بصدد القيام بمبادرة في لبنان أو لا، فردّ السعوديون بالنفي. وفي السياق ذاته، لا يزال السفير الأميركي دايفيد هيل يسوّق لفكرة أن وصول عون إلى الرئاسة يساهم في تعزيز الاستقرار في لبنان، فيما لا تزال السعودية وفرنسا تعارضان هذا التوجه.

من جانب آخر، كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة في الرياض، طبقاً لصحيفة القدس العربي، أن السعودية أصبحت تؤيد انسحاب المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية سمير جعجع من المعركة الرئاسية وأن تتفق قوى 14 اذار على مرشح توافق وطني يكون مقبولا من غالبية القوى السياسية في لبنان حتى يحصل على تأييد البرلمان وعلى قبول شعبي لم يكن بوسع ‘جعجع′ توفيرهما.

وجاء هذا الموقف السعودي الجديد المعارض ‘لترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية ليس بسبب فشله في الحصول على تأييد البرلمان وقوى 8 اذار فقط، بل بسبب ‘طلب وتمني’ بعض الشخصيات الدينية والسياسية في طرابلس ولبنان، من المملكة عدم دعم ترشيح سمير جعجع الذي اتهم بقتل رئيس وزراء لبنان والزعيم الطرابلسي واللبناني الراحل رشيد كرامي وحكم عليه بالإعدام لهذا السبب. وترى الأوساط السعودية أنه من الضروري ان يتم الاستعجال في انتخاب الرئيس حتى لا يحصل فراغ دستوري في لبنان يهدد كيان الدولة اللبنانية.

ونقلت صحيفة السفير عن اللقاء الذي عقده الرئيس ميشال سليمان مع البطريرك الماروني بشارة الراعي،  أمس أنه بحث نقطتين أساسيتين: الأولى، وجوب إتمام الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية، والثانية، تمحورت حول زيارة الراعي إلى القدس وبيت لحم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأفادت السفير أن سليمان صارح الراعي بأنه يفضل عدم القيام بهذه الزيارة في ظل مناخ الانقسام الوطني الذي يحيط بها، فضلا عن عدم نضوج ظروفها الاقليمية، وأبدى استعداده لتأمين الغطاء السياسي لأي موقف قد تتخذه البطريركية المارونية في اتجاه صرف النظر عن هذه الزيارة المثيرة للجدل.

وأوردت السفير أن الراعي دافع عن قراره وأوحى لرئيس الجمهورية بأنه لن يتراجع، وقال إنه لا يمانع قيام المؤمنين في المستقبل برحلات حج إلى الأراضي المقدسة!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.